كلمة لابد منها: حميد المهدوي ظل موقع "لكم. كوم" منذ اللحظة الأولى لإنسحاب حزب "الإستقلال" من الحكومة يلح على أمينه العام حميد شباط بضرورة إجراء حوار معه لإستجلاء حقيقة وخلفيات قرار ذلك الإنسحاب، تنويرا للرأي العام وتعميما للفائدة، غير أن شباط ظل يتهرب في كل مرة من إجراء هذا الحوار تارة بحجة انشغالاته الكثيرة وتارة بسفره، بل وفي بعض الأحيان كنا نتفق على توقيت معين نتصل به كي نحدد موعدا للحوار قبل أن يخلف وعده. وكان إصرار موقع "لكم. كوم"على إجراء حوار مع شباط نابعا مما سجلناه من انطباعات سلبية لدى قسم واسع من المغاربة حول قرار "الإنسحاب من الحكومة"، خاصة من خلال التعليقات الواردة على أي خبر نشره الموقع عن شباط إلا وتقاطرت عليه الإتهامات للأخير تباعا في وقت ظل فيه شباط يحاول إقناع المغاربة بأن انسحابه من الحكومة جاء غيرة على مصالح المعطلين والعمال والفلاحين وكل المهمشين الذين رأى أن مستقبلهم يضيع مع رئيس حكومة عنيد ينفذ أجندة خارجية! واليوم يوجد حميد شباط، في خندق المعارضة، ومن الطبيعي أن يترقب أي متابع لهذا الحوار رأي المذكور في المعارضة واستراتيجيته فيها لمواجهة حكومة بنكيران، خاصة وأن هذا الحوار يدشن به شباط دخوله السياسي. لكن هل يستقيم أن نسير بهذا الحوار في اتجاه البحث عن استراتيجية شباط وخططه في المعارضة دون أن تتضح الصورة أكثر حول الأسباب الحقيقية التي دفعته إلى الإنسحاب من الحكومة حتى يكون لسؤالنا حول خططه في المعارضة ذا معنى وجدوى ؟ وسيلاحظ المشاهد لهذه الحلقة الحوارية كيف تنكر شباط لكل اتهاماته السابقة لقيادي حزب "الأصالة والمعاصرة" الياس العماري حين كان يتهمه بفبركة ملفات أبنائه لتطويعه في اتجاه تسخيره لخدمة أجندة ما، عبر عنها شباط بنفسه في حوار مع يومية "المساء" في عدد فاتح يونيو 2012، حين قال بأن الياس هو من فبرك ملفات أبنائه وبان هناك جهات تريد فصل حزب "العدالة والتنمية" عن حزب الإستقلال" داخل الحكومة ! كما سيلاحظ مشاهد الحوار كيف تهرب شباط من الحديث عن مزوار رغم إلحاح المحاورعليه حتى إن شباط مباشرة بعد إنهاء التصوير كانت أول كلمة قالها لمحاوره، وهذا بحضور التقنيين وكل من كان في القاعة: "كنتي باغي تدابزني مع صاحبي مزوار"! ويأتي تصريح شباط هذا في وقت كشفت فيه مصادر رفيعة المستوى لموقع "لكم. كوم" أن شباط كان يلتقي الكاتب الأول لحزب "الإتحاد الإشتراكي" ادريس لشكر ورئيس حزب "التجمع الوطني للأحرار" صلاح الدين مزوار وقيادي حزب "الأصالة والمعاصرة" الياس العماري مؤخرا بفندق "سوفيتيل" بالرباط في وقت تسير فيه مشاورات بنكيران مع مزوار لتشكيل النسخة الثانية من الحكومة. وفيما نفى شباط لموقع لكم هذا الخبر تعذر عليه الإتصال بالمسؤولين الحزبيين الباقين بعد أن ظلت هواتفهم لأكثر من أسبوع ترن دون رد.