هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    مقتل تسعة أشخاص في حادث تحطّم طائرة جنوب البرازيل    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    جثمان محمد الخلفي يوارى الثرى بالبيضاء    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    ملتقى النحت والخزف في نسخة أولى بالدار البيضاء    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    اتهامات "بالتحرش باللاعبات".. صن داونز يعلن بدء التحقيق مع مدربه    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمير هشام بن عبد ا لله ودانيال كالفان
نشر في لكم يوم 26 - 08 - 2013

كانت قضية الأمير هشام بن عبد الله حفيد محمد الخامس من ولده المشهور باسم"مولاي عبدا لله" بسيطة، وتظهر منذ وفاة الأمير عبدا لله في20/12 / 1983مجرد قضية منافسة عادية بين شباب أحفاد محمد الخامس وورثته، وكانت المنافسة كما تبدو عادية ثقافية وعلمية ومالية، وذات طبيعة ذاتية وليست سياسية، وكانت الأميرة لمياء الصلح تظهر في صور الأسرة الملكية بارزة وعصرية منذ أيام شبابها عن أزواج محمد الخامس والحسن الثاني المحجبات وراء جدران القصور مثل ما يقع في جميع الأسر التقليدية المحافظة على ما يسمى"الحريم"، وكانت الخلافات من بين أسرار العائلة التي لاتروج لدى عموم الناس، سوى ماكان قد راج حول الأمير هشام ونجاحه في جامعة برينستونBrens ton الأمريكية وإحداثه لما عرف حينذاك بكرسي محمد الخامس حيث اضطر الحسن الثاني إلى إعلان رفضه إطلاق اسم محمد الخامس على ذلك الكرسي، وشعر الملاحظون عندئذ بأن الخلاف حول اسم ومجد محمد الخامس بين أحفاده قد أصبح معلنا وبدأ ينتشر، ثم شاعت أخبار أخرى حول تركة الأمير عبد الله بين ورثته الذين كانت منهم فتاة يتيمة تركها قاصرة وهي زينب بنت عبد الله، واحتضنها عمها الملك الحسن الثاني ولا تظهر حاليا في المشهد المخزني، وأيضا حول حصة أرملته اللبنانية الأميرة لمياء الصلح من عقارات زوجها حسب الشريعة الإسلامية ومابين تطبيقها اللبناني والمغربي، وكان العارفون يلاحظون أن السلطان محمد الخامس حاول جهد الإمكان أن يكون متوازنا بين أولاده وبناته أثناء حياته بعد تعيينه للحسن الثاني دون غيره وليا للعهد ، وسمح لبناته بنشر صورهن والمشاركة في مختلف الأنشطة الاجتماعية والمالية والرياضية وهو يعرف الفرق بين وضعية مذاهب الإسلام والمسيحية في لبنان..وكان قصر الصخيرات وضيعات الحوامض والخضر بهوارة و تارودانت نموذجا ملموسا حيث تولى ولده عبد الله الأرض الموجودة على شاطئ سيدي العابد والتي تعرف عند سكان عين عتيق ب "قصر مولاي عبد الله" وبجانبها قصر الصخيرات للحسن الثاني المعروف بالمحاولة الانقلابية للصخيرات سنة 1971والذي بني حوله مركب امفيتريتAmphitriteالشهير أيضا باسم الحجرة المقدسةLa pierre sacréأثناء محاكمة الصحافي علي المرابط، ولاحظ الناس أن قصر الأمير عبد الله تدهور بعد وفاته وأصبح شبه مهجور رغم وجود أولاده وزوجته، وتضخم قصر الحسن الثاني بالصخيرات هو وبعض المقربين منه الذين أتيح لهم بناء قصور وفيلات بجواره مثل احمد بنسودة وأحمد رضا كديرة وعبد الرحيم بوعبيد وكثير من ضباط العسكر والمخابرات.. ولم يتم تعميره وإصلاحه البسيط إلا بعد وفاة الحسن الثاني، وكانت أماكن سكنى وممتلكات عائلة محمد الخامس وحاشيته بسيطة لاتصل إلى مستوى الثروة العقارية الضخمة التي اكتسبوها بعد وفاته، وخاصة بعد تطبيق ماسمي باسترجاع أراضي المعمرينLes colons والقارئ يعرف لمن رجعت؟، وتولي مخزن الاستقلال لأملاك الدولة، وصدور قوانين الإصلاح الزراعي في سنوات الرصاص، وكانت بالأحرى فسادا زراعيا، وقوانين المغربة la marocanisation سنة 1973وكان التوازن بين الملك الحسن الثاني وأخيه عبد الله وزوجته اللبنانية وأخواته يظهر موجودا للناس، في البروتوكولا ت المخزنية، والثروات الملكية، وميزانية البلاط ، والقانون الجنائي الذي يحميهم جميعا ، فقلما تجد عقارا لأحدهم لايجاورهآخر منهم، لكن المفارقة الكبيرة كانت عندما اختار الأمير عبد الله أن يمتلك إقامة بنيوجرسي New Jerseyبالولايات المتحدة ويبتعد عن فرنسا، وهو ما سوف لن يكون مقبولا لدى الأوساط الفرنسية المغربية، مماينذرباحتمال خلق جناح انكلوفوني وأمريكي ينافس فرنسا ، ويتجه الحسن الثاني إلى بيتزBEtzبفرنسا حيث امتلك إقامته المعروفة حاليا بالاحتجاجات التي ينظمها بعض المعارضين المغاربة بفرنسا مثل الضابطين العسكريين الطوبجي وأديب وهشام الدليمي والبارودي...وبدا عندئذ أن ولدي محمد الخامس بينهما فرق في العلاقة والثقة بفرنسا، ومثل ذلك بالولايات المتحدة، بعد يقينهم بخطورة المحاولات الانقلابية التي اشتدت بين سنتي1971-1972 وانفرد الحسن الثاني لنفسه عن العائلة بوضع نص في الدستور يقدس شخص الملك ويورث الحكم لأكبر أبنائه الذكور ولا يشير للأسرة.. وأظهر باستمرار أنه يحتضن الأميرين إسماعيل وزينب وكل الأقارب حضانة سياسية..
وكانت قضية الأمير هشام تبدو كأنها لاتستحق أن يكتب عنها السياسيون والصحافيون رغم كون الكثيرين يتتبعونها صامتين ويحتفظون بامتياز معرفتها، والاستفادة من الخلافات العائلية التي سبق ذكرها ويستعملونها للخوض في الماء العكر والدسائس.. وخاصة بعد أن بعض شباب الأسرة مثل نوفل عصمان وحفيد محمد الخامس يضيعون في الهجرة الى الخارج ، وبحث الأمير هشام عن فريق من الأساتذة الجامعيين مثل عبدا لله حمود ونقلهم إلى الولايات المتحدة ، وبدا وكأنه يكون فريقا من السياسيين تحت ستار الثقافة والأنثروبلوجيا تتجه إلى الولايات المتحدة، أثناء تطبيق الحسن الثاني وإدريس ا البصري لنفس المنهج باستقطاب فريق من هؤلاء الأساتذة مثل عمر عزيمان وعبد الله العروي والحبيب المالكي وجلال السعيد ومحمد معتصم..لولا أن هذه القضية أصبحت بالفعل إحدى أهم قضايا الحكم بالمغرب الحالي وخاصة بعد ظهور حركة20فبراير سنة2011وتأييدها من طرف الأمير هشام ، وتحوله من وضعية الباحث المثقف إلى مهاجر علني غير مرتاح في بلده، و سياسي شبه محترف ، يتخذ المواقف في القضايا الكبرى التي تحدث بين الحين والآخر في المغرب ، مثل نقد دستور2011وقضية دانيال كالفان ، و الأمازيغية ، ونشره لمقال في مجلةPOUVOIRالفرنسية في ربيع 2013يتضمن برنامجا سياسيا بطريقة أدبية تشبه قصة حي بن يقظان ينتهي بثورة الكمون سنة2018، ونشره للخلاف بين الحسن الثاني وأخيه عبد الله حول مجلس الوصاية على العرش سنة1980ومناسبة كتابتي لهذا المقال جاءت بعد نشر أربع وثائق لم تعد تسمح لكل من يهمه أمر مستقبل المغرب وتاريخه السياسي بالصمت، أولها رسالة موجهة إلى الأمير هشام نشرها صلاح الوديع باسمه في الجرائد الالكترونية ، وهو بالنسبة لمن يقرأ شعره ونثره ليست من أسلوبه، إنما وقعها باسمه المعارPrêt nom وهو أحد منظري سياسة ماسمي ب"الحركة لكل الديمقراطيين" وحزب الأصالة والمعاصرة، وأتباعه من القصر الملكي والشعب المغفل الذي لايقرأولايكتب، بعد الردة السياسية التي سقط فيها مع فريق من اليسار المغربي عن كل ديوانه الشعري "جراح الصدر العاري"وثانيتها مقال مجلة "الآن"(عدد71من2الى8شتنبر2013)التي تتضمن عناوين خطيرة مثل" العسكر للإطاحة بالنظام" وتنشر اتهامات موجهة لمواطنين أظهرتهم منشغلين لتحضير انقلاب عسكري بالمغرب انطلاقا من سويسرا مثل فؤاد عبد المومني، وعلي عمار وببكر الجامعي وأحمد بنشمسي وعلي المرابط وربما حتى ميلود الشعبي وزينب لغزوي وبوريقات، وزينته بصورة الملياردير عثمان بن جلون.. وثالثتها الاستجواب الذي نشره الأمير هشام في مجلة Zamane( Aout Septembre 2013)َومقال الأمير هشام حول قضية دانيال كالفان الذي نشره بجريدة الباييس الاسبانية، ويمكن للقراء أن يطلعوا على هذه الوثائق في مصادرها الأصلية على الانترنيت، وهذه المقالات والوثائق أحيت ملفا سريا منسيا بين الحسن الثاني وأخيه عبد الله، يشير حتى إلى الشك في مرض الأمير عبد الله ، لم يهتم به مؤرخوا العلاقات مع القصر، وأصحاب المذكرات الشخصية مثل أحمد بنسودة وعبد الهادي بوطالب وعبد الحق المريني والمحجوب أحرضان ومحمود أعرشان..وهو ملف ظهرت فيه معلومات جديدة لم يسجلها مؤرخ الأسرة الملكية عبد الوهاب بن منصور، وتمس مصداقية التاريخ الذي كتبه من يسمون قبل تصريحات الأمير هشام لمجلة زمان مؤرخين للمملكة ، مثل حسن أوريد الذي هو مستشار بمجلة زمانZamaneالتي نشرت الاستجواب، وعاش عن قرب قضية الصراع بين الأمير هشام والحسن الثاني ومحمد السادس في المعهد المولوي و بالولايات المتحدة، وخاصة عند مكوث الحسن الثاني بمصحة داخل الولايات المتحدة أواخرسنة1995 عدة أسابيع ، وعودته متعبا مريضا إلى المغرب ونزل بالمطار وهو يتوكأ على عكاز، ولم يتح للمغاربة أن يقرأوا النشرة الطبية عن مرضه بالولايات المتحدة حتى اليوم ، وهو على مايبدو مرض لازمه حتى نهاية حياته التي لم تتجاوز بعد ذلك ثلاث سنوات وبضعة أشهر، بعد أن سقط مريضا أثناء زيارة رسمية هو ومستشاره الأقرب اليه أحمد رضا كديرة بالولايات المتحدة وكان كديره يثق بأصهاره الفرنسيين ، ونقل فورا إلى فرنسا حيث مكث هنالك ، ولم يعد إلى المغرب بعكاز مثل الحسن الثاني وإنما عاد جثة نقلت إلى المقبرة في14/12/1995، ولاشك أن الأمير عبد الله كان له أصدقاء خصوصيون يعدون بالعشرات ومنهم قدماء المعهد المولوي الذي كان يديره في فترة حرجة محمد شفيق الكاتب الأمازيغي المعروف، ويمكن أ ن يتكلموا في يوم ما عن أسراره وحياته السياسية والخاصة وليس فقط ابنه الذي لايمكن أ ن يتحدث عن حياته مع أصدقائه...، ولكن كلام الأمير هشام يدل على أنه تخلص من عقدة صمت المثقفين العلويين الذين يتكلم عنهم أصحاب الأقلام المأجورة في كثير من الأحيان ، و يكاد يكمل قراءة جديدة لسياسة العائلة الملكية، وتفسيرا لنفوذ عالي الهمة ويس المنصوري وحميدو العنيكري وآخرين لدى الملك محمد السادس ، ولحقيقة شخصية الحسن الثاني ، وربما إن طالت حياته يعطي بديلا لكل مايعرفه الناس عن أسرة محمد الخامس من بنين وبنات، وشخصية الحسن الثاني والمقربين منه مثل نقله لمقولة الملك الخطيرة" عندما تكون ملكا ليس هناك محل للصدفة، وعليك أن تدافع عن الأسرة، وفي هذه الحالة بالضبط لايوجد أخ، ولا عقيدة، ولاقا نون"(مجلة زمان غشت شتنبر2013 )وكان من أصدقاء الأميرعبدالله المعروفين محاميه نقيب المحامين السابق بالقنيطرة احمد عبابو الذي رافق الأمير إلى الولايات المتحدة أثناء مرضه ألأخير ولم يفارقه هنالك لمدة تقارب أربعة أشهر إلى أن توفي الأمير بالولايات المتحدة وعاد أحمد عبابو ليموت بعده كما قيل في الحمام وكان قياديا في حزب الاستقلال لم يعد يذكره أحد منهم اليوم، وقد استفحل مرض الأمير عبد الله مباشرة بعد وفاة الجينيرال أحمد الدليمي22/1/1983وفي قضية الدليمي اتضح للحسن الثاني أن عمر الانقلابات العسكرية ضده امتد من سنة1971الىسنة1983، وكان الأمير عبدا لله معروفا لدى جيله ومعاصريه ، وليس كما يروج بعض شباب الصحافة من كونهمجهولا كما كتب أحمد بنشمسي في مجلة Tel quelوكان تفرغه عن مهام" الممثل الشخصي للملك " التي أسندت لأحمد بلافريج قد مكنه من تمتين علاقاته الشخصية مع كثير من الناس المدنيين والعسكريين وكبار ضباط المخابرات وشخصيات اليهود التي توجد في جميع الخطوط..وخاصة في منطقة القنيطرة وحد كورتHad Kurt معقل عائلة الدليمي، وموقع القواعد العسكرية ، ومكان مكتب محاميه أحمد عبابو، والمستثمر ميلود الشعبي ...ومنطقة تارودانت ، ومراكش التي ينتمي إليها قاضي البلاط محمد بنبين، والدار البيضاء..ولم يكن الأمير عبد الله يدلي باستجوابات مع الصحافة، ولم يعرف له مشروع كتاب ولا مذكرات ، ولا مقال ولافريق من مرتزقة الكتابة والتأليف والترجمة كما فعل الحسن الثاني الذي لم يترك موضوعا سياسيا لم يبد فيه وجهة نظره وقوته الفكرية التي توازي قوته السلطوية، مما يصعب معه حاليا معرفة سياسة الأميرعبدالله الذي لم يصدر عنه حتى الآن كتاب ، أما ولده هشام فقد اتخذ والده مرجعا سياسيا وروحيا بدهاء ودراسة، وأخذ للحسن الثاني بعض صفاته الأدبية والثقافية والخطابية وانفرد بها حاليا رغم أنه لايشغل أي منصب في جهاز الدولة المخزنية..بينما بقيت شخصية الأميرعبدالله وصمته وزهده في النشر والصحافة إرثا راسخا لولده إسماعيل وابنته زينب، وابن عمه رشيد وبقية أحفاد محمد الخامس، وقد يعتبر الكثير من القراء أن بساطة أمور الأمير هشام لاتحتمل أي اهتمام سياسي خاص ، وأرى عكس ذلك ، ومن لهم ذاكرة تاريخية يعرفون أن هناك في جميع الأوقات متضررين داخل الأسرة الحاكمة وليس الشعب فقط، وهناك مثلا ألأمير سلامة بن زيدان الذي مات في حادثة سير غامضة بطريق افران في احدىسنوات الرصاص وهو ابن مؤرخ العلويين العالم المتواضع الكبير المعروف عبد الرحمان ابن زيدان حفيد السلطان إسماعيل ، وكان سلامة هو الذي لعب دور عالي الهمة مع الحسن الثاني عندما كان وليا للعهد أيام محمد الخامس، ولم يعد أحد يذكره الآن، لأن الحسن الثاني استغنى عنه في اللحظة المناسبة لأنه يحسن التخلص من أصدقائه، عندما أدرك ضرورة التمييز بين زمالته له في الدراسة بالمعهد المولوي، وكونه كاتبا خاصا له عندما كان وليا للعهد، وإبعاده عنه في مرحلة كونه ملكا.. وأن اثنين من العائلة العلوية برزا واشتهرا بالمعارضة وهما الشيخ بلعربي العلوي الذي انضم إلى تيار المهدي بنبركة سنة 1962والثائر سابقا مع الفقيه البصري المهدي العلوي ، ولعب هذان دور المعارضة التي تلعب على مختلف الحبال السياسية أيام الحسن الثاني، ولم تكن لهم قدرات سياسية وثقافية مشابهة، ولا ننسى هنا مسألة طرح السلطان بنعرفة كبديل لمحمد الخامس ، ولكن الأمير هشام أقوى من أمثال هؤلاء حاليا لانتمائه الى ثلاث ارستقراطيات سياسية غنية تتجلى في آل جده مراد الصلح بلبنان، وربما حتى مع آل الحريري، وأيضا قرابته مع ابن خالته الوليد ابن طلال من أقوى أفراد العائلة السعودية الحاكمة، والذي هو مستثمر عالمي لايمكن أن يلائمه نظام غير ديمقراطي في بلده، وأيضا عائلته العلوية، وهو مايعطيه نوعا من النفوذ العائلي في الشرق الأوسط والمغرب، وأيضا تمكنه من استعمال تقنيات وسائل الإعلام الحديثة التي تضمن التواصل رغم جميع أنواع المنع، وأيضا كونه سيستفيد من فشل من يسمون أنفسهم بالمغرب "مثقفي القصر الملكي"الذين تصغر عقول بعضهم عن ثرواتهم الكبيرة ومناصبهم، وهو يجمع بين الثقافة والمال والأعمال بعقلية متكافئة على مايظهر، يستطيع بها أن يتجاوز قدرة من يسمون أنفسهم "مكلفين بتلميع صورةالمك" لأنه قادر على تلميع صورته بدونهم ، وبالمقارنة مع آخرين من الأسرة يفضلون المال والمتعة والصمت، والثقة بقوة بأجهزة القمع ولفيف المنافقين ، وأحيانا الهجرة الى الخارج التي تشبه هجرة شباب المغرب وأدمغته ، وهناك كثيرون يعبثون بلقب "الأمير الأحمر" الذي يطلقونه عليه ولا يذكرون من هم الذين يحملون ألقاب الألوان الأخرى كالأمير الأبيض والأخضر والأسود مثلا؟وختاما فليس من المهم فقط أن نستعرض التاريخ ونقوم بالتحليل ووصف الأحوال، ولكن المهم هو أن نفهم الحاضر والمستقبل، ونحارب الجهل بالسياسة ، وجوهر دراسة قضية الأمير هشام هواحتمال تأثيره على ما سيحدث مستقبلا، ومدى قدرته على خلق اصطفاف سياسي مع دعاة "الملكية البرلمانية" و مع من ينصت اليه بالمغرب وهم في الغالب يتكونون من الذين هضمت حقوقهم السياسية وتعرضوا للمنع والعزل والقمع والتهميش من مختلف الطبقات الاجتماعية، ويتوقف أمر هم في الاصطفاف على برنامج سياسي مقنع للغرب والشرق، ويتحينون الفرص ، وقد ظهر هو بقوة في صيف2013ويوازيه ظهور الأمير المعارض السعودي خالد بن فرحان الذي يسعى صراحة إلى تغيير نظام الحكم في السعودية إذا لم يقم القصر السعودي بالإصلاحات المطلوبة، كما يوازيه انشقاق العائلة الحاكمة في سوريا وانتماء بعضهم إلى الجيش الحر، والبدائل السياسية الآن في المغرب مفتوحة على جميع الاحتمالات..

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.