كانت قضية الأمير هشام بن عبد الله حفيد محمد الخامس من ولده المشهور باسم"مولاي عبدا لله" بسيطة، وتظهر منذ وفاة الأمير عبدا لله في20/12 / 1983مجرد قضية منافسة عادية بين شباب أحفاد محمد الخامس وورثته، وكانت المنافسة كما تبدو عادية ثقافية وعلمية ومالية، وذات طبيعة ذاتية وليست سياسية، وكانت الأميرة لمياء الصلح تظهر في صور الأسرة الملكية بارزة وعصرية منذ أيام شبابها عن أزواج محمد الخامس والحسن الثاني المحجبات وراء جدران القصور مثل ما يقع في جميع الأسر التقليدية المحافظة على ما يسمى"الحريم"، وكانت الخلافات من بين أسرار العائلة التي لاتروج لدى عموم الناس، سوى ماكان قد راج حول الأمير هشام ونجاحه في جامعة برينستونBrens ton الأمريكية وإحداثه لما عرف حينذاك بكرسي محمد الخامس حيث اضطر الحسن الثاني إلى إعلان رفضه إطلاق اسم محمد الخامس على ذلك الكرسي، وشعر الملاحظون عندئذ بأن الخلاف حول اسم ومجد محمد الخامس بين أحفاده قد أصبح معلنا وبدأ ينتشر، ثم شاعت أخبار أخرى حول تركة الأمير عبد الله بين ورثته الذين كانت منهم فتاة يتيمة تركها قاصرة وهي زينب بنت عبد الله، واحتضنها عمها الملك الحسن الثاني ولا تظهر حاليا في المشهد المخزني، وأيضا حول حصة أرملته اللبنانية الأميرة لمياء الصلح من عقارات زوجها حسب الشريعة الإسلامية ومابين تطبيقها اللبناني والمغربي، وكان العارفون يلاحظون أن السلطان محمد الخامس حاول جهد الإمكان أن يكون متوازنا بين أولاده وبناته أثناء حياته بعد تعيينه للحسن الثاني دون غيره وليا للعهد ، وسمح لبناته بنشر صورهن والمشاركة في مختلف الأنشطة الاجتماعية والمالية والرياضية وهو يعرف الفرق بين وضعية مذاهب الإسلام والمسيحية في لبنان..وكان قصر الصخيرات وضيعات الحوامض والخضر بهوارة و تارودانت نموذجا ملموسا حيث تولى ولده عبد الله الأرض الموجودة على شاطئ سيدي العابد والتي تعرف عند سكان عين عتيق ب "قصر مولاي عبد الله" وبجانبها قصر الصخيرات للحسن الثاني المعروف بالمحاولة الانقلابية للصخيرات سنة 1971والذي بني حوله مركب امفيتريتAmphitriteالشهير أيضا باسم الحجرة المقدسةLa pierre sacréأثناء محاكمة الصحافي علي المرابط، ولاحظ الناس أن قصر الأمير عبد الله تدهور بعد وفاته وأصبح شبه مهجور رغم وجود أولاده وزوجته، وتضخم قصر الحسن الثاني بالصخيرات هو وبعض المقربين منه الذين أتيح لهم بناء قصور وفيلات بجواره مثل احمد بنسودة وأحمد رضا كديرة وعبد الرحيم بوعبيد وكثير من ضباط العسكر والمخابرات.. ولم يتم تعميره وإصلاحه البسيط إلا بعد وفاة الحسن الثاني، وكانت أماكن سكنى وممتلكات عائلة محمد الخامس وحاشيته بسيطة لاتصل إلى مستوى الثروة العقارية الضخمة التي اكتسبوها بعد وفاته، وخاصة بعد تطبيق ماسمي باسترجاع أراضي المعمرينLes colons والقارئ يعرف لمن رجعت؟، وتولي مخزن الاستقلال لأملاك الدولة، وصدور قوانين الإصلاح الزراعي في سنوات الرصاص، وكانت بالأحرى فسادا زراعيا، وقوانين المغربة la marocanisation سنة 1973وكان التوازن بين الملك الحسن الثاني وأخيه عبد الله وزوجته اللبنانية وأخواته يظهر موجودا للناس، في البروتوكولا ت المخزنية، والثروات الملكية، وميزانية البلاط ، والقانون الجنائي الذي يحميهم جميعا ، فقلما تجد عقارا لأحدهم لايجاورهآخر منهم، لكن المفارقة الكبيرة كانت عندما اختار الأمير عبد الله أن يمتلك إقامة بنيوجرسي New Jerseyبالولاياتالمتحدة ويبتعد عن فرنسا، وهو ما سوف لن يكون مقبولا لدى الأوساط الفرنسية المغربية، مماينذرباحتمال خلق جناح انكلوفوني وأمريكي ينافس فرنسا ، ويتجه الحسن الثاني إلى بيتزBEtzبفرنسا حيث امتلك إقامته المعروفة حاليا بالاحتجاجات التي ينظمها بعض المعارضين المغاربة بفرنسا مثل الضابطين العسكريين الطوبجي وأديب وهشام الدليمي والبارودي...وبدا عندئذ أن ولدي محمد الخامس بينهما فرق في العلاقة والثقة بفرنسا، ومثل ذلك بالولاياتالمتحدة، بعد يقينهم بخطورة المحاولات الانقلابية التي اشتدت بين سنتي1971-1972 وانفرد الحسن الثاني لنفسه عن العائلة بوضع نص في الدستور يقدس شخص الملك ويورث الحكم لأكبر أبنائه الذكور ولا يشير للأسرة.. وأظهر باستمرار أنه يحتضن الأميرين إسماعيل وزينب وكل الأقارب حضانة سياسية.. وكانت قضية الأمير هشام تبدو كأنها لاتستحق أن يكتب عنها السياسيون والصحافيون رغم كون الكثيرين يتتبعونها صامتين ويحتفظون بامتياز معرفتها، والاستفادة من الخلافات العائلية التي سبق ذكرها ويستعملونها للخوض في الماء العكر والدسائس.. وخاصة بعد أن بعض شباب الأسرة مثل نوفل عصمان وحفيد محمد الخامس يضيعون في الهجرة الى الخارج ، وبحث الأمير هشام عن فريق من الأساتذة الجامعيين مثل عبدا لله حمود ونقلهم إلى الولاياتالمتحدة ، وبدا وكأنه يكون فريقا من السياسيين تحت ستار الثقافة والأنثروبلوجيا تتجه إلى الولاياتالمتحدة، أثناء تطبيق الحسن الثاني وإدريس ا البصري لنفس المنهج باستقطاب فريق من هؤلاء الأساتذة مثل عمر عزيمان وعبد الله العروي والحبيب المالكي وجلال السعيد ومحمد معتصم..لولا أن هذه القضية أصبحت بالفعل إحدى أهم قضايا الحكم بالمغرب الحالي وخاصة بعد ظهور حركة20فبراير سنة2011وتأييدها من طرف الأمير هشام ، وتحوله من وضعية الباحث المثقف إلى مهاجر علني غير مرتاح في بلده، و سياسي شبه محترف ، يتخذ المواقف في القضايا الكبرى التي تحدث بين الحين والآخر في المغرب ، مثل نقد دستور2011وقضية دانيال كالفان ، و الأمازيغية ، ونشره لمقال في مجلةPOUVOIRالفرنسية في ربيع 2013يتضمن برنامجا سياسيا بطريقة أدبية تشبه قصة حي بن يقظان ينتهي بثورة الكمون سنة2018، ونشره للخلاف بين الحسن الثاني وأخيه عبد الله حول مجلس الوصاية على العرش سنة1980ومناسبة كتابتي لهذا المقال جاءت بعد نشر أربع وثائق لم تعد تسمح لكل من يهمه أمر مستقبل المغرب وتاريخه السياسي بالصمت، أولها رسالة موجهة إلى الأمير هشام نشرها صلاح الوديع باسمه في الجرائد الالكترونية ، وهو بالنسبة لمن يقرأ شعره ونثره ليست من أسلوبه، إنما وقعها باسمه المعارPrêt nom وهو أحد منظري سياسة ماسمي ب"الحركة لكل الديمقراطيين" وحزب الأصالة والمعاصرة، وأتباعه من القصر الملكي والشعب المغفل الذي لايقرأولايكتب، بعد الردة السياسية التي سقط فيها مع فريق من اليسار المغربي عن كل ديوانه الشعري "جراح الصدر العاري"وثانيتها مقال مجلة "الآن"(عدد71من2الى8شتنبر2013)التي تتضمن عناوين خطيرة مثل" العسكر للإطاحة بالنظام" وتنشر اتهامات موجهة لمواطنين أظهرتهم منشغلين لتحضير انقلاب عسكري بالمغرب انطلاقا من سويسرا مثل فؤاد عبد المومني، وعلي عمار وببكر الجامعي وأحمد بنشمسي وعلي المرابط وربما حتى ميلود الشعبي وزينب لغزوي وبوريقات، وزينته بصورة الملياردير عثمان بن جلون.. وثالثتها الاستجواب الذي نشره الأمير هشام في مجلة Zamane( Aout Septembre 2013)َومقال الأمير هشام حول قضية دانيال كالفان الذي نشره بجريدة الباييس الاسبانية، ويمكن للقراء أن يطلعوا على هذه الوثائق في مصادرها الأصلية على الانترنيت، وهذه المقالات والوثائق أحيت ملفا سريا منسيا بين الحسن الثاني وأخيه عبد الله، يشير حتى إلى الشك في مرض الأمير عبد الله ، لم يهتم به مؤرخوا العلاقات مع القصر، وأصحاب المذكرات الشخصية مثل أحمد بنسودة وعبد الهادي بوطالب وعبد الحق المريني والمحجوب أحرضان ومحمود أعرشان..وهو ملف ظهرت فيه معلومات جديدة لم يسجلها مؤرخ الأسرة الملكية عبد الوهاب بن منصور، وتمس مصداقية التاريخ الذي كتبه من يسمون قبل تصريحات الأمير هشام لمجلة زمان مؤرخين للمملكة ، مثل حسن أوريد الذي هو مستشار بمجلة زمانZamaneالتي نشرت الاستجواب، وعاش عن قرب قضية الصراع بين الأمير هشام والحسن الثاني ومحمد السادس في المعهد المولوي و بالولاياتالمتحدة، وخاصة عند مكوث الحسن الثاني بمصحة داخل الولاياتالمتحدة أواخرسنة1995 عدة أسابيع ، وعودته متعبا مريضا إلى المغرب ونزل بالمطار وهو يتوكأ على عكاز، ولم يتح للمغاربة أن يقرأوا النشرة الطبية عن مرضه بالولاياتالمتحدة حتى اليوم ، وهو على مايبدو مرض لازمه حتى نهاية حياته التي لم تتجاوز بعد ذلك ثلاث سنوات وبضعة أشهر، بعد أن سقط مريضا أثناء زيارة رسمية هو ومستشاره الأقرب اليه أحمد رضا كديرة بالولاياتالمتحدة وكان كديره يثق بأصهاره الفرنسيين ، ونقل فورا إلى فرنسا حيث مكث هنالك ، ولم يعد إلى المغرب بعكاز مثل الحسن الثاني وإنما عاد جثة نقلت إلى المقبرة في14/12/1995، ولاشك أن الأمير عبد الله كان له أصدقاء خصوصيون يعدون بالعشرات ومنهم قدماء المعهد المولوي الذي كان يديره في فترة حرجة محمد شفيق الكاتب الأمازيغي المعروف، ويمكن أ ن يتكلموا في يوم ما عن أسراره وحياته السياسية والخاصة وليس فقط ابنه الذي لايمكن أ ن يتحدث عن حياته مع أصدقائه...، ولكن كلام الأمير هشام يدل على أنه تخلص من عقدة صمت المثقفين العلويين الذين يتكلم عنهم أصحاب الأقلام المأجورة في كثير من الأحيان ، و يكاد يكمل قراءة جديدة لسياسة العائلة الملكية، وتفسيرا لنفوذ عالي الهمة ويس المنصوري وحميدو العنيكري وآخرين لدى الملك محمد السادس ، ولحقيقة شخصية الحسن الثاني ، وربما إن طالت حياته يعطي بديلا لكل مايعرفه الناس عن أسرة محمد الخامس من بنين وبنات، وشخصية الحسن الثاني والمقربين منه مثل نقله لمقولة الملك الخطيرة" عندما تكون ملكا ليس هناك محل للصدفة، وعليك أن تدافع عن الأسرة، وفي هذه الحالة بالضبط لايوجد أخ، ولا عقيدة، ولاقا نون"(مجلة زمان غشت شتنبر2013 )وكان من أصدقاء الأميرعبدالله المعروفين محاميه نقيب المحامين السابق بالقنيطرة احمد عبابو الذي رافق الأمير إلى الولاياتالمتحدة أثناء مرضه ألأخير ولم يفارقه هنالك لمدة تقارب أربعة أشهر إلى أن توفي الأمير بالولاياتالمتحدة وعاد أحمد عبابو ليموت بعده كما قيل في الحمام وكان قياديا في حزب الاستقلال لم يعد يذكره أحد منهم اليوم، وقد استفحل مرض الأمير عبد الله مباشرة بعد وفاة الجينيرال أحمد الدليمي22/1/1983وفي قضية الدليمي اتضح للحسن الثاني أن عمر الانقلابات العسكرية ضده امتد من سنة1971الىسنة1983، وكان الأمير عبدا لله معروفا لدى جيله ومعاصريه ، وليس كما يروج بعض شباب الصحافة من كونهمجهولا كما كتب أحمد بنشمسي في مجلة Tel quelوكان تفرغه عن مهام" الممثل الشخصي للملك " التي أسندت لأحمد بلافريج قد مكنه من تمتين علاقاته الشخصية مع كثير من الناس المدنيين والعسكريين وكبار ضباط المخابرات وشخصيات اليهود التي توجد في جميع الخطوط..وخاصة في منطقة القنيطرة وحد كورتHad Kurt معقل عائلة الدليمي، وموقع القواعد العسكرية ، ومكان مكتب محاميه أحمد عبابو، والمستثمر ميلود الشعبي ...ومنطقة تارودانت ، ومراكش التي ينتمي إليها قاضي البلاط محمد بنبين، والدار البيضاء..ولم يكن الأمير عبد الله يدلي باستجوابات مع الصحافة، ولم يعرف له مشروع كتاب ولا مذكرات ، ولا مقال ولافريق من مرتزقة الكتابة والتأليف والترجمة كما فعل الحسن الثاني الذي لم يترك موضوعا سياسيا لم يبد فيه وجهة نظره وقوته الفكرية التي توازي قوته السلطوية، مما يصعب معه حاليا معرفة سياسة الأميرعبدالله الذي لم يصدر عنه حتى الآن كتاب ، أما ولده هشام فقد اتخذ والده مرجعا سياسيا وروحيا بدهاء ودراسة، وأخذ للحسن الثاني بعض صفاته الأدبية والثقافية والخطابية وانفرد بها حاليا رغم أنه لايشغل أي منصب في جهاز الدولة المخزنية..بينما بقيت شخصية الأميرعبدالله وصمته وزهده في النشر والصحافة إرثا راسخا لولده إسماعيل وابنته زينب، وابن عمه رشيد وبقية أحفاد محمد الخامس، وقد يعتبر الكثير من القراء أن بساطة أمور الأمير هشام لاتحتمل أي اهتمام سياسي خاص ، وأرى عكس ذلك ، ومن لهم ذاكرة تاريخية يعرفون أن هناك في جميع الأوقات متضررين داخل الأسرة الحاكمة وليس الشعب فقط، وهناك مثلا ألأمير سلامة بن زيدان الذي مات في حادثة سير غامضة بطريق افران في احدىسنوات الرصاص وهو ابن مؤرخ العلويين العالم المتواضع الكبير المعروف عبد الرحمان ابن زيدان حفيد السلطان إسماعيل ، وكان سلامة هو الذي لعب دور عالي الهمة مع الحسن الثاني عندما كان وليا للعهد أيام محمد الخامس، ولم يعد أحد يذكره الآن، لأن الحسن الثاني استغنى عنه في اللحظة المناسبة لأنه يحسن التخلص من أصدقائه، عندما أدرك ضرورة التمييز بين زمالته له في الدراسة بالمعهد المولوي، وكونه كاتبا خاصا له عندما كان وليا للعهد، وإبعاده عنه في مرحلة كونه ملكا.. وأن اثنين من العائلة العلوية برزا واشتهرا بالمعارضة وهما الشيخ بلعربي العلوي الذي انضم إلى تيار المهدي بنبركة سنة 1962والثائر سابقا مع الفقيه البصري المهدي العلوي ، ولعب هذان دور المعارضة التي تلعب على مختلف الحبال السياسية أيام الحسن الثاني، ولم تكن لهم قدرات سياسية وثقافية مشابهة، ولا ننسى هنا مسألة طرح السلطان بنعرفة كبديل لمحمد الخامس ، ولكن الأمير هشام أقوى من أمثال هؤلاء حاليا لانتمائه الى ثلاث ارستقراطيات سياسية غنية تتجلى في آل جده مراد الصلح بلبنان، وربما حتى مع آل الحريري، وأيضا قرابته مع ابن خالته الوليد ابن طلال من أقوى أفراد العائلة السعودية الحاكمة، والذي هو مستثمر عالمي لايمكن أن يلائمه نظام غير ديمقراطي في بلده، وأيضا عائلته العلوية، وهو مايعطيه نوعا من النفوذ العائلي في الشرق الأوسط والمغرب، وأيضا تمكنه من استعمال تقنيات وسائل الإعلام الحديثة التي تضمن التواصل رغم جميع أنواع المنع، وأيضا كونه سيستفيد من فشل من يسمون أنفسهم بالمغرب "مثقفي القصر الملكي"الذين تصغر عقول بعضهم عن ثرواتهم الكبيرة ومناصبهم، وهو يجمع بين الثقافة والمال والأعمال بعقلية متكافئة على مايظهر، يستطيع بها أن يتجاوز قدرة من يسمون أنفسهم "مكلفين بتلميع صورةالمك" لأنه قادر على تلميع صورته بدونهم ، وبالمقارنة مع آخرين من الأسرة يفضلون المال والمتعة والصمت، والثقة بقوة بأجهزة القمع ولفيف المنافقين ، وأحيانا الهجرة الى الخارج التي تشبه هجرة شباب المغرب وأدمغته ، وهناك كثيرون يعبثون بلقب "الأمير الأحمر" الذي يطلقونه عليه ولا يذكرون من هم الذين يحملون ألقاب الألوان الأخرى كالأمير الأبيض والأخضر والأسود مثلا؟وختاما فليس من المهم فقط أن نستعرض التاريخ ونقوم بالتحليل ووصف الأحوال، ولكن المهم هو أن نفهم الحاضر والمستقبل، ونحارب الجهل بالسياسة ، وجوهر دراسة قضية الأمير هشام هواحتمال تأثيره على ما سيحدث مستقبلا، ومدى قدرته على خلق اصطفاف سياسي مع دعاة "الملكية البرلمانية" و مع من ينصت اليه بالمغرب وهم في الغالب يتكونون من الذين هضمت حقوقهم السياسية وتعرضوا للمنع والعزل والقمع والتهميش من مختلف الطبقات الاجتماعية، ويتوقف أمر هم في الاصطفاف على برنامج سياسي مقنع للغرب والشرق، ويتحينون الفرص ، وقد ظهر هو بقوة في صيف2013ويوازيه ظهور الأمير المعارض السعودي خالد بن فرحان الذي يسعى صراحة إلى تغيير نظام الحكم في السعودية إذا لم يقم القصر السعودي بالإصلاحات المطلوبة، كما يوازيه انشقاق العائلة الحاكمة في سوريا وانتماء بعضهم إلى الجيش الحر، والبدائل السياسية الآن في المغرب مفتوحة على جميع الاحتمالات..