وطني دقيقٌ مثل ساعةْ الكلُّ فيهِ عقاربُ والفردُ ينتخبُ الجماعةْ 1 - نحنُ نتحدث عن الدولة المدنية.. وهم يتحدثون عن دولة الخلافة. نحن نتحدث عن دولة القانون.. وهم يتحدثون عن دولة الشريعة. نحن نتحدث عن التداول السلمي على السلطة.. وهم يتحدثون عن التمكين الالهي. نحن نتحدث عن الديمقراطية..وهم يتحدثون عن الشورى. نحن نحلم ببناء وطن للمواطنين.. وهم يصدد بناء اسطبل للرعية. نحن نؤمن بالمساواة بين المواطنين.. وهم يقسّمون السكان الى مؤمنين والى كفّار..الى صحابة والى قريش نحن نؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة.. وهم يعتبرون المرأة "ناقصة عقل ودين". نحن نتعرف على النساء من وجوههن..وهم يتعرفون على النساء من قبورهن. نحن نؤمن بالتنمية البشرية.. وهم يعملون على "قتل الثلث لإصلاح الثلثين" نحن نسمي الخروج على الحاكم ثورةً شعبيةً.. وهم يؤمنون بأن الخروج على الحاكم "حرامٌ شرعَا" نحن نعيش على ضفاف البحر الأبيض المتوسط في شمال افريقيا ..وهم يعيشون في الربع الخالي وفي صحارى القارة الآسيوية. نحن نرفع راية حمراء وبيضاء تتوسطها نجمة وهلال.. وهم يرفعون راية سوداء يتوسطها سيف قاطع. نحن نحدد تاريخ تونس بخمسة ألاف سنة على ألأقل وهم يحددون تاريخها ب 13 قرنا، أي منذ غزو عقبة بن نافع للقيروان. 2 - من هذا المنطلق،وأخذًا في الحسبان أحداث العنف والإرهاب والاغتيالات السياسية الجارية في بلادنا، بإرادة حكومية لا غبار عليها،يصبح الشعب التونسي شعبيْن في بلاد واحدة.بلاد واحدة.. الى حدّ الان .. في انتظار انشطار تونس وتفتّتها على شاكلة انشطار السودان والعراق وتفتّت يوغوسلافيا السابقة. نحن في حالة حرب:اذن... حرب تقودها حكومة غير شرعية على شعب اعزل اختار التظاهر السلمي والاعتصام لتقويم ما طرأ على ثورته التي انطلقت من شعاريْ :"الحرية والكرامة" فإذا بها تنحرف الى سؤال ديني مدعوم بإجابة دكتاتورية فورية. ولو كانت هذه الحرب حربا محلية، تدور بين التونسيين فقط، لأمكننا حسمها لصالح اهداف الثورة في أشهر قليلة،،غير انها حرب مدعومة من أنظمة شرقية رجعية وكذلك من أنظمة غربية ديمقراطية. السادة ملوك ورؤساء العالم: الان وقد قرأتم،على لسان الشعب التونسي الثائر والمسالم، ما سبق، يطيبُ لنا،في هذه الظروف العصيبة التي تمرّ بها بلادنا، تونس، أن نسألكم عمّا اذا كانت لكم، ولدولكم، مصلحة حقيقية في أن تسيل دماء التونسيين باسم الميتافيزيقا في أحطّ مستوياتها المعرفية ؟ وعمّا اذا كانت قوانينكم تسمح بأن يسطو الحكام على حقوق تأليف الكتب السماوية.. وينسبوها الي أنفسهم.. لكي يتصرّفوا،مع شعوبهم، كآلهة لا يطالُها أيّ حساب ؟ في انتظار ردودكم..نأسف لعدم دعوتكم لحضور حفل اعلان تونس دولة مدنية ديمقراطية حال تمكننا من ارجاع الاخوان المسلمين الى منافيكم.. التي لا فرق بينها وبين أوكار العمالة والجوسسة. الامضاء : أولاد أحمد شاعر وثائر تونسي هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.