قال جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، إن الخروج للمنفى من ضمن الخيارات المتاحة أمام الزعيم الليبي معمر القذافي امتثالا للمطالب الدولية بالتنحي عن السلطة. وبعد أيام من الاضطرابات العنيفة في ليبيا قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، السبت 26 فبراير 2011، إن الوقت حان كي يرحل القذافي لكنه لم يذكر كيف يتصور حدوث ذلك. وأضاف كارني "المنفى هو بالتأكيد أحد الخيارات المتاحة له". وامتنع كارني عن الحديث عما إذا كانت الولاياتالمتحدة ستسهل خروج القذافي إلى المنفى. وأشار كارني، خلال تصريحه الصحفي، إلى أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها يجرون محادثات بشأن إنشاء منطقة لحظر الطيران فوق ليبيا. وقال إن الولاياتالمتحدة على اتصال بالجماعات المعارضة في البلاد. وأضاف "نحن نتواصل بصورة فاعلة مع الذين يعملون في ليبيا على تشكيل حكومة تحترم حقوق الشعب الليبي وتلبي تطلعاته". وتابع قوله "من السابق لأوانه اتخاذ قرارات بشأن الاعتراف بجماعة أو أخرى". وأشار كارني إلى أن واشنطن لديها سبل عديدة للاتصال بالجماعات في ليبيا عبر دبلوماسيين ومنظمات غير حكومية ومجتمع رجال الأعمال. على صعيد آخر، توارت الممرضة الأوكرانية التي كانت ترافق دائما العقيد الليبي معمر القذافي الاثنين عن الأنظار في منزلها القريب من كييف متجنبة أي اتصال بوسائل الإعلام وذلك بعد عودتها من ليبيا حيث عاشت تسع سنوات. وأمام منزل غالينا كولوتنيتسكا في ضواحي مدينة بروفاري الصغيرة التي تبعد نحو 30 كلم عن كييف يقف نحو عشرة صحافيين يرتجفون من البرد مع تدني الحرارة إلى عشر درجات تحت الصفر، على آمل الحصول على تصريح منها. ومع نزع الجرس أخذ الصحافيون يطرقون بقوة على باب الشقة الواقعة في الدور الأرضي من بناية من أربعة طوابق تعود إلى العصر السوفياتي، لكن أحدا لم يرد عليهم. وفي النهاية خرجت تتيانا ابنة الممرضة من الشقة إلى الشارع المغطى بالثلوج متجهة سريعا إلى متجر قريب لحقها إليه الصحافيون. وقالت هذه الشابة الشقراء ذات العشرين ربيعا "أرجوكم، حاولوا أن تتفهموا الوضع والدتي مرهقة جدا الآن. يجب أن ترتاح قليلا". ورغم رفضها الإجابة على الأسئلة المتعلقة بوالدتها ألمحت إلى أ هذه قد توافق على الحديث إلى الصحافيين في وقت لاحق قبل أن تهرول عائدة إلى المنزل. وقد وصلت غالينا كولوتنيتسكا إلى كييف، الأحد 27 فبراير 2011، في طائرة أجلت نحو 180 شخصا من ليبيا التي تشهد حركة احتجاج غير مسبوقة على نظام القذافي الذي يحاول قمعها بأساليب دموية. وكانت ممرضة القذافي ذات "الجسد المثير" حسب ما وصفها الصحافيون خلال تنقلاتها مع العقيد الليبي، قالت لصحيفة سيغودنيا الأوكرانية أثناء قيامها بشراء بعض الأغراض بصحبة والدتها ايرينا "لا تزعجوني فأنا في حالة ..". أما والدتها فقد صاحت في وجه الصحافيين "غاليا "تصغير غالينا" لن تقول لكم أي شيء! اغربوا كلكم عن وجهنا!" كما ذكرت صحيفة كومسومولسكايا برافدا الشعبية. وأضافت ساخطة "لقد افتريتم على ابنتي وشهرتم بها بالقول إنها كانت عشيقة للقذافي! الشيء الوحيد الذي ساقوله لكم هو إن غاليا لن تعود أبدا إلى ليبيا". وكانت ابنة الممرضة قالت لصحيفة سيغودنيا إن والدتها صدمت برؤية أعمال العنف في ليبيا. وأشارت برقيات لدبلوماسيين في طرابلس تعود إلى عام 2009 كشفها موقع ويكيليكس إلى أن القذافي لا يسافر إلا وبرفقته كولوتنيتسكا. وجاء في إحدى هذه البرقيات أن العقيد الليبي "يعتمد منذ سنوات على ممرضته الأوكرانية غالينا كولوتنيتسكا التي يصفونها بالشقراء المغرية القوام" مضيفة "انه لا يستطيع السفر بدونها". وأشارت البرقية إلى أن "بعض الاتصالات الدبلوماسية تؤكد وجود علاقة بين القذافي وغاليانا"، مضيفة أن "مسؤولا سياسيا أوكرانيا أكد أن ممرضات أوكرانيات يسافرن في كل مكان مع العقيد". وكانت تتيانا كولوتنيتسكا أكدت أن "هناك ممرضات أوكرانيات أخريات" غير والدتها مع القذافي مضيفة لصحيفة سيغودنيا "يبدو انه لا يثق في الليبيات". وكانت الأزمة التي أصابت الجهاز الصحي في أوكرانيا بعد سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1991 قد دفعت بالعديد من الأطباء والممرضات إلى الذهاب إلى ليبيا للعمل براتب أفضل بكثير مما يحصلون عليه في أوكرانيا. ويوجد حاليا في ليبيا أكثر من 2500 أوكراني معظمهم من الأطباء والممرضات وفقا لتقديرات رسمية اوكرانية. أ ف ب --- تعليق الصورة: ممرضة القذافي الأوكرانية تظهر خلفه