تستعد وكالة الفضاء الأميركية ناسا لإطلاق صاروخها العملاق الجديد "آرتميس-1" بعد ساعات الاثنين، إلى القمر، في مهمة تنطلق من قاعدة كيب كانافيرال بولاية فلوريدا، في أول عودة لناسا إلى القمر منذ 50 عاماً. وتتكون المهمة من أقوى مركبة فضائية طورتها ناسا على الإطلاق، علاوة على مركبة فضائية أميركية أوروبية ونظام جديد لاستكشاف القمر. وأطلق على المشروع أسم "آرتميس" وهو اسم إلهة الصيد والبرية والإنجاب عند الإغريق. وأعلنت ناسا في وقت مبكر من صباح الاثنين، بدء مرحلة التزود بالوقود، وهي تتم على مرحلتين الأولى هي مرحلة الملء السريع لخزانات الوقود بالأوكسجين السائل، والثانية الملء البطيء لنظام الإطلاق الفضائي بالهيدروجين السائل. وينتظر أن تستغرق تلك العملية من 3 إلى 4 ساعات، مرت منها ساعة لحظة كتابة هذا التقرير. وينتظر أن يتم إطلاق الصاروخ في الساعة 12:33 مساءً بتوقيت جرينتش، 4:33 بتوقيت دبي، 3:33 بتوقيت مكةالمكرمة، و2:33 بتوقيت القاهرة. عودة إلى القمر ورغم أن المهمة غير مأهولة، إلا أن الهدف الرئيسي للمشروع هو ضمان هبوط طاقم مكون من 4 أفراد إلى القمر. وتقول وكالة ناسا إن رحلة "آرتميس-1" ستظهر قدرات البشر على الوصول للقمر بهدف استكشاف الإنسان للفضاء العميق في وقت لاحق. كما تقول إن تلك المهمة "أساس لاقتصاد الفضاء" حيث ستغذي الصناعات والتقنيات الجديدة، وتدعم نمو الوظائف كما ستزيد من الطلب على قوة عاملة ذات مهارات عالية. ويمثل برنامج "آرتميس" عودة ناسا للقمر بعد 50 عاماً من نهاية مهمة "أبولو" الشهيرة. وتهدف ناسا إلى إعادة رواد الفضاء إلى القمر، بما في ذلك أول امرأة تطأ قدمها على سطح القمر، في وقت مبكر من عام 2025، على الرغم من أن العديد من الخبراء يعتقدون أن الإطار الزمني من المرجح أن يتأخر. وكان آخر البشر الذين ساروا على القمر هم فريق "أبولو 17" المكون من شخصين في عام 1972، على خطى 10 رواد فضاء آخرين خلال 5 بعثات سابقة بدأت مع أبولو 11 في عام 1969. نظام نقل الرواد يحمل نظام الإطلاق العملاق الجديد "SLS" مركبة "أوريون" الفضائية والتي تستطيع نقل 4 ركاب للقمر. وتُعد تلك المركبة التي اشتركت في تصميمها وكالة الفضاء الأوربية هي المركبة الرئيسية لبرنامج استكشاف القمر "آرتميس" وكذلك المركبة التي سيستقلها رواد الفضاء في رحلتهم إلى المريخ. وتقول وكالة الفضاء الأميركية إن مشروع "آرتميس" يهدف لبناء "بوابة قمرية" ستكون بمثابة محطة فضائية حول القمر تحتوي على مختبرات علمية ووحدة سكنية للرواد وأنظمة اتصالات تعمل بالطاقة الشمسية.