فاطمة شكيب - أوضح الصحفي الإسباني المهتم بالشؤون المغاربية، إغناسيو سيمبريرو، أن العلاقات المغربية الإسبانية، على عكس ما يحاول البعض ترويجه، لن تصل لوضع طبيعي، حتى مع زيارة الملك خوان كارلوس الحالية للمغرب. ولعل الدليل على وجود علاقة غير طبيعية بين الطرفين، وجود تسعة مشاكل تتعلق بالحدود البحرية، بدءا بساحل المحيط الأطلسي بين جزر الكاناري والسواحل المغربية. وأشار سيمبريرو في مدونته الرقمية بصحيفة "إلبايس" الاسبانية في عددها ليوم الثلاثاء (16 يوليوز)، إلى أنه في الحدود مع سبتة يمكن للمواطنين العبور بشكل قانوني وفي حال البضائع يصعب العبور إلى المدينة، على عكس ما يحدث في مليلية حيث يتم هريب جميع البضائع إلى المغرب. وبين سبتة والمغرب لا توجد مصالح الجمارك التجارية، بالرغم من أن مصالح المدينة كانت تطالب بذلك دائما، غير أن الحكومة الاسبانية طالبت الرباط بفتح مفاوضات للتسوية بين وضعية المدينتين (سبتة ومليلية). وحسب سيمبريرو، فالحدود مع سبتة ومليلية تعد الأكثر ازدحاما في إفريقيا، والوسيلة الأكثر صعوبة بالنسبة للذين يعبرونها يوميا، إذ أنه قبل أربع سنوات، في مايو 2009، توفي اثنان من "الحمالين" للبضائع المهربة في الحدود مع سبتة ومليلية، وبعد تلك الحادثة لم تسجل حالات وفاة لكن كانت هناك حالات نساء تعرضن للضرب والجرح. وأكد سيمبريرو في مدونته أن الوفد الاسباني الذي يرافق الملك خوان كارلوس في زيارته إلى المغرب، لن يناقش هذه المواضيع أو موضوع الصحراء، إذ تعد من المواضيع الجانبية والتي قد تطفو في يوم من الأيام بقوة، أما فيما يتعلق بملف الصحراء، يقول الصحفي الاسباني، فالدبلوماسيين الإسبان يبررون عدم تطرقهم للملف، بوجود هذا الأخير في أيدي الأممالمتحدة، فيما تبقى المواضيع الأخرى من القضايا الثنائية بين البلدين. وجاء في نفس المدونة، أن الجانبين الاسباني والمغربي سيتباحثان في الرباط، قضايا تهم الاقتصاد والتجارة والاستثمار، حيث أن الأزمة الاقتصادية التي تضرب إسبانيا حاليا، ستدفع بالحكومة الاسبانية إلى أن تنظر إلى الجارة الجنوبية (المغرب) بعيون مختلفة، بعد أن أصبحت تشكل بالنسبة لها ثاني أكبر شريك تجاري خارج الاتحاد الأوربي وبعد الولاياتالمتحدةالأمريكية. وفي المجال الاقتصادي، يقول سيمبريرو، إن كل شيء يسير على ما يرام باستثناء الاستثمارات الإسبانية، التي تراجعت بالمقارنة مع الاستثمارات الفرنسية، مشيرا إلى أن في زيارة الملك "خوان كارلوس" إلى المغرب رافقته فيها 27 رئيسا لشركات كبيرة، بالإضافة إلى ثلاثة وزراء في مجال الاقتصاد، والذين سيشاركون في أحد المنتديات إلى جانب نظرائهم المغاربة، بهدف جعل الشركات الاسبانية الأكثر انفتاحا بالمغرب.