لليوم الرابع على التوالي، تكافح مختلف فرق التدخل ألسنة النيران ورياح الشرقي القوية وارتفاع درجة الحرارة لاحتواء الحرائق ، التي اندلعت بغابات وعرة التضاريس بأقاليم العرائشوتطوانووزانوشفشاون. وتجاهد فرق التدخل، التي تعمل دون توقف أو راحة، لتفادي قدر الإمكان وصول ألسنة اللهب إلى الدواوير والمنازل القروية القريبة من هذه الغابات الواقعة على سفوح جبال الريف الغربي. هي مهمة ليست باليسيرة بالنظر إلى وعورة تضاريس المنطقة والظروف المناخية غير المواتية. بالعرائش، أكثر الأقاليم تضررا من حرائق الغابات بجهة الشمال، اجتاحت النيران مساحات شاسعة من غابات وحقول الأشجار وعددا من المنازل بمنطقة "بني يسف آل سريف"، وذلك رغم الجهود المتواصلة والتدخلات الميدانية المستمرة لعناصر المياه والغابات والوقاية المدنية والقوات المساعدة والقوات المسلحة الملكية وأعوان الإنعاش الوطني ومتطوعين من الساكنة، بتنسيق من السلطات المحلية، والمدعومة جوا بطائرات "كنادير" وتوربو تراش" المتخصصتين في إخماد النيران. وساهمت قوة رياح الشرقي ، التي تفوق في بعض المناطق 20 كلم في الساعة ، والحرارة المرتفعة بالمنطقة في زيادة سرعة انتشار النيران وانتقالها من نطاق غابوي إلى آخر، ما عقد مهمة فرق التدخل البرية. وقال فؤاد العسالي، رئيس المركز الوطني لتدبير المخاطر المناخية بالوكالة الوطنية للمياه والغابات، إن كل المتدخلين، وطنيا ومحليا، لاسيما السلطات ومختلف فرق التدخل تقوم بجهود "جبارة جدا" بريا وجويا من أجل احتواء الحريق الواقع بالمجال الترابي للجماعات الترابية سوق القلة وبوجديان وتطفت، مبرزا أن أزيد من 1200 عنصر يعملون بريا لاحتواء النيران. وأشار، في تصريح قناة كالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن المساحة المتضررة من هذا الحريق، الذي يعتبر الأكبر من نوعه على الصعيد الوطني، بلغت حوالي 4600 هكتارا، مشيرا إلى أن الجهود مكنت من تحويطه بحوالي 50 في المائة، والجهود متواصلة لإتمام احتواء النيران في أقرب وقت ممكن. وحسب مصادر محلية، فقد تم تأمين نقل 1325 أسرة موزعة على 19 دوارا، إلى حد الساعة، بعيدا عن أماكن هذا الحريق، وذلك حفاظا على سلامتهم ودرء لكل المخاطر الممكنة. وأضاف أن الحريق الثاني بإقليم العرائش، الواقع بجماعة ساحل المنزلة، تم تحويطه بنسبة 75 في المائة، لكن مع اتخاذ الحيطة والحذر بالنظر إلى هبوب رياح قد تؤجج الجمر الكامن. لا يختلف الحال بحريق غابة "بني يدر" بإقليم تطوان الذي أتى على مساحة تصل إلى 220 هكتارا، إذ تواصل فرق التدخل الليل بالنهار للعمل على إخماد النيران التي اندلعت في وقت متقارب مع حريق العرائش، ولم تمنع وعورة التضاريس ولا ارتفاع درجة الحرارة سواعد عناصر فرق التدخل لبذل كل الجهود الممكنة. وعاينت وكالة المغرب العربي للأنباء، تنسيقا ميدانيا فعالا بين مختلف المتدخلين لإخماد إحدى بؤر النار التي اندلعت بغابة "بني يدر" بجماعة الخروب، إذ بعد طلعة جوية لطائرات متخصصة في مكافحة النيران، سارعت عناصر الوقاية المدنية والمياه والغابات مدعومة بآليات ثقيلة لضخ المياه، لكسر ما تبقى من جبهة النيران، ثم تلتها عناصر القوات المساعدة والإنعاش الوطني بآليات خفيفة لإخماد الجمر واللهب المتصاعد من أجل القضاء نهائيا على هذه البؤرة. وحسب السلطات المحلية لتطوان، فقد تم استقدام تعزيزات بشرية وتقنية إضافية من أجل دعم جهود إطفاء هذا الحريق، إذ تم، منذ الخميس، تنفيذ 34 طلعة إطفائية جوية لصب المياه بواسطة طائرات متخصصة في إخماد النيران من نوع "كنادير" تابعة للقوات الجوية الملكية ، وأخرى من نوع "توربو تراش" تابعة للدرك الملكي، بينما تم أيضا نقل 265 شخصا من ساكنة 4 دواوير بعيدا عن بؤر النيران، ضمانا لسلامتهم. هذا التنسيق يمكن من تجويد التدخل الميداني والجوي، ويجري العمل به أيضا من طرف فرق التدخل التي تعمل على إخماد الحريقين اللذين تم الإعلان عنهما بغابة عشاشة بإقليم شفشاون ، الذي أضر ب 80 هكتارا ، وبغابة جبل "أمزيز" بمقريصات بإقليم وزان ، الذي أتى على أكثر من 400 هكتار. وشدد فؤاد العسالي على أن "أولى الأولويات تتمثل في حماية أراوح الساكنة وعناصر فرق التدخل والحفاظ على ممتلكات المواطنين"، مبرزا في هذا الصدد تكثيف التدخلات البرية والجوية كلما اقتربت النيران من المنازل، إلى جانب العمل على إخلاء الدواوير المهددة بالنيران. ولأنه في الشدائد تظهر معادن الناس، هب كثير من المتطوعين من أبناء القرى والمدن المجاورة لهذه الحرائق لتقديم يد العون، في حدود الممكن. حيث يعمل البعض منهم كمراقبين للمناطق التي تمت فيها السيطرة على النيران، وآخرون على جلب مياه الشرب والغذاء لعناصر فرق التدخل، بينما أعرب العديد منهم على أنهم مستدعون للانضمام لفرق التدخل متى اقتضت الضرورة. نجية، إحدى الفاعلات بالمجتمع المدني بإقليم العرائش، أشارت إلى أنها جاءت رفقة عدد من المتطوعين وأعضاء الجمعيات من مدينة العرائش إلى المنطقة المتضررة ل "مؤازرة الناس ولول بالقليل"، موضحة أن "الجمعيات قدمت مساعدات للمتضررين للتخفيف عليهم من هول الفاجعة". "نحن في لطايف الله"، يقول بلهجة جبلية مواطن يقطن بقرية مجاورة لحريق غابة "بني سريف" بالعرائش، مشيدا بفرق التدخل التي لا تذخر جهدا لاحتواء النيران التي قضت على الغطاء الغابوي كما أضرت بعدة منازل بالقرى القريبة. جهود فرق التدخل ستتواصل إلى غاية السيطرة نهائيا على هذه الحرائق، مع الحرص على تفادي سقوط أية خسائر في الأرواح، والتقليل من الأضرار في ممتلكات المواطنين، ثم يأتي بعد ذلك حماية الغطاء الغابوي. العرائش.. اتساع رقعة حريق غابة "آل سريف" علم لدى مصادر محلية بإقليم العرائش، يوم السبت، أن التعبئة لاتزال مستمرة لاحتواء الحريق الغابوي المسجل على مستوى غابة "بني يسف آل سريف" المتواجدة بالمجال الترابي لجماعتي سوق القلة وبوجديان. وأوضحت المصادر ذاتها أنه تم في هذا الصدد تعزيز طواقم الإطفاء ووسائل وآليات التدخل الأرضي والجوي في مواجهة النيران، مع تسجيل اتساع محيط المجال الغابوي المعني بهذا الحريق إلى حوالي 4660 هكتار، طالت ألسنة النيران النصف منها تقريبا، إلى حدود مساء اليوم. وأضافت أنه تم أيضا تسجيل وجود بؤرتي حريق مهمتين نسبيا، تجاهد أطقم الإطفاء لتطويقهما واحتوائهما، مع الاستمرار في تتبع ومعالجة المناطق الأخرى الأقل حدة. كما تم حسب المصادر ذاته تأمين نقل 1325 أسرة موزعة على 19 دوارا، إلى حد الساعة، بعيدا عن أماكن الحريق، وذلك حفاظا على سلامتهم ودرء لكل المخاطر الممكنة. شفشاون.. التحكم "نسبيا وبشكل عام" في محيط النيران أفادت مصادر محلية بإقليم شفشاون، يوم السبت، أن المجهودات التي تبذلها فرق التدخل لإطفاء الحريق الذي تشهده المنطقة الغابوية المتواجدة على مستوى جماعتي تاسيفت وتلمبوط، قد "مكنت، نسبيا وبشكل عام، من التحكم في محيط النيران التي تعرفها المنطقة". وذكرت المصادر ذاتها أن مجهودات فرق التدخل، المشكلة من مختلف المصالح المعنية مدعومة بكافة الوسائل والآليات، شملت تنفيذ 12 طلعة إطفائية جوية لصب المياه بواسطة طائرات متخصصة في إخماد النيران من نوع "كانادير" تابعة للقوات الجوية الملكية وأخرى من نوع "توربو تراش" تابعة للدرك الملكي. تازة.. جهود متواصلة للسيطرة على حريق غابة "باب ازهار" علم لدى مصادر محلية بإقليم تازة، يوم السبت، أنه في إطار مواجهة الحريق الغابوي الذي تعرفه غابة "باب ازهار" بجماعة الصميعة بالإقليم، مازالت فرق التدخل تواصل مجهوداتها للسيطرة على الحريق، في وقت تستمر فيه التعبئة من أجل إسعاف ساكنة الدواوير والمداشر المعنية. وذكرت المصادر ذاتها أنه تم إلى غاية اليوم، تعزيز جهود التدخل الميداني باستقدام تعزيزات بشرية ولوجستيكية للقوات المسلحة الملكية، ومواصلة التدخل الأرضي على مستوى أربع بؤر للحريق بواسطة فرق مكونة من أفراد القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية ومصالح المياه والغابات والسلطات المحلية، بدعم من متطوعين من ساكنة الدواوير المجاورة. وأكدت المصادر استمرار التعبئة من أجل إسعاف ساكنة الدواوير والمداشر المعنية، من خلال نقل السكان بعيدا عن أماكن الخطر حفاظا على سلامتهم، مع تأمين المساكن المهددة عبر إحداث خنادق معيقة لتقدم النيران واجتثاث الأعشاب الثانوية الشديدة الاشتعال. وحسب المصادر ذاتها، فقد تم تشكيل فرق مداومة لتتبع ومراقبة المناطق التي تم التدخل بها مخافة تجدد نشوب النيران جراء تسارع الرياح وارتفاع درجة الحرارة. أما بخصوص الخسائر المسجلة، فتجدر الإشارة إلى اتساع المساحة التي طالتها النيران والتي تبلغ إلى حدود الساعة ما يقارب 550 هكتار من الغطاء الغابوي، وذلك دون تسجيل أية خسائر بشرية. وزان.. جهود متواصلة لاحتواء حريق غابة "جبل أمزيز" أفادت مصادر محلية بإقليم وزان أن جهود فرق الإطفاء لا تزال متواصلة من أجل احتواء وتطويق الحريق الغابوي المندلع بغابة "جبل أمزيز" على مستوى جماعتي زومي ومقريصات، الذي أتى إلى حدود زوال يوم السبت على مساحة غابوية تقدر ب400 هكتار، دون تسجيل أية خسائر بشرية. وذكرت المصادر ذاتها أنه تم العمل في هذا الصدد على تعزيز كافة الموارد والإمكانات المعبأة من أجل الحيلولة دون توسع محيط النيران بشكل جسيم قد يطال التجمعات السكنية أو القطاع الغابوي المحاذي والمقدرة مساحته بما يقرب 3000 هكتار. ولأجل ذلك، تضيف المصادر، فقد تم استقدام تعزيزات بشرية مكونة من المئات من أفراد القوات المسلحة الملكية والقوات المساعدة من أجل دعم فرق التدخل الأرضي للتصدي للنيران. وبالنظر لوعورة تضاريس المنطقة المعنية بالحريق، فقد تم الرفع من وتيرة استعمال آليات التدخل الجوي التي يعتبر تدخلها حاسما في مثل هذه الظروف، حيث جرى تنفيذ 80 طلعة إطفائية جوية لصب المياه بواسطة الطائرات وتكثيف برمجة طلعات أخرى لتحويط رقعة النيران. وفي سياق متصل، أشارت المصادر إلى أنه قد تمت السيطرة على الحريق الذي كان قد اندلع بغابة "جبل مولاي عبد القادر" بجماعة زومي، في وقت سابق اليوم، مبرزة أنه التهم حوالي 5 هكتارات من المساحة الغابوية دون تسجيل خسائر بشرية. كما اشارت المصادر إلى أنه تم عشية اليوم أيضا تسجيل اندلاع حريق ثالث قرب دوار "فتراس" بجماعة عين بيضاء، حيث تجندت الجهات المختصة بمساعدة الساكنة المحلية من أجل التصدي للحريق الذي طال إلى حدود الساعة، 2 هكتارات من الغطاء النباتي، دون تسجيل إصابات بشرية. تطوان.. تعزيزات بشرية وتقنية لاحتواء حريق غابة "بني ايدر" علم لدى مصادر محلية بإقليم تطوان أن الحصيلة المؤقتة للخسائر التي طالت الغطاء الغابوي بسبب الحريق المسجل بغابة بني ايدر بالإقليم، بلغت إلى حدود مساء يوم السبت 220 هكتارا، فيما تم استقدام تعزيزات بشرية وتقنية إضافية من أجل دعم جهود الإطفاء. وذكرت المصادر ذاتها أنه من ضمن مستجدات التدخلات الميدانية المتواصلة منذ أول أمس الخميس، من أجل إخماد الحريق الغابوي المسجل بغابة بني إيدر الواقعة بجماعة الخروب، قيادة جبل لحبيب، تم تنفيذ 34 طلعة إطفائية جوية لصب المياه بواسطة طائرات متخصصة في إخماد النيران من نوع "كانادير" تابعة للقوات الجوية الملكية وأخرى من نوع "توربو تراش" تابعة للدرك الملكي. وأشارت إلى أنه تم أيضا نقل 265 شخصا من ساكنة 4 دواوير بعيدا عن بؤر النيران، ضمانا لسلامتهم. يشار إلى أنه، وبغاية إخماد الحريق، تمت تعبئة فرق للتدخل الأرضي مشكلة من أفراد القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية ومصالح المياه والغابات والسلطات المحلية وأعوان الإنعاش الوطني، إلى جانب متطوعين من ساكنة المنطقة. كما تم تسخير العديد من المعدات والوسائل التقنية، من ضمنها ناقلات صهريجية وشاحنات للتدخل الأولي وسيارات نقل وإسعاف وجرافات وكاسحات وآليات أخرى للإطفاء وطائرات من نوع "توربو تراش" تابعة للدرك الملكي، وطائرات من نوع "كانادير".