قالت أمينة بوعياش رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان إن المهاجرين ال 23 الذين توفوا خلال أحداث مليلية لم يتم دفنهم، وخضعوا جميعا للتشريح الطبي لمعرفة أسباب وملابسات الوفاة. وأكدت بوعياش خلال تقديم الخلاصات الأولية التي توصلت لها اللجنة التي أوفدها المجلس لمدينة الناظور، أن كل المصابين من مهاجرين وعناصر أمن تمتعوا بعناية واستشفاء، وخضعوا لعلاجات وجراحات دقيقة في حينه، رغم محدودية الإمكانيات. ونفت اللجنة خلال تقديم خلاصاتها استعمال الرصاص في محاولة صد عملية الهجرة، حيث أجمع كل الفاعلين والإفادات أن الرصاص لم يكن حاضرا خلال المواجهات. وسجلت بوعياش أن أسباب الوفاة ترجع حسب معاينة الطبيب للاختناق الميكانيكي الذي تعرض له المهاجرون. وقالت إن المقابلات التي تمت مع المصابين أوضحت أن أسباب الإصابات والوفيات ترجع لكون الكل تسلق السياج في نفس الآن. ورمت بوعياش مسؤولية التسبب في الاختناق إلى الجانب الإسباني، حيث أشارت إلى أن المعبر كان مغلقا بشكل محكم ولا يمكن فتحه إلا من الجانب الآخر. وأضافت "عدد من الجمعيات أفادت بوجود فرضية وجود عنف وراء السياج، بسبب تردد السلطات الإسبانية في تقديم المساعدات والإسعافات الضرورية رغم التدافع والازدحام وسقوط المهاجرين، وإبقاء الإغلاق المحكم للأبواب الحديدية". وفي ذات الصدد، سجلت اللجنة توافد عدد كبير من المهاجرين خلال فترة قصيرة نهاية 2021 وبداية 2022، مؤكدة أن هناك نمطا جديدا لتوافد الهجرة بالمنطقة. وتوقفت على أن الأسلوب المعتمد خلال أحداث مليلية مختلف، سواء من حيث العدد الذي حاول العبور، وكذا تغيير النمط من الليل إلى الصباح، إضافة إلى المكان، ووجود مواجهات غير مسبوقة، وأسلوب العبور ليس الاقتحام بل التسلق، زيادة على المباغثة والتنظيم المحكم للعملية. ودعت بوعياش إلى إطلاق مشاورات من طرف السلطات المغربية مع الاتحاد الأوروبي، باعتماد شراكة حقيقية ومتكافئة بينهما بخصوص توافد المهاجرين بالمنطقة، مع ضرورة التعاون بين البلدان الإفريقية المعنية. وشددت على ضرورة الحاجة لاستعادة الهجرة هويتها الأصلية وهي حرية التنقل، وأضافت "المأساة ترمز لمعاناة حقيقية لهؤلاء المهاجرين، ويجب ألا تمر المأساة دون التقدم في ضمان ظروف عيش كريمة للمهاجرين".