اتّهم الرئيس الأميركي جو بايدن للمرة الأولى ليل الثلاثاء الأربعاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين بارتكاب "إبادة جماعية" في أوكرانيا، وهو مصطلح سبق أن استخدمه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لكنه لم يصدر عن الإدارة الأميركية من قبل. وقال بايدن لصحافيين في آيوا "نعم، لقد قلت عنها إنّها إبادة جماعية"، وذلك بعد ساعات من استخدام الرئيس الأميركي للمرة الأولى هذا المصطلح في خطاب خصّصه لجهود التصدّي للتضخم. وأضاف "من الواضح أكثر فأكثر أنّ بوتين يحاول ببساطة إلغاء فكرة أن يكون بوسع المرء حتى أن يكون أوكرانياً". وتابع "سنترك للمحامين على المستوى الدولي أن يقرّروا" ما إذا كانت الجرائم المرتكبة في أوكرانيا هي فعلاً إبادة جماعية أم لا، "لكن من المؤكد بالنسبة لي أنّ الأمر يبدو كذلك". وإذ لفت الرئيس الأميركي إلى أنّ "الأدلّة تتراكم" على "الأمور المروّعة التي فعلها الروس في أوكرانيا"، توقّع أن "نكتشف المزيد والمزيد" عن حجم الدمار في أوكرانيا. رحّب الرئيس الأوكراني في تغريدة ب"كلمات حقيقية لقائد حقيقي" لأن "تسمية الأمور بأسمائهم هو أمر أساسي لمواجهة الشرّ"، مطالبًا بتزويد بلاده "بأسلحة ثقيلة بشكل عاجل". "خسائر فادحة" وفي نفس السياق أعلنت النيابة العامة الأوكرانية الثلاثاء العثور على جثث ستة أشخاص قتلوا بالرصاص في قبو بضاحية كييف الشرقية، لتُضاف إلى مئات الجثث التي عُثر عليها في الأسبوعين الأخيرين في محيط العاصمة. ليس هناك حصيلة ضحايا مدنيين حديثة متوفرة حاليًا لكن العدد يتجاوز على الأرجح عشرات آلاف القتلى. وأثار العثور على عدد كبير من الجثث مطلع أبريل في بوتشا قرب كييف، موجة تنديد دولية. ووصف بوتين الذي تنفي بلاده مسؤوليتها عن أي فظائع في أوكرانيا، الثلاثاء "الاتهامات الموجهة إلى الجنود الروس بارتكاب مجازر بحق مئات المدنيين في بوتشا، بأنها "مضلّلة". على الصعيد العسكري، أقرّ الكرملين مؤخرًا بتكبده "خسائر فادحة" لكن بدون إعطاء أرقام. أواخر مارس، أقرّت موسكو بمقتل 1351 جنديًا من أصل 3825 جريحًا. يرى محللون أن الرئيس الروسي الذي اصطدم هجومه على أوكرانيا بمقاومة شرسة، يريد أن يحقق انتصارا في دونباس قبل العرض العسكري الضخم في الساحة الحمراء في 9 مايو بمناسبة ذكرى انتصار السوفيات على ألمانيا النازية عام 1945. وفرّ أكثر من 4,6 ملايين لاجئ أوكراني من بلادهم منذ الغزو الروسي في 24 فبراير، وفق تعداد مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين. وأدت الحرب في أوكرانيا إلى سلسلة تداعيات على الاقتصاد العالمي وإلى ارتفاع في اسعار الطاقة والمواد الغذائية ما من شأنه أن يفاقم الفقر والجوع وأن يزيد أعباء الدين، وفق ما أعلن رئيس البنك الدولي الثلاثاء.