ماذايضرالجبللوغضبالارنب،هكذا علق احد رجال الاعمال الاتراك المرافقين لزيارة السيد رجب طيب اردوغان للمغرب، حين علم بمقاطعة نقابة الباطرونا المغربية لزيارتهم، ولأننا في بلاد العجائب المئة فلا عجب، والسؤال المطروح: من الخاسر والمتضرر من هذا الموقف غير البريء للباطرونا، من اعطى الاوامر –لان كل شيء عندنا في بلادنا العزيزة بالأوامر- لتخلف الباطرونا استقبال الوفد التركي من رجال الاعمال، على الاقل من باب الترحيب بالضيف وتكريمه الشيمة المعروفة عنا نحن المغاربة، ولكن للباطرونا توجه اخر فرضته سياسة مبنية على حسابات ضيقة لا محل فيها للوطن اولا، فتركيا احدى الدول المتقدمة التي اصبحت تضاهي دول اوربا الغربية اقتصاديا واجتماعيا، ومن الدول القلائل التي استطاعت التخلص من مديونيتها الى نسبة الصفر بالاعتماد على تنمية اقتصاد داخلي متين، وتدبير عقلاني للموارد والخيرات،ففيسنة 2010،تواجدت 12 شركةتركيةضمنقائمةفوربسجلوبال 2000 - وهيالترتيبالسنويلأكبر 2000 شركةعامةفيالعالم- وتركياه يواحدة من أكبر مصادرالاستثمار المباشرالأجنبي في اوروبا الوسط ىوالشرقية وكومنولث الدول المستقلة كما كشفتقريرلمعهدالإحصاءالتركي (تر كستات) أنمعدلالنموالاقتصاديفيتركياسجلمستوىفاق 8 فيالمئةفيالربعالثالثمنالعامالماضيلتحلالبلادفيالمرتبةالثانيةعالميًّابعدالصينفيمعدلاتالنمو.وجاءفيالتقريرالذينشرأنالاقتصادالتركينمابمعدل 2ر8 فيالمئةفيالربعالثالثمنهذاالعام،موضحًاأنإجماليالناتجالمحليالذيتحققفيهذهالفترةتجاوز 17 ملياردولار. باختصار هذه هي تركيا اليوم، التي حضرت نخبتها الاقتصادية الى المغرب بحثا عن فرص استثمار وفرص انفتاح تفعيلا لاتفاقيات التبادل الحر، ومن الطبيعي ان يستفيد المغرب من هذا الاستثمار والتبادل والخبرات، لكن السياسة دائما تضع مصلحة الاتجاهات محل مصلحة الوطن، ولان توجه الحزب الحاكم لتركيا اسلامي على مسمى الحزب المحكم عندنا، قررت الباطرونا ومن امرها ومن وراءها مقاطعة الزيارة، رغم ان الوفد التركي اعضاء في اقتصاد البلد واصحاب الاعمال وليس حزبا، ولانالباطرونامأمورونفقديلتقونسرابنظرائهمالاتراكبعيداعنالاعلاملعلمهمانالارنبالذيغضبلامفرلهمنالاحتماءبالجبل،ولربما صراع الاسواق المخفي وراء التحكم في الامور فرجال الاعمال الفرنسيين تم استقبالهم بالتمر والحليب في بلدهم الثاني، واحفاد العثمانيين غير مرغوب فيهم رغم ما وصلوا اليه من رخاء اقتصادي ورغم القيم الروحية المشتركة، فلا غرابة.. والادهى من ذلك وامر ان تنتفض جمعية محسوبة زورا وبهتانا على حقوق الانسان ضد زيارة اردوغان، جمعية رات ان احداث تركيا الاخيرة فرصة للتشهير بالحكومة التركية كحكومة عابثة ومفسدة، وقارن البعض ذلك بما حدث في بعض اوطان العرب، ولا مقارنة مع وجود الفارق، انما هم بنو علمان الذين يكرهون كل شيء اصيل دينا كان او خلق، فلا غرابة.. ثم ان الوفد التركي سيزور ايضا بلدانا مغاربية جارة، فهل فكر اصحاب الاعمال عندنا لو فاز اشقاؤنا بصفقاتهم ومشاريعهم على اراضيهم، هذا ان تعقل الجيران ايضا وحسبوها اقتصاديا ووطنيا بلا محاسبة سياسية ضيقة وبلا اوامر عليا من حكامهم، وحرمت السياسة مرة اخرى مغربنا من استثمارات ما احوجنا اليها في الظرفية الراهنة، ام هي رغبة سياسية في تضييع كل الفرص على حكومة العدالة والتنمية المغربية لئلا ينمو المغرب في عهدها. فبعد شطحات اهل السياسة، التي تضيع على المغرب كل يوم نقطا من النمو ووقتا من التفكير الجدي في الخروج من ازمات الوطن، هاهم اصحاب الاموال والاعمال يضيعون فرصا من الاستثمار والثقة، اصحاب الاعمال المغاربة انجروا للسياسة وعوض ان يتحكموا فيها كما يجري تحكمت فيهم السياسة ونفذوا التعليمات بدقة فرضوا غضبة الارنب وامام من، الجبل الاقتصادي القادم، فلا غرابة..