أعرب منسق الائتلاف المغربي من أجل إلغاء عقوبة الإعدام، عبد الرحيم الجامعي، عن أمله "في التنزيل الدقيق" للفصل 20 من دستور 2011 الذي "يعتبر الحق في الحياة هو أول الحقوق لكل إنسان. ويحمي القانون هذا الحق". واعتبر الجامعي فيفي كلمة خلال افتتاح الجمع العام ل"الائتلاف المغربي من أجل إلغاء عقوبة الإعدام"، أن إلغاء عقوبة الإعدام يتطلب انخراط كافة الفاعلين المعنيين، مشيرا إلى أن الائتلاف سيعمل على توسيع قاعدة المساهمين في نشر ثقافة إلغاء عقوبة الإعدام. من جانبها، أكدت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، آمنة بوعياش، أن " المغرب مؤهل لإحداث طفرة نوعية في مجال إلغاء عقوبة الإعدام "، نظرا لما أثبته من تقدم في إرساء وتوسيع للحريات وتلاحم وتضامن اجتماعي خلال ظروف الجائحة. وسجلت أن طريق الإلغاء، الذي انطلق فيه منذ حوالي 30 سنة، عرف تطورات هامة من حيث التداول العمومي و"توسيع قاعدة المساندين للإلغاء، والتنصيص على حماية الحق في الحياة بالدستور وعدم تنفيذ الاعدام وشبه اجماع بأنها عقوبة غير رادعة للجريمة". واعتبرت بوعياش أن " إلغاء عقوبة الإعدام هو بداية إعمال ملموس للملائمة بين القانون الجنائي والدستور والمواثيق الدولية ". من جهته، قال رئيس المرصد المغربي للسجون، عبد اللطيف رفوع، إن النقاشات الدائرة سياسيا واجتماعيا حول إلغاء عقوبة الإعدام تحتم إيجاد توازن بين حماية الحق في الحياة والحفاظ على النظام العام، ومن تم البحث عن حلول لضمان الحق في الحياة وبدائل لهذه العقوبة. وأبرز أهمية " إبداع صيغ جديدة للترافع والتحسيس من أجل الإلغاء التام لهذه العقوبة بالمغرب ". من جانبه، أشاد المدير العام للمنظمة الفرنسية "جميعا ضد عقوبة الإعدام" ، رفائيل شنويل هزان، بالانخراط القوي للمجتمع المدني المغربي في جهود ومبادرات إلغاء عقوبات الإعدام . وقال شنويل هزان "نعتز بدعم مبادرات جميع المنخرطين بقوة في المعركة المتواصلة من أجل وقف تنفيذ هذه العقوبة وتعزيز ثقافة إلغائها". وأبرز باقي المتدخلين الأبعاد الإنسانية والحقوقية والقانونية المناهضة لعقوبة الإعدام، مشيرين إلى أن هناك إشكالا لازال مطروحا بين مؤيد لإلغاء عقوبة الإعدام وبين مطالب باستمرار هذه العقوبة، التي لا تمثل رادعا للجريمة . ويتضمن برنامج هذا الجمع العام، الذي تتواصل أشغاله على مدى يومين تحت شعار " تعبئة من أجل منظومة جنائية حديثة دون عقوبة الإعدام" ، تنظيم على الخصوص، ندوة وطنية ومغاربية تحت شعار " آليات التشريع وآفاق إلغاء عقوبة الإعدام مغربيا ومغاربيا"، وتقديم شهادات مسجلة . ويشكل الجمع العام ، الذي يحضر أشغاله دبلوماسيون وحقوقيون وسياسيون مغاربة وأجانب، مناسبة لتقديم حصيلة الائتلاف وتحسيس المسؤولين والفاعلين من مختلف المؤسسات بالأولوية الحقوقية لقضية عقوبة الإعدام التي يحمل مشعلها المجتمع الحقوقي .