ليس من السهل بتاتا أن تجد أي عنوان مناسب، عندما يترأس أحد الساسة واحد من أكبر وأعرق الأحزاب التاريخية في الدول العربية، غير وصفه ب"الحدث الكبير"، إذ يكون خروج الزعيم من مكتبته السياسية البحثية، وامتطاء سيارته الفارهة السوداء، محاطا بنفر من الجثث السمينة مفتولة العضلات كلهم بنظارات سوداء، مصحوبا بأمينة أسراره وكاتبته الخاصة، متبوعا بمستشاريه ذوي الكفاءات العلمية والجامعية، وحاملي حقائب الملفات والمستندات وكاتب الخطابات وأمين وحارس المحفظة السوداء، إيذانا بسماع أفكار جديدة أو رؤى تجديدية أو مفاهيم تصحيحية، فيتلقاها جمهورالمواطنين السامعين بإعجاب، تعقبه مداخلات و أسئلة متلاحقة توسع أفق التفكيرالسياسي، ورحابة الرؤية المعرفية والتنظيرية واللقاء عادة ما يكون ممهورا ببيان سياسي، خط في تاريخ قياسي في مكتب ضيق وبإملاء هاتفي، يتلوه صاحب الصوت الشجي والحنجرة الذهبية واللكنة العربية الأصيلة، تعقبه تصريحات إعلامية على المقاس و يختم اللقاء بحفل شاي يتخلله توقيع كتاب السيد الزعيم، المفكر السياسي، حديث النشر الذي يفك عبر فصوله، طلاسيم كل الأزمات التي تعيشها البلاد وتغرق العباد في ويلات المتاهات و وردهات الأزمات. السياسي المغربي السيد حميد شباط حاز شرف الندرة و الاستثناء لا يصدر تصريح إلا بعد رحلة بحثية شاقة، و لا يتحدث إلا بعد وضوح الرؤية و فصاحة الكلمة. لا يصدربيانا ليدبج سيرته السياسية قصد نيل المناصب الحكومية، و لا ليبيع و يشتري في سوق المزايدة الإنتخابية، و لا ليشارك في المهرجانات التي تعود بصور العظمة ولا بالأموال السخية، إنه يتكلم بقلب السياسي الملتزم المعتكف في محراب الخدمة العمومية، والمتعفف عن أموال الصناديق والأظرفة، إنه يصرح بعقل المنطقي، الذي يؤسس المقدمات الصارمة ليصل إلى النتائج المرجوة، إنه يتكلم بلسان العاشق للخدمة العمومية في أصولها الشعبية العميقة و مداراتها الحضارية و الإنسانية والفكرية، إنه يتحدث بعقل السياسي الحكيم الذي يضع المفاهيم على ميزان مرجعيته الحزبية ونظريته النقابية في الحكم، إنه ينطق الحرف في موضعه، و الكلمة مع أختها، و الجملة في سياقها، و النص ضمن نسق الأطروحة السياسية "الشباطية الجديدة". لذلك من الصعب على كل سياسي مبتدئ، أوإعلامي متسرع، أو باحث متعالم، أن يحاجج السيد حميد شباط في ما يذهب إليه شكلا و مضمونا، ولذلك أغلب السياسيين الجادين، هم في مرحلة فهم ما يصدر عن هذا السياسي الحكيم الدقيق العبارة و العميق الإشارة، فيكتب الباحث في العلوم الإنسانية في أحد مقالاته، الدكتورسالم تالحوت :" اتخاذ شباط قرار الانسحاب من الحكومة في ظرف عصيب على المستوى الإقليمي خصوصا ما يجري بالأقاليم الجنوبية، وظرفية الربيع العربي... وحاجة المغرب إلى الاستقرار واستكمال أركان الخيار الثالث بتنزيل الدستور والشروع في تلبية انتظارات المواطنين...، واخذ المسافة الآمنة عن الخيار السوري. وهي أولويات الحكومة وإجماع كل الفاعلين خصوصا وان الحكومة لم يمض على تنصيبها أكثر من سنتين. مما يجعل مقترح التعديل الحكومي يفتقد المبررات الكفيلة بالقبول.." لا يعني انحياز بعض الإعلامين والباحثين والأكادميين إلى الكتابة عن مشروع السيد حميد شباط والتعريف به، أنهم يقدسونه ويهابون نقده، أو أنهم يسوقون لمنتوج سياسي فكري، أجاب عن كل الأسئلة إجابة شافية كافية، لا يأتيها الخطأ من بين يديها و لا من قبلها، بل على العكس من ذلك؛ هؤلاء لايريدون المزايدات في الكتابات التي تريد النقد و المراجعة، لا لشيء سوى الظهور بمخالفة الزعيم الحزبي والنقابي الجليل و السياسي الحكيم المتجاوز للنقد والمتمكن من النهج السليم، فهم يؤكدون على أن مشروع السيد شباط في حاجة كبيرة إلى الفهم و الاستيعاب أولا، ثم تأتي مرحلة الملاحظة والتتبع والمراجعة، ولذلك نرى أن الكثير من المؤتمرات النقابية والحزبية والإجتماعات البرلمانية ومع المستشارين المحليين، تعقد خصيصا لهذا الغرض أي بسط المزيد من الأضواء والتعمق في الفلسفة السياسية و الحكمة الشباطية والنظرية الثاقبة في حلحلة المشاكل العظمى منها وحتى الصغرى، و هذا ما سينهجه السيد الزعيم النقابي والرئيس الحزبي والحكيم السياسي مستقبلا حتى يصل في أمان الله ورعايته إلى كرسي رئيس الحكومة لكي يجد هناك الإمكانيات واللوجستيك الكافي لتحقيق الرؤيا والنظرية "الشباطية"، الفريدة من نوعها عبر التاريخ. للحكيم السيد شباط مفاهيم خاصة في علم السياسة وربما سيفاجئ المغاربة بتعمقه في نظريات القانون الدستوري ويفسر لهم من جديد، فصول دستور فاتح يليوز 2011، بمنطق فلسفته، وسيكون لرئيس الحكومة في عهده شأن خاص، وهبة وسلطة لم يألفها المغاربة لا مع الأستاذ عباس الفاسي ولا مع رئيس الحكومة الحالي الأستاذ عبد الإله بنكيران، وسيتمكن السيد شباط من ملىء الكرسي لرئيس الحكومة، و من كل جوانبه أيضا ولا يترك أي فراغ أو هامش لكي يتسرب إلى سلطته العظيمة أي موشوش أو إنتهازي. محاور السياسة "الشباطية" ستتضح وستكشف عن مشاريعها الكبرى إبان الوصول إلى رئاسة الحكومة، و محاولة إبرازها و الاشتغال عليها في جميع الإدارات العمومية والمصلحات البلدية منها والقروية، وستحظى بالبحث و الدراسة في كل المختبرات والمعاهد... وسينصح باعتمادها كنظرية فكرية وسياسية جديدة في المقررات الجامعية، وسيخصص لها أقساما عبر قنصلياتنا وسفاراتنا بالخارج للتصدير الحكمة "الشباطية"، لما تتميز به من عمق إنساني نبيل وفكر شمولي في النهج والتأقلم السريع مع أي واقع، وسيُنصح بها عبر العالم وفي المنتديات الدولية وعبر منظمات الأممالمتحدة والمنظمات الحكومية وغير الحكومية في استيقاء أساليب المحاججة الصادمة والرد على الخصوم بالبرهان والدليل وقلب الطاولة على الحلفاء والإنقلاب على الأصدقاء، إنها مفاهيم ابداعية تثير المتعة والتذوق السياسي وتبني لوجه جديد، أكثر لمعانا وإشراقا في الأخلاق السياسية النبيلة. لايسعنا وبلادنا تنتظر حلولا استعجالية لمشاكل عويصة آنية وأخرى معقدة مستقبلية، إلا أن نقول جميعا: نحن في انتظارك السيد شباط على كرسي رئيس الحكومة. *كاتب إعلامي E-mail : هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.