بعد أن عرى المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي مفارقات التعليم عن بعد الذي تغنمت به وزارة التربية الوطنية ومعها مديرو عدد من الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين خلال جائحة كوفيد-19، اضطر شكيب بنموسى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة للاستنجاد بشركتي "أورونج" و"إنوي" لتوقيع اتفاقيتي شراكة، اليوم الأربعاء 16 فبراير الجاري، مع عز الدين المنتصر بالله، الرئيس المدير العام للأولى، وهنريك كاستيل، المدير العام للثانية تهم دعم التعليم الرقمي داخل المنظومة التعليمية ببلادنا. وبحسب بلاغ الوزارة، وصل موقع "لكم"، نظير منه، ستمكن هاتان الاتفاقيتان من دعم مجهودات وزارة التربية الوطنية في إقرار نموذج تعليمي رقمي وذلك بتوفير لوحات إلكترونية تفاعلية ستتضمن محتويات بيداغوجية لفائدة التلميذات والتلاميذ بمختلف الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين وذلك في إطار مشروع نموذجي، قابل للتطوير والتجديد، يهدف إلى ضمان الاستمرارية البيداغوجية كما يستحضر إكراهات التعلم التي تعرفها بعض الأقسام الدراسية. وعلى شاكلة مشاريع أطلقها الوزير بنموسى تجريبيا منذ ولايته، سيكون مشروع دعم التعلمات الرقمية تجريبيا ليشكل أرضية نحو الاعتماد التدريجي للتعليم الرقمي داخل المنظومة التعليمية ببلادنا كمدخل لتجويدها ووسيلة لضمان تكافؤ الفرص بين المتعلمات والمتعلمين، بهدف بلورة حلول رقمية كفيلة بمعالجة بعض التعثرات الدراسية مع الاخذ بعين الاعتبار خصوصيات كل مؤسسة تعليمية على حدة والحرص على التقليص من الفوارق المجالية، وفق رواية المصدر ذاته. وبمقتضى ذلك، سينكب المشروع على إحداث أقسام افتراضية تخول للمتعلمات والمتعلمين الولوج للمنصات التعليمية والمحتويات البيداغوجية مع توفير الربط المجاني بالإنترنيت، كآلية لتجويد المنظومة التعليمية. وأكد الوزير بنموسى، في كلمة له خلال حفل التوقيع، أن هذا البرنامج " حلقة في مسلسل تنزيل الإصلاح داخل المنظومة التعليمية، والتي من بين أهدافها ضمان الجودة والارتقاء بمستوى التحصيل الدراسي، والتي ستنطلق في مرحلتها الأولى داخل أقسام نموذجية مع مواكبتها ببرامج تكوينية لفائدة الأطر التربوية حول توظيف التعليم الرقمي في العملية التعليمية، وذلك في أفق تعميمها على باقي المؤسسات التعليمية، بعد تقييم أثرها على مكتسبات الناشئة التعليمية"، وفق تعبير المصدر نفسه.