نجح شباب حركة 20 فبراير في إخراج أزيد من 20 ألف متظاهر احتشدوا في تظاهرة تحولت إلى مسيرة للمطالبة بالتغيير. وشهدت المسيرة التي انطلقت بتجمع مئات الأشخاص بساحة الأحد، ترديد شعارات قوية وغير مسبوقة، بعضها صريح والآخر ضمني، ووصل سقفها حد المطالبة بدستور جديد، وبإسقاط الفساد. وتميزت المسيرة التي توزعت إلى مجموعات ملتحمة تجمعها روابط سياسية، وحقوقية، وجمعوية، بمشاركة بعض الوجوه السياسية دون غطاء حزبي، في مقدمتهم مصطفى الرميد، إضافة إلى خالد السفياني، عبد الرحمان بنعمرو، ورجل الأعمال ميلود الشعبي. وردد المتظاهرون عدة شعارات زاوجت بين المطالب الاجتماعية والسياسية اعتبرها البعض سابقة في تاريخ الاحتجاجات الشعبية التي تتجاوز حدود المجالس المغلقة، ولقاءات النخب والمنتديات. ورفع المتظاهرون عدة شعارات قوية أهمها على الإطلاق الشعب يريد دستورا جديد، والشعب يرفض دستور العبيد، والشعب يريد إسقاط الفساد. وطالت الشعارات التي رفعها المحتجون مقربين من الملك الذي يتحركون في مربع السلطة وفي مقدمتهم منير الماجيدي الذي وصفته لافتة أحد المحتجين بأحمد عز بمصر، وفؤاد عالي الهمة الذي نال النصيب الأكبر من الغضب الشعبي بعدما طالبته أكثر من لافتة بالرحيل، ورفض محتجين لحزب الدولة الذي أسسه الهمة، وكتب محتجون على لافتات رفعت خلال المسيرة لا للهمة ... لا لحزب الدولة. ورصد ناشطون حقوقيون ومنظمون أكثر من 200 شعار منها لافتة كتبت باللغة الإنجليزية تقول الشعب يريد التغيير. بينما تضمنت اللافتات الأخرى مطالب اجتماعية ذات أولوية ملحة كالتشغيل، الصحة، وتحسين الخدمات، وخفض الأسعار، ورفع يد الشركات الأجنبية المفوض لها تدبير قطاعات حيوية عن المواطنين. ولم تسلم حكومة عباس من الشعارات المكتوبة والإدانة الشعبية، إذ تضمنت إحدى اللافتات عتابا يختزل منطق الفاسي في تدبير شؤون البلاد من خلال تركيزه على منطق القرابة العائلية، مجسدا في شعار( عباس الفاسي عائلتي وبعدها الطوفان). وأبدت مصالح الأمن التي انتشرت بشكل محدود على جنبات المسار الذي سلكته المسيرة قدرا كبيرا من التفهم وابتعدت المتظاهرين فيما يبدو امتثالا لتعليمات بعدم استفزاز المتظاهرين رغم تصاعد حدة الشعارات التي بلغت أوجها عندما وصلت جموع المحتجين على البوابة الرئيسية للبرلمان. وامتنع شباب حركة 20 فبراير الذين توزعوا إلى مجموعات عن تحديد مسار المسيرة التي بقيت مجتمعة إلى حدود الساعة الواحدة التي شهدت انضمام مئات الأشخاص إلى المسيرة قادمين من مدينتي الرباط وسلا، وتميزت بتغطية إعلامية كبيرة خاصة من قبل وسائل الإعلام الاسبانية والفرنسية.