انطلقت في الجزائر، الأحد، الاحتفالات الرسمية برأس السنة الأمازيغية الجديدة 2972، تحت شعار "هوية ولقاء"، بمحافظة تمنراست (جنوب)، بإشراف المحافظة السامية للأمازيغية (تابعة للرئاسة) بالتنسيق مع وزارة السياحة، وفق وكالة الأنباء الرسمية. ومنذ 2017، تم ترسيم رأس السنة الأمازيغية، الموافق ل12 يناير من كل عام، عطلة في الجزائر للمرة الأولى. ونقلت الوكالة عن الهاشمي عصاد، أمين عام المحافظة السامية للأمازيغية، قوله إن "الاحتفال بيناير (2972) يغذي مرجعيتنا التاريخية وينمي الشعور بانتماءاتنا إلى الأمة الجزائرية الواحدة والموحدة". وأضاف أن "هذا الاحتفال يأتي كثمرة لمختلف الجهود التي تبذلها الدولة لترقية اللغة والثقافة الأمازيغية، كما يهدف إلى إبراز موروثنا الثقافي". وتتواصل الاحتفالات إلى غاية الأربعاء 12 يناير الجاري، وسط برنامج ثري تتخلله معارض للصناعة التقليدية، وورش تكوينية (تدريبية) حول ترقية استعمال اللغة الأمازيغية في مجال البحوث والتكنولوجيا. إضافة إلى تقديم عروض أفلام ناطقة بالأمازيغية وجلسات بيع الكتب ومعارض والطبخ والألبسة، وغيرها. وبرمجت مؤسسات ثقافية تابعة لوزارة الثقافة بمختلف المحافظات، نشاطات متنوعة تهدف لإبراز البعد الثقافي والتاريخي والاجتماعي لرأس السنة الأمازيغية (يناير). وتحتضن أوبرا الجزائر (العاصمة) حفلا سيمفونيا بعنوان "سيمفونية أمازيغية" يوم 12 يناير، في حين ينظم مركز الفنون والثقافة بحافظة تلمسان (غرب) ورشات حول العادات والتقاليد الشعبية ومعرض الأكلات الشعبية، بحسب الوكالة. وتحتفي محافظات مثل تيزي وزو وبجاية وسطيف وبرج بوعريريج (شرق) وتلمسان، وغرداية (جنوب) بالمناسبة بإعداد أكلات شعبية مثل الكسكس والشخشوخة والبغرير، وغيرها، إضافة إلى تنظيم حفلات موسيقية ومعارض للصناعة التقليدية والألبسة. وتعود بداية التأريخ الأمازيغي في الجزائر إلى 950 عام قبل ميلاد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، ويبدأ رأس السنة الأمازيغية في 13 يناير بدل الأول منه، بينما تجري الاحتفالات ليلة رأس السنة أي في الثاني عشر منه. وهناك روايتان تاريخيتان حول أصول الاحتفال بهذه المناسبة، تقول الأولى إن "يناير" يرمز للاحتفال بالأرض والفلاحة عموما، تفاؤلا بعام خير وغلة وفيرة على الفلاحين وعلى الناس. أما الرواية الثانية فتقول إنه اليوم الذي انتصر فيه الملك الأمازيغي "شاشناق" على الفرعون المصري "رمسيس الثاني" في مصر. ووجود "الأمازيغ" يمتد من واحة سيوة غربي مصر شرقًا، إلى المحيط الأطلسي غربًا، ومن البحر المتوسط شمالًا إلى الصحراء الكبرى جنوبًا.