قال مسؤول جزائري، الجمعة، إن بلاده أبلغت مجلس الأمن الدولي انسحابها من المشاركة في ما يسمى "المائدة المستديرة" للمفاوضات بين المغرب وجبهة "البوليساريو" حول الصحراء، بصفتها عضوا ملاحظا. جاء ذلك على لسان عمار بلاني، "المبعوث الخاص للمغرب العربي"، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية الرسمية. وأفاد بلاني، بأن سلطات بلاده "طلبت من ممثل الجزائر الدائم لدى الأممالمتحدة إبلاغ رئيس مجلس الأمن والدول الأعضاء بقرارها عدم المشاركة مستقبلا في المائدة المستديرة حول الصحراء". وأضاف أن "قرار الانسحاب يعود إلى أن هذه الصيغة (المائدة المستديرة) لم تعد طريقة مثالية تساعد على حل النزاع منذ أن أصبح المغرب يوظفها سياسيا لإظهار الجزائر طرفا في النزاع"، دون مزيد من التفاصيل. ولم يصدر تعليق فوري من الأممالمتحدة أو المغرب حول الإعلان الجزائري حتى الساعة (14.30 تغ). ويأتي هذا التطور بالتزامن مع تصاعد توتر بين المغرب والجزائر، بعد إعلان الأخيرة قطع العلاقات مع جارتها الغربية، نهاية غشت الماضي، جراء ما سمته آنذاك "حملات عدوانية متواصلة ضدها"، فيما وصفت الرباط المبررات ب"الواهية". و"المائدة المستديرة" مفاوضات تنظمها الأممالمتحدة، على فترات متباعدة، بين المغرب و"البوليساريو"، حول النزاع على الصحراء، بحضور الجزائر وموريتانيا كبلدين جارين ملاحظين. وعقدت هذه المفاوضات مرتين في مدينة جنيف السويسرية الأولى في دجنبر 2018، والثانية في مارس 2019. وفي اللقاء الأخير تم الاتفاق بين الأطراف على عقد اجتماع ثالث ل"المائدة المستديرة"، لكن ذلك لم يتم بسبب استقالة المبعوث الأممي السابق إلى الصحراء هورست كوهلر، في ماي 2019، لأسباب صحية. ومع تعيين الإيطالي ستيفان دي مستورا مبعوثا للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، في 6 أكتوبر الجاري، تمهيدا لإطلاق عملية سياسية جديدة لحل النزاع، يرى مراقبون أنه ربما يتم الدعوة لعقدها مجددا.