تعرف العلاقات المغربية الإسبانية تحسنا ملحوظا بعد أزمة غير مسبوقة، دامت لأشهر، على إثر استقبال إسبانيا لزعيم جبهة البوليساريو في أبريل الماضي بشكل سري، حيث يتبادل الطرفان مؤشرات تدل على أن الأمور تسير نحو إعادة بناء العلاقات من جديد. وأكد وزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس أمس الأربعاء أن كل الإشارات القادمة من المغرب جيدة، حتى في ظل غياب تاريخ محدد لإنهاء الأزمة الديبلوماسية بين البلدين، وعودة السفير المغربي إلى مدريد. وأشار الوزير إلى وجود ترقب في إسبانيا لتشكيل الحكومة المغربية الجديدة، بعد انتخابات 8 شتنبر التي بوأت حزب التجمع الوطني للأحرار الصدارة، وأمينه العام رئاسة الحكومة، والتي ينتظر أن يتم تعيينها قريبا. وربط ألباريس بين استئناف العلاقات الدبلوماسية وعودة السفير المغربي لمدريد بتشكيل الحكومة المغربية الجديدة، مشيرا إلى أن هناك انتظارا لمعرفة ما ستسفر عنه الحكومة الجديدة، واستئناف العمل معها على أساس إعادة بناء العلاقات الثنائية. كما نقلت صحف إسبانية عن مصادر حكومية بالبلد الأوروبي وجود حالة من الترقب لتشكل الحكومة المغربية من أجل النظر في بعض الملفات التي لا تزال عالقة، ومن بينها موضوع 30 مليون أورو التي خصصتها حكومة مدريد للمغرب لمساعدته على مراقبة الحدود، والتي لم تتسلمها الرباط بعد. وأشار ألباريس إلى أن كل الإشارات التي تتلقاها إسبانيا من المغرب "جيدة وتظهر أننا في طريقنا لبناء علاقة أقوى". وجدد الوزير الإسباني التأكيد على أن المغرب "بلد عظيم وصديق كبير لإسبانيا"، مضيفا "ما نريده هو علاقة إستراتيجية مع المغرب، وهي علاقة أقوى من السابق". واعتبر أن خطاب الملك محمد السادس في غشت الماضي، وكلماته تجاه إسبانيا أيدت علاقة ثنائية "مبنية على الثقة والاحترام، والمنفعة المتبادلة"، وهو ما رد عليه رئيس الحكومة بيدرو سانشيز بعبارات مماثلة.