بعد أشهر من اندلاع الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا، عبرت مدريد بوضوح، عن ارتباط الطي النهائي لهذه الأزمة بتشكيل الحكومة في المغرب. وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس، اليوم الأربعاء، إن كل الإشارات التي تتلقاها إسبانيا من المغرب تشير إلى تعزيز وتوطيد العلاقات الثنائية. وأوضح ألباريس في حديثه للصحافيين على هامش مشاركته في باريس في الاجتماع الوزاري لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، الذي يختتم اليوم، أن "كل الإشارات التي نتلقاها من المغرب جيدة وتظهر أننا نسير على هذا الطريق، على طريق بناء علاقة أقوى". وربط ألبارس بين الحل النهائي للأزمة المغربية الإسبانية وتطورات الوضع السياسي بالمغرب، وقال إن "المغرب حاليا بصدد تشكيل الحكومة، وننتظر لنرى من هم الأشخاص الذين يشكلون تلك الحكومة". وعلى الرغم من الحماس الإسباني لطي صفحة الخلاف، إلا أن المغرب لازال حذرا في تعاطيه مع إسبانيا، حيث أنه لم يوافق بعد على تسلم 30 مليون أورو تمنحها له إسبانيا كمساعدات مباشرة لدعم عمله في مجال الهجرة. وأكدت تقارير إعلامية، أن إسبانيا مررت المساعدات في ميزانيتها الخاصة، في ماي الماضي، رغم الأزمة التي اندلعت بين البلدين في تلك الفترة، إلا أن المغرب لم يقبل هذه المساعدات إلى حد الآن، قبل أيام من انتهاء المدة المخصصة لذلك، والتي ستحل في الثامن من هذا الشهر. وكان الملك محمد السادس قد أكد، في خطابه بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، أن المغرب يرغب في "إقامة علاقات قوية، بناءة، ومتوازنة، خصوصا مع دول الجوار، متحدثا عن إسبانيا، وفرنسا على وجه الخصوص. وأشار الملك إلى أن العلاقات بين الرباطومدريد "مرت، في الفترة الأخيرة، بأزمة غير مسبوقة، هزت بشكل قوي، الثقة المتبادلة، وطرحت تساؤلات كثيرة حول مصيرها"، وتحدث عن بداية حل المشكل، وقال: "غير أننا اشتغلنا مع الطرف الإسباني، بكامل الهدوء، والوضوح، والمسؤولية". وقال الملك إنه إضافة "إلى الثوابت التقليدية، التي ترتكز عليها، نحرص اليوم، على تعزيزها بالفهم المشترك لمصالح البلدين الجارين". وأكد الملك أنه "تابع شخصيا، وبشكل مباشر، سير الحوار، وتطور المفاوضات"، وأضاف: "لم يكن هدفنا هو الخروج من هذه الأزمة فقط، وإنما أن نجعل منها فرصة لإعادة النظر في الأسس، والمحددات، التي تحكم هذه العلاقات. وتابع الملك: "وإننا نتطلع، بكل صدق وتفاؤل، لمواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية، ومع رئيسها معالي السيد Pedro Sanchez، من أجل تدشين مرحلة جديدة، وغير مسبوقة، في العلاقات بين البلدين، على أساس الثقة، والشفافية، والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات". وزاد الملك، وقال: "وهو الالتزام نفسه، الذي تقوم عليه علاقات الشراكة، والتضامن، بين المغرب، وفرنسا، التي تجمعني برئيسها فخامة السيد Emmanuel Macron، روابط متينة من الصداقة والتقدير المتبادل".