بعد أشهر من اندلاع الأزمة، لايزال المسؤولون الإسبان، يؤكدون مد يدهم للمغرب، لتحسين العلاقات بين البلدين، وطي صفحة الخلاف. وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل الباريس، في حوار له، نشر اليوم الأحد، أنه منذ تقلده لمنصبه الجديد، الذي أتاه خلفا لأرانشا غونزاليس لايا، فإنه يعمل على إعطاء العلاقات المغربية الإسبانية "نفسا جديدا". وأوضح الباريس أن إسبانيا تلقت إشارات إيجابية من المغرب، مثل خطاب الملك محمد السادس، نهاية شهر غشت الماضي، الذي أكد فيه تطلع المغرب إلى إرساء علاقة جديدة مع إسبانيا، مبنية على الاحترام المتبادل، مشددا في الوقت ذاته على أن التعاون بين إسبانيا والمغرب في مسألة الهجرة موجود، ومستمر. وكان الملك قد أكد، في خطابه بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، أن المغرب يرغب في "إقامة علاقات قوية، بناءة، ومتوازنة، خصوصا مع دول الجوار، متحدثا عن إسبانيا، وفرنسا على وجه الخصوص. وأشار الملك إلى أن العلاقات بين الرباط ومدريد "مرت، في الفترة الأخيرة، بأزمة غير مسبوقة، هزت بشكل قوي، الثقة المتبادلة، وطرحت تساؤلات كثيرة حول مصيرها"، وتحدث عن بداية حل المشكل، وقال: "غير أننا اشتغلنا مع الطرف الإسباني، بكامل الهدوء، والوضوح، والمسؤولية". وقال الملك إنه إضافة "إلى الثوابت التقليدية، التي ترتكز عليها، نحرص اليوم، على تعزيزها بالفهم المشترك لمصالح البلدين الجارين". وأكد الملك أنه "تابع شخصيا، وبشكل مباشر، سير الحوار، وتطور المفاوضات"، وأضاف: "لم يكن هدفنا هو الخروج من هذه الأزمة فقط، وإنما أن نجعل منها فرصة لإعادة النظر في الأسس، والمحددات، التي تحكم هذه العلاقات. وتابع الملك: "وإننا نتطلع، بكل صدق وتفاؤل، لمواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية، ومع رئيسها معالي السيد Pedro Sanchez، من أجل تدشين مرحلة جديدة، وغير مسبوقة، في العلاقات بين البلدين، على أساس الثقة، والشفافية، والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات". وزاد الملك، وقال: "وهو الالتزام نفسه، الذي تقوم عليه علاقات الشراكة، والتضامن، بين المغرب، وفرنسا، التي تجمعني برئيسها فخامة السيد Emmanuel Macron، روابط متينة من الصداقة والتقدير المتبادل".