ولدت في ال 20 من فبراير مثل كثير من أبناء جيلي، جيل التمزق الكبير، جيل الأحلام الكبيرة والانكسارات العظيمة. جيل يحمل إحباطاته بين جنبيه مثل صخرة سيزيف مع فارق أن الصخرة التي نحملها يزداد حجمها بتقدم العمر وتوالي السنين. عندما كنا صغارا كنا نحلم بسماء تسع أجنحتنا. كم حلمنا ببحر لا يكسر مقاذيفنا. وبصداقات حقيقية لا تخون. وبوطن لا يقسو على على من يعشقه حتى النخاع. لنجري عملية حسابية أيها الأصدقاء (وبعضكم يعرف خيبتي في الرياضيات) . ماذا بقي من تلك الايام: الأحلام؟ الأوهام؟ غصص في القلب؟ فشل وراء فشل؟ أحيانا أتخيل أبناء جيلي المهزوم مثل بطل أسطوري يجترح خيباته ويجر هزائمه...كم فتحنا صدورنا العارية للريح ولم نجن غير النصال وذكرى خيباتنا الجميلة التي مر منها الكثير وبقي الكثير. هل ننتظر ؟ هل ننتحر؟ هل ندفن خيبانتا في الكتابة كما تعودنا؟ هل نملك تفاؤل درويش لنصرخ ملء رئتنا "سأصير يوما ما أريد....؟" أم أن التفاؤل ترف لا يليق بنا نحن المنذورين للوجع والألم؟ شخصيا أؤمن بأن الكاتب الحقيقي هو الذي رأى الهول وعاد ليتحدث عنه. وليس من تخيله أو تفرج عليه. ولذلك فرمزية الحدث لا تصنع الأبطال؛ فما كل من ولد في الرابع عشر من فبراير عاشق، ولا كل من ازداد في العشرين منه ثائر. باحث من المغرب