أطلقت المندوبية الإقليمية للصحة في الصويرة، بداية الأسبوع الجاري نداء إلى كافة الأطر الصحية في الإقليم ومهنيي الصحة المتقاعدين وخريجي المعاهد التمريضية وإلى كل من يجد في نفسه القدرة على تقديم الخدمات الإنسانية للتطوع داخل المستشفى الإقليمي "سيدي محمد بن عبد الله"، بعد بروز أحداث تشير إلى انهيار منظومة الصحة في الإقليم. وبررت المندوبية الإقليمية في الصويرة نداءها، بارتفاع عدد الإصابات كورونا في الإقليم والحالات الخطرة والحرجة قيد الاستشفاء بالمركز الاستشفائي الإقليمي سيدي محمد بن عبد الله، وكذا بسبب ما تعرفه هذه المؤسسة من ضغط ونقص في الأطر الصحية المؤهلة للمراقبة والتكفل بالمرضى. وقبل صدور هذا النداء، صرح العشرات من مرضى كوفيد أنهم يتكبدون معاناة مريرة وإهمالا متواصلا، ونقل المرضى تصريحاتهم من داخل أسرتهم بالمستشفى المركزي محمد بن عبد الله عبر شرائط فيديو بثت على مواقع التواصل الاجتماعي. وأمام هذا التذمر، عرفَ محيط المستشفى الأسبوع الماضي احتجاجات على تردي الأوضاع الصحية في المنطقة وضعف الخدمات الاستشفائية، مقارنة بالحالة الوبائية الطبيعية، والتي تُسجل في مدن أصغر من الصويرة. ورفع المحتجون شعارات تندد بمستوى الخدمات الصحية بالمركز الاستشفائي "سيدي محمد بن عبد الله" بالصويرة، مطالبين بالتحقيق في تسجيلات صوتية وفيديوهات من داخل وحدة العزل لمرضى كوفيد 19 لمصابة بفيروس كورونا ادعت تعرضها للإهمال والتعنيف. وحسب أرقام وزارة الصحة الرسمية، فإنه خلال الثلاثة أيام الماضية سجل في إقليمالصويرة ما معدله 216 حالة ووفايتين، ويصنف إقليمالصويرة ضمن جهة مراكشآسفي، التي تعرف بشكل عام، ارتفاعا ملحوظا في الوفيات والاصابات بكورونا، ويُشكل إقليممراكش قسطا كبيرا منها، فيما يظل إقليمالصويرة بمنأى عن هذا التدهور. وتشير المعطيات الأخيرة أن نسبة معدل الإصابة بالصويرة حاليا في حدود 75 حالة لكل 100 ألف نسمة، كما أن 20 % من الأطر الصحية مصابة أيضا بفيروس كورونا، وهو ما يُهدد بشل قطاع الصحة في الإقليم تماما. ويعرف المستشفى الإقليمي سيدي محمد بن عبد الله بالصويرة والوحيد بالإقليم، منذ أيام وضعية أزمة حقيقية بسبب قلة الأطر وارتفاع الطلب على خدمات الاستشفاء بوحدات العزل الخاصة بكورونا والتي باتت غير كافية لاستيعاب العدد المتزايد من الحالات، وهو الوضع الذي عجل بتعميم دعوة للتطوع كحل استثنائي.