أكد نزار بركة الأمين العام لحزب "الاستقلال" أن جائحة كورونا أبرزت هشاشة الاقتصاد المغربي، وهشاشة الوضعية الاجتماعية ببلادنا، وأكثر من ذلك تبين بالواضح أن الدينامية الإيجابية التي عرفها المغرب في سنة 2014 توقفت ودخلنا في منطق التراجع، على حد وصفه. وأشار بركة الذي حل ضيفا على منتدى وكالة المغرب العربي للأنباء، اليوم الأربعاء، أن هذا التراجع انعكس أيضا على معدلات النمو حيث كنا في 5 في المائة ونزلنا إلى 3 في المائة، ثم التراجع في مستوى خلق فرص الشغل التي انخفضت من 40 ألف لكل نقطة نمو إلى 20 ألف منصب شغل، والتراجع في التماسك الاجتماعي لأن الفوارق الاجتماعية توسعت. وأبرز أن حزب "الاستقلال" لاطالما أكد أن السياسيات العمومية المطبقة اليوم أصبحت متجاوزة ونتائجها ستكون عكسية بالنسبة لبلادنا، وستضر بها، معتبرا أن التراجع حدث قبل جائحة كورونا وليس معها كما ما روج رئيس الحكومة في تقديم حصيلته. وأضاف " اليوم وصلنا إلى سقف لم نبلغه أبدا طوال تاريخنا، فمعدل الفوارق الاجتماعي "جيني" وصل إلى 46 في المائة والسقف المطلوب هو 42 في المائة، ولدينا اليوم 20 في المائة من الأكثر غنى في البلاد يحتكرون 54 في المائة من الدخل القومي لبلادنا، في الوقت الذي يتقاسم فيه 80 في المائة من المغاربة 46 في المائة من هذا الدخل". وأبرز أن المشاريع التي أطلقها الملك محمد السادس، والمرتبطة بورش الحماية الاجتماعية، تؤكد أننا انتقلنا من منطق تراكم الثروات إلى منطق إعادة توزيعها، عبر آلية للتضامن تسمح للفئات المستضعفة والمتوسطة من الولوج إلى الخدمات الصحية، ومن الاستفادة من التعويضات العائلية، ومن التقاعد والمعاشات، وهذا أمر مهم جدا. وتابع " هذا بحد ذاته يجسد ثورة وقطيعة مع الماضي، بالنسبة للسياسات والتوجهات التي كانت تسير فيها البلاد، وتؤكد على أهمية الدولة الراعية التي كشفت الجائحة ضرورة الرجوع إليها". وزاد " لا يمكن أن نعود إلى نفس المنطق الذي كنا نشتغل به قبل الجائحة، فهذا الأمر مرفوض، والمغاربة عليهم أن يرفضوا كل السياسات التي أدت إلى زرع اليأس في صفوف المواطنات والمواطنين وخاصة الشباب منهم، وقد رأينا ما وقع في سبتة وكيف أن 70 في المائة من الشباب يريدون مغادرة البلاد، وهذا غير مقبول يستدعي أن يكون هناك تحول وتناوب ديمقراطي يتفاعل مع الإرادة الملكية للتغيير ومع النموذج التنموي الجديد". وأضاف " حزب الاستقلال في حلته الجديدة مستعد لكي يقوم بهذه القطيعة الضرورية لتحقيق هذا التغيير، ومنذ البداية أكدنا أنه إذا أراد المغرب تحقيق قفزة نوعية من الضروري عليه تقوية الجبهة الداخلية، وهذا يقتضي بث الأمل في صفوف المواطنات والمواطنين، وأن ننهض بوضعهم الاجتماعي والاقتصادي، وأن نمكن البلاد من تجاوز بعض الإخفاقات". وشدد بركة على ضرورة القطيعة مع اقتصاد الريع ومجتمع الامتيازات، وتحرير الطاقات الكبيرة الموجودة في البلاد، والانتقال من مجتمع "باك صاحبي" والانتقال إلى مجتمع الحقوق التي جاء بها الدستور، وتكون هناك قواعد تطبق على الجميع بدون استثناء. وأكد على أهمية القطع مع إعطاء الامتيازات لفئة معينة للدفاع عن مصالح لوبيات، عوض الدفاع عن مصلحة المواطنين والمواطنات بصفة عامة، وتقليص الفوارق عبر القضاء على الفقر وتوسيع الطبقة المتوسطة والكف عن استهدافها. وأبرز أن حزب "الاستقلال" إذا تولى رئاسة الحكومة المقبلة سيقطع مع هذه السياسات التي تستهدف الطبقة المتوسطة، وسيعمل على تقويتها وتوسيعها على اعتبار أنها صمام أمان للبلاد". وأكمل بالقول " رئيس الحكومة تحدث يوم أمس أننا أمام ولاية حكومية استثنائية، وبالفعل هي ولاية استثنائية لأننا" عمرنا ما شفنا بحال هذه الحكومة".