تستمر معاناة الشباب المغاربة المتواجدين بصفة غير نظامية في مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، حيث تشدد السلطات هناك الخناق عليهم لمنعهم من الانتقال إلى أوروبا، في وقت يعيشون فيه التشرد والمعاناة، دون تسوية وضعيتهم. وقضى عشرات الشباب المهاجرين الليلة الماضية في الشارع، بعدما طردتهم سلطات مدينة مليلية من حلبة مصارعة الثيران التي كانوا يتخذونها ملجأ، وذلك بهدف إصلاحها، وطرح مناقصة لإدارتها لاحقا. وكانت سلطات المدينة قد آوت في الحلبة حوالي 100 مهاجر، لأكثر من عام، بسبب تفشي وباء كورونا، قبل أن تطردهم منها إلى الشارع في 11 ماي المنصرم، إلا أن احتجاج العشرات من هؤلاء المهاجرين، اضطر السلطات إلى السماح لهم بالمبيت في الحلبة ومغادرتها في الصباح. وعلى مدى شهر ونصف، ظل المهاجرون، يبيتون في الحلبة ويغادرونها في الصباح الباكر، دون أن تجد لهم سلطات المدينة أي حل، فحتى بعض الخيام التي تم نصبها لهم، غمرتها الأمطار وباتت الظروف فيها مزرية، لتتم إعادتهم لحلبة المصارعة، في ظل غياب أي حل، بسبب تقاذف المسؤوليات بين مسؤولي المدينةالمحتلة وحكومة مدريد. وفي الوقت الذي تعد فيه سلطات المدينةالمحتلة بإيجاد مأوى، قضى هؤلاء الشباب ليلتهم الأولى في الشارع يفترشون الأرض، في انتظار تحقيق الوعود وإيجاد مكان يأويهم إلى حين تسوية وضعهم القانوني ليغادروا مليلية. ونقلت وسائل إعلام محلية، جزءا من معاناة هؤلاء الشباب الذين عبروا عن خيبة أملهم من قرار طردهم، والدفع بهم إلى الشارع مشردين، دون أن يجدوا مكانا يمكن أن يذهبوا إليه، أو يأكلوا فيه. ومن جهتها، عبرت جمعيات حقوقية، عن رفضها لهذا القرار الخطير، خاصة وأن السلطات تتحمل مسؤولية عدم تسوية وثائق هؤلاء المهاجرين في الوقت المناسب، عندما كانوا قاصرين، لافتة إلى أن هؤلاء الشباب لا يرغبون بالبقاء في مليلية، لكنهم الآن في حالة من العجز، حيث لا توجد إدارة تتولى مسؤوليتهم. وأمام طول انتظار تسوية وضعيتهم، وتشريدهم في الشارع، إضافة إلى عدم رغبتهم بالبقاء في مليلية بسبب غياب الفرص، لم يتبق لهؤلاء المهاجرين، حسب جمعيات حقوقية، سوى المحاولة المستمرة للولوج إلى السفن ومحاولة الهجرة إلى الضفة الأخرى، عبر تعريض أنفسهم للخطر.