نفى البنتاغون الثلاثاء ما أعلنته الرباط من أنّ جزءاً من "الأسد الأفريقي 2021″، المناورات العسكرية المشتركة التي تشرف عليها الولاياتالمتحدة وتنظّمها بمشاركة المغرب في منتصف يونيو، سيجري في الصحراء. وكان رئيس الحكومة سعد الدين العثماني قال في تغريدة على تويتر في نهاية الأسبوع الماضي إنّ جزءاً من هذا التدريب السنوي الأضخم للقيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) سيحصل في الصحراء ، معتبراً ذلك "تتويجاً للاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء". لكنّ هذه التغريدة حُذفت الآن. والثلاثاء قالت أفريكوم في بيان إنّ المناورات التي سيشارك فيها سبعة آلاف عسكري من تسع دول لن تشمل الصحراء . وجاء في البيان أنّ "مواقع التدريب تنتشر بشكل أساسي في أنحاء المغرب، من قاعدة القنيطرة الجوية شمالاً إلى طانطان ومجمّع تدريب جرير جنوباً". ولفتت أفريكوم في بيانها إلى أنّ الطرفين الأميركي والمغربي الذين حضّرا لهذه المناورات قرّرا "استخدام المواقع المقترحة منذ بداية دورة التخطيط في صيف 2020″، أي قبل أشهر من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ديسمبر 2020 اعترافه بالسيادة المغربية على الصحراء . وكانت جبهة البوليساريو الانفصالية نفت إعلان الرباط ووصفته بأنه "شائعة لا أساس لها من الصحة". وتجمع نسخة 2021 من مناورات أفريكوم المشتركة – التي ألغيت في عام 2020 بسبب الوباء – 7 آلاف جندي من 9 دول في الفترة بين 7 و18 يونيو، وفق ما ذكر الموقع الإلكتروني للقيادة الأميركية، بدون الكشف عن مكان التدريبات. وكان العثماني قال في تغريدته إنّ الأماكن المختارة لإجراء التدريبات تشمل موقعين في الصحراء هما المحبس (شرق)، والداخلة حيث ينوي المغرب توسيع ميناء كبير على المحيط الأطلسي. وأظهر رسم بياني نشره العثماني على تويتر موازنة قدرها 24 مليون دولار، ومشاركة نحو مئة مدرعة و46 طائرة دعم و21 طائرة مقاتلة. ولم تتم الاشارة الى اسبانيا كدولة مشاركة. وذكر موقع أفريكوم الالكتروني أنّ هذا "الحليف القوي" كان رغم ذلك يساهم لسنوات في العمليات المتعددة الأطراف. وثمة توتر دبلوماسي راهنا بين الرباط ومدريد إثر نقل زعيم بوليساريو إبراهيم غالي إلى المستشفى في إسبانيا بهوية مزورة. وردّاً على استقبال غالي الذي تعتبره الرباط "مجرم حرب"، خفّفت القوات المغربية رقابتها على الحدود في منتصف ماي، مما أدّى إلى تدفّق موجة غير مسبوقة من المهاجرين إلى سبتة.