كشفَ مصدر موثوق، الأحد، لموقع "لكم" أنَّ وزارة الداخلية أوقفت عناصر في السلطة المحلية بقرية بوفكران ضواحي مدينة مكناس على دمة التحقيق إلى حين استكماله، للاشتباه في قيامهم بضرب الشاب "مصطفى الريحاني" واهانته، ما دفعه إلى الانتحار. وكان الشاب الأربعيني قد دخل في مشادة كلامية مع الأشخاص المشتبه بهم عندما تقدم إلى ممثل للسلطة المحلية في قريته لطلب توفير سيارة إسعاف لنقل اخته المريضة على وجه السرعة للمستشفى، ما عرضه للضرب والإهانة من طرفهم، حسب ما سجله في الرسالة التي كتبها بخط يده قبل انتحاره. وانتحر الشاب الأربعيني، مباشرة بعد عودته لمنزله، وترك رسالة يُحمل فيها مسؤولية انتحاره للسلطات نعتهم بالأسماء، وذلك بعدما تعرضَ للضرب والسحل في الشارع العام ثم في مقر بلدية القرية، وقال شفيق الريحاني، أخَ الضحية في تصريح لموقع "لكم": "إنه التقى خليفة الباشا في الشارع العام أمام إحدى المقاهي، حيث طلب منه توفير سيارة الإسعاف لنقل أخته، غير أن خليفة الباشا واعوانه، اشبعوه ضربا قبل نقله بسيارة خاصة نحو البلدية حيث احتجزوه هناك وضربوه مجددًا". وتعود هذه الوقائع إلى يوم الخميس، حيث تقول مصادر من أسرة الضحية إنًّ الشاب ظل يستغيث السلطات المحلية من أجل توفير سيارة الإسعاف لنقل أخته المريضة. وقال المرصد الدولي للإعلام وحقوق الإنسان للفرع الجهوي مكناس – فاس، إن خليفة الباشا كانَ يكن ضغينة لهذا الشاب، باعتبار أن والده لم يستجب لحملة التطعيم ضد فيروس كورونا، مشيرًا إلى أنَّ هذا المعطى غير صحيح، ولكنه اتخذه ذريعته ليأمر القوات المساعدة باشباعه ضربا ونقله على سيارة خاصة مملوكة لعون سلطة وارغامه على الاعتذار وتوقيع التزام، حسب تصريحات عائلة الضحية للمرصد الحقوقي. واشعلت عملية انتحار الشاب، صباح يوم الجمعة، فتيل الغضب في بلدة بوفكران الهادئة، وخرجت جموع من المحتجين معبرة عن غضبها مما لحق الشاب المذكور، وشاركت في الاحتجاجات هيئات مدنية وحقوقية، ونقلت مشاهد من الاحتجاجات عبر تقنية البث المباشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي. وعبر المرصد الدولي للإعلام وحقوق الإنسان عن ادانته الشديدة لسلوك السلطات، وتخلي الباشا عن مهامه لفائدة خليفته، وطالب وكيل الملك بفتح تحقيق قضائي وترتيب المسؤوليات عن الحادث المأساوي وتقديم كل المتورطين للعدالة. وعلم موقع "لكم" أنَّ عناصر الدرك الملكي استمعت لعائلة الفقيد، الذي تركَ رسالة كتب فيها أن سبب اقدامه على الانتحار هوَ تعرضه للاهانة والضرب من طرف خليفة الباشا وعنصرين من القوات المساعدة وعون سلطة، وتوصل موقع "لكم" بشريط فيديو، يُظهر كدمات وجروح على مستوى ظهر الضحية، قالت العائلة إنها اثار ضرب وسحل من طرف السلطات.