" من أجل ترسيخ ثقافة الاعتراف وحفظ الذاكرة " تحت هذا الشعار الرئيس، انعقد أمس الأربعاء ( 7 أبريل الجاري ) الجمع العام العادي ل"حلقة الوفاء لذاكرة محمد الحيحي" الذي احتضن أشغاله مقر "الوسيط للديمقراطية وحقوق الإنسان" بالرباط، وخصص لتجديد هياكل الحلقة، ورسم برنامجها لثلاث سنوات المقبلة. وشكل هذا الجمع الذي انعقد في ظل التدابير الصحية الاحترازية، وتمت خلاله المصادقة على التقريرين الأدبي والمالي وانتخاب المكتب التنفيذي الجديد، والهيئة الاستشارية العلمية للحلقة، مناسبة للتداول حول السبل الكفيلة بدعم الحركة التطوعية وقيمها في ظل التحولات الاجتماعية والتربوية والثقافية بهدف الارتقاء بمستوى أدائها لمواجهة التحديات والرهانات المطروحة على كاهل الفاعلين المدنيين والاستجابة للتطلعات. وجدد المشاركون في هذا اللقاء ، الدعوة الى تفعيل القرار الذي كانت وزارة الثقافة والشباب والرياضة قد اتخذته والقاضي بإطلاق اسم الفقيد محمد الحيحي ( 1928-1998 ) على إحدى المؤسسات والمراكز التربوية والتعليمية، اعتبار للادوار الطلائعية التي قام بها قيد حياته في ميدان الطفولة والشباب. كما ناشد المشاركون الحكومة بالإسراع بالتجاوب مع الطلب الذي وضعته لدى رئاستها، بخصوص العمل على اتخاذ مبادرة رمزية، لتخليد اسم الفقيد محمد الحيحي، لتظل قيم المواطنة والتسامح والتضامن والديمقراطية وحقوق الانسان التي نافح عنها طيلة حياته، نبراسا للأجيال الصاعدة، والمساهمة في حفظ ذاكرة العمل الجمعوى ورموزه . واتفق المشاركون في هذا الجمع الذي ترأسه ونشط مجمل فقراته الفاعل الثقافي مراد القادري رئيس بيت الشعر بالمغرب، بحضور فعاليات جمعوية تربوية وثقافية ونسائية وأكاديمية إيلاء أهمية خاصة لتوثيق الذاكرة وحفظها كذاكرة حية، مع الانفتاح على الحقل العلمي وتشجيع البحث في هذا المجال. كما أجمعوا على ضرورة التدخل لدى الأطراف المعنية، لتجميع التراث المتنوع الذي خلفه محمد الحيحي مربي الأجيال، مع الانفتاح على الأسئلة الجديدة، المطروحة على الحركة التطوعية. وعلى هامش هذا الجمع العام أقيم حفل توقيع " ديوان نبضات الطفولة" الإصدار الجديد للشاعر فريد مسناوي عضو الحلقة، والواقع في 175 صفحة من الحجم المتوسط، يتضمن محفوظات للصغار والكبار، موزعة على عشر محاور تهم قضايا تربوية مدرسية وتعليمية واجتماعية ورياضية ورياضية ووطنية وقومية. وتجدر الإشارة إلى أن محمد الحيحي، أحد رموز الحركة التطوعية التربوية والحقوقية، كان رئيسا لكل من الجمعية المغربية لتربية الشبيبة AMEJ من 1964 الي 1998 والجمعية المغربية لحقوق الانسان AMDH، ما بين 1989 و 1992. وساهم إلى جانب المهدي بن بركة وأخرون في اطلاق مشروع طريق الوحدة سنة 1957. كما يعود للحيحى الفضل في تأسيس اتحاد المنظمات المغربية التربوية سنة 1991. ولدوره الريادي في الدفاع عن حقوق الإنسان، تم تكريم محمد الحيحي من لدن منظمة HUMAN RIGHTS WATCH الأمريكية ، في نيويورك سنة ،1991 كأول مغربي وعربي يحظى بهذا التشريف الدولي. وتأسست حلقة الوفاء لذاكرة محمد الحيحي، في الخامس من دجنبر 2010 بالرباط بمناسبة اليوم العالمي للمتطوعين ،وتهدف بالخصوص الى حفظ وتوثيق ذاكرة الحيحىي حية، تتفاعل وتتلاقح مع الأسئلة المطروحة على راهن ومستقبل الحركة التربوية التطوعية والجمعوية والحقوقية، فضلا عن المساهمة في إشعاع ثقافة وقيم التطوع ودعم العمل المدني. وفي هذا السياق تنظم الحلقة سنويا جائزة محمد الحيحي للتطوع التي تمنح لأحد أفضل الأعمال والمبادرات الجماعية أو الفردية في مختلف مجالات العمل التطوعي. ومنحت الجائزة في دورتها الأولى، سنة 2017 الى مشروع طريق الوحدة. كما نالت مناصفة حركة الطفولة الشعبية والجمعية المغربية لتربية الشبيبة ( AMEJ ) ذات الجائزة في دورتها الثانية سنة 2018، في حين كانت جمعية "تويزي للتنمية" بإحدى دواوير إقليمتارودانت ومنظمة "بوورد" البلجيكية قد حازتا الجائزة في دورتها الثالثة سنة 2019 بعد مساهمتهما في تعبيد احدى الطرق الجبلية لفك العزلة عن سكان المنطقة . وتثمينا واعترافا بالأدوار الطلائعية التي يبذلها الأطباء والطواقم الصحية الوطنية في مواجهة جائحة كوفيد 19 المستجد، منحت جائزة محمد الحيحي برسم سنة 2020 الى الدكتور الطيب حمضى رئيس النقابة الوطنية لاطباء الطب العام.