عبرت كل من مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين والمرصد المغربي لمناهضة التطبيع عن استنكارهما تمرير أجندة مكشوفة لصهينة أجيال المغاربة، من خلال غسل أدمغة تلاميذ وأطفال المدارس العمومية. وأشارت الهيئتان في بيان مشترك إلى ما جرى في مدينة مكناس من نشاط جد خطير عبر استغلال عناوين "التسامح"، ومفاهيم دستورية وثوابت حضارية ومجتمعية، لإخضاع عدد من التلاميذ والأطفال الأبرياء لجلسة تأطيرية تطبيعية، في أحد المعابد اليهودية. ويأتي ذلك خلال زيارة منظمة من قِبل مسؤولي مؤسسات مدرسية، حيث تم تعريض التلاميذ لخطابات صادرة عن الأطر التعليمية المرافقة، وعن ممثل الطائفة اليهودية، وتكتسي طبيعة مافوق تطبيعية، عبر تزوير مقصود لمعاني الدستور، فيما يتعلق بالمكون العبري، وعن طبيعة علاقة المغرب بالكيان الصهيوني، وتغرير عقول الأطفال المشاركين في الزيارة من خلال جعل كيان صهيون الإرهابي حليفا للمغرب في قضية الصحراء عبر وجود مليون صهيوني/مغربي في كيان الغصب والاحتلال ويرتبطون ب"عقد البيعة مع ملك المغرب". واعتبر البيان أن ما وقع مشهد كامل الأوصاف لعملية غسل أدمغة وتزييف التاريخ، وموقع وموقف ومسؤوليات المغرب دولة وشعبا وتاريخا وحضارة تجاه فلسطين والقدس والأمة، من خلال استدعاء مفردات قضية الصحراء والملكية والبيعة واليهودية . وسجلت الهيئتان "بكل عبارات ومشاعر الغضب والإدانة الشديدة لما جرى في المعبد اليهودي بمدينة مكناس" معتبرتين ما جرى "جريمة مركبة"، بحق أطفال تلاميذ تم إخضاعهم لأجندة خارجة عن مقتضيات المسؤولية المرفقية التربوية لمسؤولي المؤسسات التعليمية المشاركين في تنظيم الزيارة ومعهم مسؤول الطائفة اليهودية بمكناس، الذين مارسوا التغرير والتدليس المقصود على الأطفال الحاضرين عبر خلط الصهيونية وكيانها الإرهابي العنصري بمفاهيم الوطنية المغربية والمؤسسات الدستورية . ونبه البيان إلى أن ما جرى بمكناس يعتبر واقعة خطيرة جدا ومؤشرا على توجه يهدد البلاد ووحدتها الوطنية، وبنيتها الثقافية والسياسية الوجودية، عبر استغلال المدرسة العمومية لتمرير أجندة صهيوتطبيعية تخريبية. وهذه الوقائع، يضيف البيان، تسائل الدولة والحكومة والبرلمان ومكونات المشهد الوطني بشأن تحديد المسؤوليات وترتيب المقتضيات اللازمة، خاصة وأن الأمر يتعلق بزج خطير بالمنظومة التربوية في أجندة دعاية الصهيونية. وشددت على أن ما جرى في المعبد اليهودي بمكناس، ويجري في مناطق أخرى بالمغرب في المؤسسات التعليمية، يجعل من كل المغاربة أفرادا وجماعات وهيئات، وخاصة أفراد أسرة التعليم، مسؤولين عن الوقوف بوجه مخططات الصهينة التطبيعية بكل قوة، وبكل وفاء للمرجعية الوطنية للمغاربة تجاه سلامة النسيج الوطني، وتجاه قدسية الوحدة الوطنية وقدسية قضية فلسطين. وأعلنت الهيئتان عزمهما على إطلاق حزمة من الخطوات المقاومة إلى جانب أحرار الشعب المغربي، ومن أهمها الدعوة إلى تشكيل ائتلاف وطني للتصدي للاختراق الصهيوني للمنظومة التعليمية، بالشراكة مع مكونات القطاع، ومع مكونات المجتمع المدني المرتبط بالعملية التعليمية خاصة جمعيات آباء وأولياء التلاميذ.