تكبدت الجماعة الحضرية لمدينة تمارة خسارة مالية قدرها 10.9 درهم، (أكثر من مليار سنتيم) جراء هدم مشروع سنة 2009، من طرف السلطات الإقليمية، "رغم أن سلطات الوصاية كانت قد صادقت على مختلف الصفقات المتوالية المتعلقة بهذا المشروع دون إثارة أي ملاحظة بخرق قوانين التعمير ليتم الهدم بعد إتمام أشغال البناء"، حسب ما نقله حرفيا أحدث تقرير للمجلس الأعلى للحسابات برسم سنة 2011. ووفقا لنفس المصدر، فإن "المجلس الجهوي للحسابات لم يتوصل بأي قرار للهدم متخذ في هذا الشأن"، مما فتح الباب على مصارعيه لاحتمال أن تكون جهات عليا هي من أعطت أوامر الهدم، خاصة وأن المشروع شيد على أرض توجد في مكان استراتيجي بالقرب من الطريق السيار، الذي غالبا ما يمر منه الملك محمد السادس عند سفره في اتجاه الدارالبيضاء. ورجح التقرير المذكور، أن تكون "مصيبة" الجماعة، على الصعيد المالي أعظم، إذا ما تم احتساب فوائد القرض المسحوب من صندوق التجهيز الجماعي بمبلغ 967.243.30 درهم على مدى عشر سنوات، الذي تم به إنجاز المشروع، وإذا ما قرر بعض نائلي الصفقات اللجوء إلى القضاء لاستخلاص مستحقاتهم عن الأشغال التي أنجزوها في إطار تلك الصفقات. وكان موح الرجدالي، رئيس بلدية تمارة عن حزب "العدالة والتنمية" في تلك الفترة، قد عبر عن غضبه الشديد من قرار الهدم، مشيرا إلى أن المشروع خضع لكل القوانين، واصفا الأمر ب "الظلم العظيم"، وبأن "الجماعة تجهل دواعي الهدم"، في وقت كان فيه عامل عمالة الصخيراتتمارة قد برر قرار الهدم بأن "الأرض المقام عليها المشروع توجد ضمن منطقة الاحتياط الاستراتيجي". يُشار إلى أن مشروع "الهضبة الخضراء" الذي تم هدمه بعد الانتهاء كليا من بنائه، كان مدرجا في إطار المشاريع المسطرة في برنامج التأهيل الحضري لمدينة تمارة ويهدف إلى سد النقص الحاصل في الفضاءات الخضراء والمجالات المخصصة للترفيه والمساهمة في تحسين حياة الساكنة المجاورة لمحيط المشروع، وقد أبرمت اتفاقية عمرها تسع سنوات قابلة للتجديد ما بين الجماعة الحضرية لتمارة والمندوبية السامية للمياه والغابات بتاريخ 12 سبتمبر 2006 حيث نصت هذه الاتفاقية على تهيئة منطقة داخل وسط غابوي مساحتها 9.50 هكتار، تقع داخل الوسط الحضري لتمارة بالقرب من الملعب الجماعي وبجانب الطريق السيار الدارالبيضاءالرباط. --- تعليق الصورة: جرافة تهدم المشروع الذي كلف مليار سنتيم..