حل المغرب ثالثا بعد تونس و ليبيا على مستوى الحرية السياسية في منطقة المغرب العربي وشمال إفريقيا ضمن تصنيف تقرير منظمة "فريدوم هاوس" المكلفة برصد اوضاع حقوق الإنسان والتطور الديمقراطي خلال العام الحالي 2013، على الرغم من تصنيف التقرير للمغرب ضمن نفس خانة " حرية جزئية" مع هذين البلدين المغاربيين إلى جانب مصر، فيما خرجت الجزائر وموريتانيا من هذه القائمة لتكون من بين البلدان التي تعدم الحرية. ويُستشف من معطيات المنظمة الأمريكية أن الربيع العربي حمل تقدما في مجال الحريات الفردية والسياسية وإن بتفاوت للبلدان التي عاشت اجواءه ماعذا اليمن، فيما أتت الدول المناهضة له في أدنى الترتيب مثل السعودية وسوريا والبحرين ومعظم دول الخليج. وأظهر التصنيف الذي نشره «فريدوم هاوس» أمس الأربعاء في تقريره للحرية في العالم للعام 2013، والذي تصنف فيه الدول ضمن ثلاثة تصنيفات بحسب الحريات فيها، والمتمثلة في دول "حرة"، و"حرة جزئيّاً"، و"غير حرة"، أظهر أن المغرب قد حصل على 5 نقط في الحريات السياسية و 4 نقط في الحريات المدنية. ويوجد المغرب في نفس الخانة التصنيفة وهي "حرة جزئيا" مع دول الجوار مثل تونس وليبيا ومصر في تصينف فرديوم هاوز لهذا العام، غير انه يتخلف عنهما على مستوى "الحرية السياسية"،وهي احد المعيارين إلى جانب "الحرية الفردية" التي يقيس بها فريدوم هاوس الرحية العامة في البلاد. فقد تصدرت تونس قائمة البلدان المغاربية على مستوى الحرية السياسية وحتى الحرية الفردية حيث حصلت في الأولى على 3 نقط وحصلت في الثانية على 4 نقط، فيما اتت ليبيا ثانيا في مستوى الحرية السياسية متقدمة على المغرب، حيث حصلت على 4 نقط بينما حصل المغرب على 5 نقط في الحرية السياسية و 4 نقط في الحرية الفردية. وصنف تقرير فريدوم هاوس الجزائر وموريتانيا ضمن الخانة الثالثة وهي خانة " غير حرة" . وتصنف «فريدوم هاوس» الدول بمنحها نقاطاً تتراوح ما بين 1 و7 نقاط، وكلما اقتربت النقاط الممنوحة للدولة إلى رقم واحد فإن ذلك يعني تقدمها في مجال الحرية، في حين أنها تشهد تراجعاً في مستوى الحرية كلما اقتربت النقاط التي تحصل عليها من الرقم7 واعتبر التقرير ان ليبيا على رأس الدول التي حققت قفزة لافتة، حيث انتقلت بفضل التحولات التي عرفتها من خانة " غير حرة" إلى خانة " حرة جزئيا". وعلى الرغم من أن ليبيا شهدت انفلاتا امنيا من ابرز احداثه العمل الإرهابي الذي ادى إلى مقتل السفير الأمريكي ببنغازي، إلا أنه أشاد كثيرا بالانتخابات التي شهدتها البلاد. ويقول تقرير فريدوم هاوس عن ليبيا :" "تواصل ليبيا المعاناة نتيجة غياب السيطرة الحكومية الواضحة على أجزاء كثيرة من أراضيها، وهى مشكلة تفاقمت جراء تصرفات ميليشيات محلية مستقلة وإسلاميين أصوليين.. لكن فى تحد للتوقعات بالفوضى والإخفاق، أجرت البلاد انتخابات ناجحة لتشكيل المؤتمر الوطنى العام الذى ضم مرشحين من مختلف الخلفيات الإقليمية والسياسية، أما حرية التعبير والنشاط المدنى فلا يزال فى طور النمو". وتقود المعطيات المتعلقة بوضع البلدان المغاربية وهي التي معظمها شهدت تحولات الربيع العربي ومنه انطلقت شرارته، إلى استنتاج مفاده ان الربيع العربي قد حمل إلى البلدان التي عاشت اجواءه انفتاحا سياسيا وحرية مدنية، إذ كانت مصر و تونس و ليبيا قبل الربيع العربي في خانة البلدان التي تعدم الحرية حسب تقييم فريدوم هاوس، وقد استثني من هذا الارتقاء دولة اليمن التي لم تجر بعد الانتخابات بعد سقوط نظام علي عبد الله صالح. وصنفت فرودم هاوس الدول العربية التي تقاوم الربيع العربي داخل بلدانها في أسفل درك التريتب بل وحصلت على أدنى النقط(7ن) وتاتي في مقدمتها السعودية وسوريا والسودان والبحرين والصومال، فيما صنفت ايضا معظم بلدان الخليج العربي بما فيها قطر والإمارات العربية المتحدة، ضمن قائمة البلدان التسعة و الأربعين في العالم " من دون حرية". وتستثنى فقط الكويت. ---