قال رئيس الحكومة سعد الدين العثماني إن المغرب استطاع تحقيق إنجازات متراكمة ومتوالية في مجال تدبير الجائحة، وإنجاز عدة أمور إيجابية لمصلحة المواطنين والمواطنات، ولفائدة الوطن بشكل عام. وأشار العثماني في جلسة المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة، اليوم الاثنين بمجلس النواب، حول "دعم المنتوج الوطني"، أن المغرب تمكن من استثمار الفرص التي خلقتها الجائحة رغم كل المشاكل والأضرار التي تسببت بها. ودعا العثماني إلى الانخراط فيما أسماه بالدينامية الإيجابية بدل النزوع إلى منحى "التبخيس والتيئيس" الذي ذهب فيه البعض. وأضاف " هناك نجاحات كثيرة ومتتالية حققها المغرب، يرددها الخبراء العالميون يجب أن نفخر ونعتز بها، ولا نقوم بالخطاب المعاكس المبني على التبخيس". وتابع بالقول "بعض الإخوان سامحهم الله أطلقوا العنان للسانهم باتهام الحكومة بالعجز في موضوع اللقاح، وهناك من دعاها للاستقالة، واليوم عليهم الاعتذار للمغاربة الذين سئموا من خطابات التبخيس والتيئيس والسلبية". وأوضح رئيس الحكومة أن دعم المنتوج الوطني يستلزم التقائية جميع التشريعات وتظافر عمل جميع القطاعات، ودعم الاستثمار ومناخ عمل ملائم لنشاط المقاولات، وتأهيل النسيج الإنتاجي الوطني. وأكد على أن المواطن المغربي يجب أن يكون هو الركيزة الأساسية في دعم المنتوج الوطني المغربي، مضيفا "نحتاج إلى رفع ثقافة استهلاك المنتوج المغربي، وأن نؤصل هذه العادة الاجتماعية". ولفت إلى أن استهلاك المنتوج المغربي عرف مجموعة من الاختلالات المتراكمة على مدى عقود، من أبرزها النزوع إلى استهلاك المنتوجات الأجنبية، بل أحيانا يعتبر العديد من المواطنين أن المنتوجات المستوردة من الخارج أحسن من نظيرتها في المغرب. وسجل أن هناك ضعفا عاما في تثمين المنتوج الوطني المغربي والثقة فيه، مشيرا أنه من واجب الجميع، داعيا إلى تعزيز ثقافة الاعتزاز بالمنتوج الوطني. وشدد على أن أزمة كوفيد- 19 أظهرت الحاجة الماسة لاستهلاك المنتوج الوطني باعتباره مسألة سيادية لبلادنا خاصة في بعض القطاعات الاستراتيجية، وهو ما سيمكن بحسبه من حماية الاقتصاد الوطني من الصدمات الخارجية. وأكد أن النسيج المقاولاتي المغربي برهن خلال هذه المرحلة عن مرونة عالية واستطاع التكيف والتفاعل مع متغيرات الظرفية التي خلقتها الزمة وواكب الطلب الوطني والدولي كذلك.