أثار العكاز الذي يظهر الملك متكئ عليه وهو يقوم بأنشطته الرسمية الكثير من التعليقات من قبل رواد المواقع الاجتماعية على الشبكة العنكبوتية، كما صار حديث الكثير من الناس في الأماكن العمومية، بسبب الغموض الذي يلف السبب وراء لجوء الملك إلى الاستناد على عكاز يظهر به على شاشة التلفزيون الرسمي، مع ما تستغرقه تلك الأنشطة من مدة زمنية طويلة في وقت ذروة المشاهدة بالنسبة للقنوات الرسمية. أغلب التعليقات على "العكاز الملكي" أبدت تعاطفا كبيرا مع الملك، بعضها صادق والبعض منها منافق، كما هي طبيعة البشر، وأصحاب تعليقات أخرى اعتبروها مناسبة للتندر وإبداع النكت الساخرة واللاذعة أحيانا. طبعا هناك من سيقول بأن الأمر يتعلق بحادث عرضي عادي وعابر ولا يستحق كل التعليقات التي نسجت حوله، لأن الطبيعة البشرية مجبولة على الضعف والوهن مهما علت النفوس وتكبَّرت، مصداقا لقوله تعالى "وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا". ورب قائل آخر يقول بأنه كان يمكن للملك تفادي مثل هذا الظهور، تماما كما قرر تفادي نشر بيان صادر عن الديوان الملكي يوضح الأسباب التي جعلته يتكأ على عكاز، رفعا لكل لبس أو تأويل أو تشويش على الرأي العام كما هو حاصل اليوم، وذلك جريا على تقاليد التواصل الحديثة في الدول الديمقراطية التي تحترم شعوبها، فالحاكم في الكثير من الدول الديمقراطية ملزم بتقديم بيانات حول حالته الصحية إلى الرأي العام. وبعيدا عن كل القراءات المختلفة، فإن "عكاز الملك" أتي أكله، وتحول إلى "عصا موسى"، التي يريدون منها أن تلتهم كل "عصي السحرة" التي صارت حديث الناس مؤخرا، يزعجون بها القصر ويحرجون بها الحكومة، من قبيل ميزانية القصر، وتنامي نفوذ الملك، وعجز الحكومة عن محاربة الفساد والحد من ارتفاع الأسعار، وارتفاع درجة الاحتقان داخل الشارع... هي إذن عصا موسى التي يتَوَكَّأُ عَلَيهَا ويهُشُّ بهَا على غَنمِه، وله فِيها مَآرِبَ أُخرَى... --- سيعود "أول الكلام"، إلى الإطلال بصفة منتظمة على زوار الموقع من خلال مقالات سريعة على غرار تلك التي كانت تصدر ب "الجريدة الأولى"، وذلك نزولا عند رغبة الكثير من القراء الأعزاء الذين أشكرهم على وفائهم للموقع وثقتهم الكبيرة فيه.