أكد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أن هناك صعوبة لا يمكن إنكارها في تدبير الدخول المدرسي والجامعي، إلا أن هذه الصعوبات لا يمكن للأسر أن تفهمها ما لم يتم إشراكها والتواصل معها. وأوضح بنعبد الله في مقطع مصور بثته صفحة حزبه على "فيسبوك" أن الدول التي تشيع فيها الديمقراطية وحكومة سياسية قوية فتحت النقاش منذ شهرين حول السيناريوهات المحتملة لهذا الدخول وكل ما يتعلق به من موارد بشرية وأبعاد نفسية وغيرها.
إلا أن الحكومة المغربية، حسب بنعبد الله، لم تشرك الأسر والمختصين في نقاش عمومي مفتوح، مؤكدا في نفس السياق على صعوبة تقديم الحل الناجع والسبيل الأحسن لأنه صعب، لكن خير طريقة لجعل الناس ينخرطون في القرارات هو تفسيرها، وإشراك جميع المختصين وممثلي أولياء التلاميذ والأحزاب والنقابات في الإعلام، وطرح نقاش عمومي حقيقي يجعل الناس تقتنع في الأخير، بأنه من بين الحلول السيئة يمكن اختيار أفضل ما يمكن. وشدد المتحدث على أنه ينبغي على الحكومة أن تتعامل بنضج مع المغاربة وعدم مفاجأتهم بقرارات دون تحضيرهم نفسيا وجعلهم شركاء باستخدام جميع قنوات التواصل. كما سجل بنعبد الله، في ذات الموضوع، أن هناك مشاكل كبيرة اليوم حول القطاع العمومي، خاصة مع تزايد التلاميذ القادمين من القطاع الخصوصي، ما يفرض الحاجة لتأطير التلاميذ والموارد البشرية والإمكانيات. كما أن التعليم عن بعد، يضيف بنعبد الله، يطرح إشكال الإمكانيات وصبيب الأنترنيت، وغيرها من المشاكل التي تحتاج أن تفسر للمواطن، وتحتاج للتفكير من خلال صندوق كورونا، والتفكير في الفئات المعوزة واقتناء الأدوات الالكترونية في حدود الممكن، وهذه الإمكانية لا تزال قائمة إلى الآن. ووجه الأمين العام للتقدم والاشتراكية نداء للحكومة من أجل تقوية الحضور السياسي والقدرة على التأطير والتفسير، وتجاوز بلاغات آخر ساعة لأنها تفاجئ المواطنين ولا يعرفون كيف يتعاملون معها. وأبرز المتحدث أن اللحظة تحتاج إلى تعبئة وطنية للجميع لإنجاح هذا الدخول المدرسي كي يسير إلى النهاية، فلا تزال أمامنا السنة بطولها، وإذا انتشر الوباء أكثر فسنجد أنفسنا أمام مشاكل حقيقية كما حصل بالدارالبيضاء حيث لم تنطلق الدراسة، وكذلك الشأن بعدة أحياء في عدة مدن، وهذا الأمر يستدعي إشراك المواطن، وملء التلفزيون بالحوارات والنقاشات لإيجاد أنجع حلول، كي يتسنى للمغاربة أن يفهموا ما يمكن أن يُفعل، وما لا يمكن. وتعليقا على القرارات المتخذة بمدينة الدارالبيضاء، أوضح بنعبد الله، أن عدد الإصابات بالمدينة في تزايد منذ بداية غشت، مشيرا إلى أن الوضع كان يحتاج إلى توعية الناس بشكل تدريجي بدل إلقاء قرارات مباغتة. وأكد المتحدث أن ما حدث في الدارالبيضاء يمكن أن يحدث في مدن أخرى، وهو ما يقتضي عدم اللجوء إلى بلاغات آخر لحظة، فلا بد من تحذير الرأي العام وتجهيزه، وإعلامه بأنه مع تزايد الأعداد ستغلق المدارس أو المقاهي أو سيتم سن إجراءات في وسائل النقل، وعند الاقتراب من هذا الوضع يتم إشعار المواطن وتهييئه، وهو ما يحدث في البلدان الأخرى. ودعا الأمين العام لحزب الكتاب الحكومة إلى الحضور السياسي القوي والانسجام بين مكوناتها، وحضور رئاسة الحكومة وتحمل مسؤوليتها، وأن يتم إشراك الرأي العام بكل الوسائل المتاحة، وإشراك مختلف الفاعلين، فنحن أمام أزمة حقيقية، ويمكن للأمر أن يتفاقم بما يحمله من انعكاسات اقتصادية واجتماعية. وخلص المتحدث إلى ضرورة الحفاظ على التعبئة الوطنية بإكثار التواصل مع المواطنين والكف عن الإجراءات المباغتة، فالناس تعبوا ووضعيتهم صعبة، وبالتواصل والإشراك يمكن الامتثال للقرارات كما كان الوضع في شهر مارس.