قال إن بنكيران هدده بأن قضيته لن تحل إذا لم يمتثل للأوامر اتهم عبد الكريم مطيع، رئيس ومؤسس حركة "الشبيبة الإسلامية"، عبد الإله بنكيران، بإستضعافه واستهباله وتهديده. وحسب رسالة وجهها مؤسس "الشبيبة الإسلامية" الذي يعيش في المنفى منذ منتصف السبعينات، إلى رئيس الحكومة، فإن هذا الأخير حاول التأثير عليه من خلال إحدى مكالماته، وسؤاله في مكالمته عمن يستطيع التأثير عليه. وخاطب مطيع بنكيران متهما إياه بأنه أساء إليه ولأهله. ولم توضح رسالة مطيع، التي توصل موقع "لكم. كوم" بنسخة منها عن تفاصيل تاريخ المكالمة أو موضوعها الذي سعى من خلاله بنكيران التأثير عليه. إلا أن مطيع بدا في رسالته ملما ب "دلالات" سؤال بنكيران السياسية والاجتماعية، على حد قوله. واتهم بنكيران بتهديده رجما منه بالغيب، بأن قضيتيه لن تحل ما لم يمتثل لأوامره دون أن يفصح عن طبيعة هذا الأوامر. وأضاف مطيع موجها كلامه إلى بنكيران: "فقد أسأت إليَّ، ومن حقي أن أطلب منك الاعتذار إليَّ بعد التوبة إلى ربك، سواء كان ذلك بمبادرة منك أو ممن كلفك..." واستغرب مطيع في رسالته تذكر بنكيراه له بعد أكثر من ثلاثين سنة، قبل أن يفاجئ بمواقفه الأخيرة التي قال إنها تستضعفه وتستهبله، بل وتتدخل في شؤونه العائلية، قبل أن يتهم بنكيران بأنه قام بتهديده. يذكر أن بنكيران انتسب مبكرا إلى "الشبيبة الإسلامية" منتصف سبعينات القرن الماضي، قبل أن يعتقل لبضعة أشهر ويعلن إنفصاله عنها بعد خروجه من السجن. من جهته قال عمر وجاج، عضو اللجنة السياسية لأمانة "الشبيبة الإسلامية" المغربية، إن بنكيران أرسل تهديده إلى مطيع عندما كان زار السعودية مؤخرا. ولم يكشف وجاج عن طبيعة هذا التهديد ولا الطريقة التي أرسل به، علما أن مطيع يقيم في منفاه ببريطانيا. إلا أن وجاج أوضح بأن بنكيران أوعز إلى مطيع بأن "حل قضية منفيي الشبيبة الإسلامية في يده، وما لم يكف الشيخ عن نقد حزبه فلن تحل هذه القضية مطلقا"، وأضاف وجاج في رسالة مرفقة مع رسالة مطيع بأن "هذا التهديد كان بواسطة بعض القياديين الإسلاميين في الرياض الذين لجأ إليهم (بنكيران) لإنجاح مهمته". وقال وجاج إن مطيع أجاب بنكيران بالرسالة التي ينشر موقع "لكم. كوم" نصها كاملا. وأوضح وجاج أن الوسيط الذي أبلغ التهديد لمطيع "كان في منتهى عدم اللياقة والأدب"، على حد ماجاء في رسالته. فيما يلي نص رسالة مطيع إلى بنكيران بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه الأخ الأستاذ .......وفقه الله للحق وهداه إليه وأعانه عليه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أكتب إليك هذا الخطاب لا لمصلحة لي أربّها عندك أو أنتظرها منك، أو ممن كلفك بمحاولة التأثير عليَّ كما زعمت في إحدى مكالماتك، ولكن لأشعرك بما أسأت به إليَّ وإلى أهلي، فتحاول التحلل من هذا الذنب وأنت – وأنا معك – على أبواب الآخرة، لقد سألت في مكالمة تلفونية عمن يستطيع التأثير عليَّ، وهل تستطيع زوجتي أو أحد أبنائي ذلك؟ بغض النظر عن دلالات هذا السؤال السياسية والاجتماعية وعن تهديدك رجما منك بالغيب، بأن قضيتي لن تحل ما لم أمتثل لأوامرك، وهذا مما لا نعرفه في ديننا ولا أخلاقنا فقد أسأت إليَّ، ومن حقي أن أطلب منك الاعتذار إليَّ بعد التوبة إلى ربك، سواء كان ذلك بمبادرة منك أو ممن كلفك، ورب العزة يقول:{ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا} النساء 105. لقد أخذني العجب لتذكركم إياي بعد أكثر من ثلاثين سنة ولكني غلبت حسن الظن وروح الأخوة والوفاء التي تميز أصحاب العقيدة، ففوجئت بمواقفكم الأخيرة التي تستضعفني بل وتستهبلني، بل وتتدخل في شؤوني العائلية...ثم تهددني، والحال أن مبادرة الاتصال بي كانت منكم، ثم تحولت إلى ما عملتَ وعلمتُ... ثق يا أخي أنه لن ينفعك ولن ينفعني بين يدي الله إلا الصدق مع الله والصدق مع الناس، وأن شطارة الدنيا والدفاع عن أهلها والتحامل على المهاجرين في سبيل الله تنقلب على أهلها يوم القيامة. بلغ تحياتي إلى الإخوة توتنجي وإخوانه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته