أفاد مجلس التجارة العالمي التابع للأمم المتحدة "أونتكاد" أن قطاع السياحة في المغرب لازال يعاني من حالة جمود بسبب الإغلاق الكبير وقيود السفر وتخفيض الدخل المتاح للمستهلكين وانخفاض مستويات الثقة إثر تفشي جائحة "كوفيد 19". جاء ذلك في تقرير صدر تحت عنوان "كوفيد 19 والسياحة"، متوقعا أن الخسارة الناتجة عن جمود قطاع السياحة في المغرب قد تتجاوز 6 ملايير دولار (أي ما يعادل 58.9 مليار درهم) أو 5 في المائة من الناتج الداخلي الخام، هذا كأفضل سيناريو محتمل.
بينما في السيناريو الأكثر تشاؤما، يتوقع التقرير أن ترتفع خسائر قطاع السياحة في المغرب إلى 11.37 مليار دولار، أي حوالي 110.29 مليار درهم، وهو ما يعادل 10 % من الناتج الداخلي الخام. وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من عودة نشاط قطاع السياحة ببطء ، ستظل حالة الجمود سارية، إذ أن الخسائر التي يسببها فيروس كورونا في السياحة قد يكون لها تاثير سلبي أيضا على القطاعات الاقتصادية الأخرى التي توفر السلع والخدمات والتي يبحث عنها المسافرون أثناء إجازاتهم مثل الطعام والمشروبات والترفيه. وفقا لبيانات التقرير فإن عائدات قطاع السياحة في المغرب تراجعت بنسبة 55 بالمائة في مجال الترفيه وهو نفس معدل الخسائر الذي تكبدته الفنادق والمطاعم، فيما تراجع مجال التجارة ب2 في المائة، كما هو الشأن بالنسبة للخدمات المالية والتأمين، وتراجع أيضا قطاع الطيران بنسبة 2 في المائة وأيضا مجال الاتصال، على عكس ذلك لم يتكبد قطاع الكهرباء والماء أية خسائر تذكر. وحث التقرير: "يجب على الحكومات مساعدة المؤسسات السياحية التي تواجه خطر الإفلاس مثل الفنادق وشركات الطيران، من خلال تسهيلات مالية ومنح قروض منخفضة الفائدة". وتوقع التقرير أن يخسر قطاع السياحة العالمى ما يصل إلى 1.2 تريليون دولار أو 1.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالى العالمى، وذلك بعد أن توقف القطاع لمدة أربعة أشهر تقريبا جراء انتشار فيروس كورونا. وحذر المجلس الأممي من أن الخسارة قد ترتفع إلى 2.2 تريليون دولار أو 2.8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي إذا استمر انقطاع السياحة الدولية لمدة ثمانية أشهر وذلك تماشيا مع الانخفاض المتوقع في السياحة. ونوه التقرير إلى أن قطاع السياحة في العديد من الدول الغنية أيضا سيشعر بالضيق، لافتا إلى أنه ووفقا لتوقعات "أونكتاد" فإن الوجهات الشعبية الأوروبية وأمريكا الشمالية قد تخسر مليارات الدولارات بسبب الانخفاض الكبير في السياحة الدولية.