دعا حزب “التقدم والاشتراكية” بالعمل السريع على تحضير عموم المواطنات والمواطنين وكافة الإدارات والمرافق والمؤسسات العمومية، وجميع أماكن العمل والنشاط الاقتصادي، لمرحلة الخروج التدريجي من الحجر الصحي، على أساس التوجيه والتعريف والتحسيس بالإجراءات والقواعد التي سيتم الاحتفاظ بها، مع مشاركةٍ واسعة لوسائل الإعلام في ذلك، بغاية تفادي أي احتمالات سيئة من شأنها أن تعصف بالمكتسبات الجماعية لبلادنا في مواجهة الجائحة. وقال الحزب في بلاغ صادر عنه، عقب الاجتماع الذي عقده مكتبه السياسي، أمس الخميس، إن نجاح السلطات العمومية في تدبير مرحلة الجائحة خاصة من الناحية الصحية والاحترازية بشكل استباقي، يتعين أن يضاهيه نفس النجاح في تدبير الخروج من الحجر الصحي.
وسجل الحزب ارتياحه بخصوص المنحى الإيجابي لمؤشرات تطور الحالة الوبائية ببلادنا، بما يتيح إمكانية خروجنا التدريجي من الوضع الصحي العام الحالي وتجاوز المرحلة الأصعب منه، بشرط مواصلة التحلي بأقصى درجات الحيطة والحذر والاستمرار في التقيد بقواعد الاحتراز والوقاية والتباعد الشخصي. وأكد الحزب على ضرورة إجراء نقاش عمومي بخصوص السياسات التي يتعين على بلادنا اعتمادُها لتدبير المرحلة الصعبة لما بعد كورونا، ومواجهة انعكاساتها السلبية على كافة المستويات، وذلك في تفاعلٍ مع البرلمان والأحزاب السياسية الجادة والفعاليات الاقتصادية والفرقاء الاجتماعيين وكل الأوساط التي يمكن أن تُسهم في ذلك. وأشار أنه سيتقدم بوثيقة خاصة تتضمن مقترحاته التفصيلية بشأن تصوره للتعاقد السياسي الجديد لتدبير مرحلة ما بعد كورونا، والذي يمزج بشكل متكامل بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والإيكولوجية والثقافية والسياسية والمؤسساتية. وشدد الحزب على أن أي خُططٍ لإنعاش المجالين الاقتصادي والاجتماعي لا يستقيمُ نجاحها سوى في إطار احترام الدستور والتقيد بثابت الاختيار الديموقراطي، والسير قُدُماً في اتجاه تعزيز المسار الديموقراطي، والبناء المؤسساتي، وهو ما يستدعي بالضرورة الابتعاد عن كل الشعارات المجانبة للصواب والمُنادية بمقاربات حكومية غير سياسية من شأن الأخذ بها أن يُشكل نُكوصًا واضحا عن مكتسبات وطننا في مجال ممارسته الديموقراطية الصاعدة. واعتبر الحزب أنه من الحيوي الحفاظ على الحياة العادية للجماعات الترابية، مع ما يستدعيه ذلك من ضرورة إبراز أدوار هذه الهيئات الدستورية الأساسية وتثمين مجهودات المنتخبات والمنتخبين، وذلك بالنظر إلى ما يكتسيه ذلك من أهمية بالغة ليس فقط على صعيد تثمين الديموقراطية الترابية واللامركزية والجهوية المتقدمة، ولكن أيضا وأساسا على صعيد الإنعاش التنموي والاقتصادي والاجتماعي محليا، لا سيما من خلال استئناف إنجاز المشاريع والبرامج والأشغال التي تُشرف عليها وتنفذها في تعاقدٍ مع مقاولاتٍ تساهم في النشاط الاقتصادي وتوفر عددا كبيرا من مناصب الشغل. ودعا الحزب الحكومة إلى اتخاذ كافة التدابير، منذ الآن، من أجل تحضير الدخول المدرسي والجامعي المقبل، بالارتكاز على أدوار المدرسة والجامعة العموميتين، والحرص على حفظ حق المتمدرسات والمتمدرسين في تعليم جيد في إطار تكافؤ الفرص، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة استدراك الثغرات التعليمية التي خلفتها فترة الحجر الصحي وإيقاف الدروس الحضورية. وثمن الحزب الشروع في عملية إعادة المغاربة العالقين في عدد من البلدان إلى الوطن. وأعرب الحزب عن تضامنه مع التعبيرات السلمية بالولايات المتحدةالأمريكية احتجاجا ضد العنصرية ومُعاداة المهاجرين، والتي جاءت كرد فعل على إثر مقتل الأمريكي من أصول إفريقية “جورج فلويد” على يد عناصر من الشرطة.