يعتبر سعيد شيبا واحدا من أبرز اللاعبين المغاربة الذين عبروا صفوف المنتخب المغربي، والذين تركوا بصمتهم في عرين “أسود الأطلس”، ومختلف الأندية التي لعب لها. خاض شيبا تجارب في أوروبا والخليج، وكان ضمن جيل اللاعبين الذين قررا دخول غمار تدريب الأندية في البطولة الوطنية، بعدما مسيرة قصيرة ضمن الطاقم التقني للمنتخب المغربي على عهد زكي بادو.
البداية من الفتح تعلق سعيد شيبا بكرة القدم منذ حداثة سنه، لعبها مابين أحياء الرباطوسلا،ومع تفوقه على باقي أقرانه نصحه الكثير من لعبوا معه آواخر ثماننات القرن الماضي، بالتوقيع مع إحدى الأندية لصقل مواهبة. إختار اللاعب الفتح ، فإلتحق بالفريق الرباطي الذي قضى رفقته ست سنوات، كلها تميز وعطاء، رغم الصعوبات التي واجهها في البداية، لفرض نفسه كلاعب شاب في صفوف فريق لم يكن يفسح المجال كثيرا للاعبين صغار السن، مثلما كان معمولا به في معظم أندية البطولة، لكن مثابرة سعيد وحرصه على إحتراف الكرة جعله يخطف الأنظار ،ويصبح واحدا من أكثر النجوم التي تتهافت عليها الأندية المغربية، غير أن اللاعب الذي برز في مركز وسط الميدان، ترك كل العروض المحلية خلف ظهره، وأراد دخول تجربة خارج المغرب. من الهلال إلى كومبوستيلا حزم سعيد حقائبه وتوجه للسعودية سنة 1994 لينضم للهلال، الذي لعب معه لموسمين ، قدم فيهما أداءا رائعا، قبل أن يحقق حلمه الكبير بالإحتراف في الليغا الإسبانية، من بوابة كومبوسطيلا، هناك حيث سيجد عمالقة الكرة العالمية في واحدة من أكثر الدوريات الكروية إثارة. لم يجد شيا الكثير من الصعوبات للإنخراط في صفوف فريقه الجديد، فبمجرد أن وقع اللاعب المغربي عقد إنضمامه ، حتى باشر تعلم اللغة الإسبانية التي أتقنها فيما بعد، ماجعل الصحفيين الإسبان يحتارون في كل مناسبة يتحدثون معه فيها، كيف لهذا اللاعب القادم من المغرب إتقان لغة بلدهم أفضل حتى من بعض أبناء إسبانيا. مكث شيبا بالليغا لغاية 1999، وإكستب آنذاك شهرة واسعة، في الوقت الذي بدأ الجمهور المغربي يتعلق كثيرا، بالكرة الإسبانية بمتابعة العملاقين ريال مدريد وبرشلونة، لذلك كانت الفرصة سانحة في كل مناسبة لمتابعة مايقدمه شيبا المغربي، الذي إجتهد كثيرا ليعانق الإحتراف الأوروبي بعدما إنطلق من البطولة الوطنية. تجارب مختلفة بعد نجاحه في إسبانيا، توصل شعيد شيبا بعروض من فرنسا بعد حضوره الجيد مع المنتخب المغربي في مونديال 1998 ببلاد الديكة، لينتقل بعدها لنانسي ، الفريق الذي كان دوما بمثابة حاضنة لللاعبين المغاربة. مكث شيبا مع نانسي موسمين، قدما فيها أداءا رائعا،قبل أن تتم إعارته صفوف مودرويل الإسكتلندي، الذي كان مسؤولوه يذكرون بشكل جيد حضوره الجيد في مباراة المغرب وإسكتلندا خلال نهائيات كأس العالم في ثالث مباراة عن الدور الأول ،لذلك حرصوا على ضمه للإستفادة من خبرته. لم يستمر مقام شيبا طويلا ببلاد الإسكتلنديين، ليقرر بعدها التوجه إلى اليونان في مغامرة جديدة،مفضلا اللعب مع أريس سالونيك الذي لعب له أيضا لموسم واحد، تاركا بصمته، بأداء متوزان في خط الوسط، لكن سرعان ماقرر اللاعب ترك الفريق نهاية 2002، بعدما لم ينضبط كثيرا مع نمط الحياة في بلاد الإفريق ، ليقرر إبن حي السلام بمدينة سلا، البحث عن آفاق أرحب في تجربة جديدة بعدما ألف سعيد تغيير الأندية. محطة الخليج في 32 من عمره، وبعدما خاض سعيد شيبا تجارب مختلفة في القارة الأوروبية، قرر اللعب في الخليج العربي، لينتقل للبطولة القطرية، حيث إرتدى قميص نادي قطر مابين 2002 و2004. بعد قطر إنتقل سعيد صوب الإمارات ، ليجاور صفوف فريق الخليج الذي لعب معه موسما واحدا،قبل أن يعود للفتح الرباطي سنة 2005 محاولا إنهاء مشواره بالبطولة داخل الفريق الذي نشأ وتربى داخله، لكن المقام لم يدم كثيرا بسعيد طويلا مع فارس العاصمة،الذي قضى معه موسما واحدا ليعود للإمارات من جديد، لكم هذه المرة من بوابة فريق الشارقة الذي قضى داخله أيضا موسما واحدا، قبل الإعتزال وتوديع ملاعب الكرة بصفة لاعب. ولوج ميدان التدريب تعلق سعيد شيبا بكر القدم، جعله يجتاز إمتحانات التدريب، لنيل الشواهد التي تخول له الجلوس في الدكة، وإختيار مهنة جديدة، بالموزاة مع ذلك ظل الرجل حريصا على الحضور في إستديوهات التلفزيون بالمغرب وخارجه،حيث ظل يستهويه التحليل الرياضي، شأنه في ذلك شأن زميله دربه يوسف شيبو. بق لسعيد شيبا وأن ظهر ضمن الطاقم التقني للمنتخب المغربي، برفقة زكي بادو ومصطفى حجي، لكنه سرعان ماترك السفينة بهدوء، دون أن يثير أي ضجيج من حوله بعد قدوم الفرنسي هيرفي رونار، وبعد تكلف بتدريب شباب الريف الحسيمي، قبل أن يشرف هذا الموسم على نهضة الزمامرة في تجربة يسعى إبن سعيد ترك بصمته واضحة فيها.