ترك يوسف شيبو بصماته واضحة في تاريخ الكرة المغربية، شغل مركز متوسط الميدان ونال إستحسان الجماهير فترة تألقه رفقة “أسود الأطلس”. إنطلق شيبو من البطولة بعدما تألق بألوان النادي القنيطري، ليتذوق حلاوة الإحتراف الأوروبي بلعبه في البرتغالوإنجلترا، قبل أن يسدل الستار على مسيرته الكروية في قطر، ليتحول بعدها لمجال التحليل الرياضي التلفزيوني.
صقل الموهبة بالقنيطرة إزداد يوسف شيبو في مدينة أبي الجعد في 10 ماي 1973، لكنه نشأ وكبر في القنيطرة، التي داعب فيها الكرة ، وهو صغير السن إلى أن إكتشف أجواء اللعب داخل النادي القنيطري، الذي لعب مع مختلف فئاته لغاية الوصول للفريق الأول سنة 1991. شاب يافع بشعره الطويل ، خطف يوسف الأنظار في مدينة القنيطرة وتألق داخل ملعبها البلدي ، ليذيع صيته بين الكثير من الأندية في البطولة المغربية، التي حاولت إستقطابه ، لكن مسؤولي الفريق القنيطري آنذاك كان له رأي آخر بالإحتفاظ بأبناء الفريق. إستمرت حكاية تألق يوسف في وسط ميدان” الكاك”، لغاية 1995 ليقرر خوض تجربة إحترافية أولى في مسيرته الكروية، ليختار الإلتحاق بالسعودية رفقة الهلال، وبعدها جاور العربي القطري، حيث أثبت اللاعب المغربي علو كعبه ، وقدرته على اللعب في المستوى العالي، ماجعل أندية أوروبية كبيرة تخطب وده وتسعى للتعاقد معه،بعدما توهج أيضا في صفوف المنتخب المغربي، الذي ساعده على التواجد ضمن كبار القارة العجوز. تجربة بورطو البرتغالي إنتقل يوسف شيبو للبطولة البرتغالية، للعب رفقة بورطو في وقت كانت فيه الأندية البرتغالية تستقطب أفضل نجوم المنتخب المغربي ، ومنذ وصوله للبرتغال إنصهر إبن القنيطرة في أجواء فريقه الجديد، الذي نال معه لقب الكأس ، ولقب البطولة في مناسبتين، ناهيك عن تتويجه أيضا بلقب السوبر البرتغالي. نجاح تجربة بورطو البرتغالي، جعل أسهم يوسف شيبو ترتفع كثيرا في البرتغال،في فترة كان فريقه ينافس قيها بشكل قوي عملاقي لشبونة ، سبورتينغ وبنفيكا، ماجعل إسم اللاعب المغربي دائم الحضور في الإعلام الرياضي البرتغالي، الذي لقبه ب “المحراث الذهبي”، كونه كان يركض في الملاعب بشكل سريع، ويدافع عن قميص فريقه بكل قوة وإستماثة. كوفونتري لمجاورة حجي بعد نجاحه في البطولة البرتغالية، أصبحت الأندية الإنجليزية تهتم بيوسف شيبو، ورغم العروض المختلفة التي تحصل عليها اللاعب المغربي، إلا أنه فضل الإنتقال إلى صفوف كوفنتري، لتواجد مواطنه مصطفى حجي الذي كون معه ثنائيا خطفا الأنظار في بلاد الإنجليز. ورغم أن الألقاب لم تتح الفرصة لشيبو ، كي ينالها مع فريقه الإنجليزي، بالنظر لقوة الأندية الإنجليزية التي كانت تسيطر على الألقاب، إلا أن اللاعب المغربي زادت خبرته التي وظفها مع المنتخب المغربي ، ليكون من المغاربة الأوائل الذين فسحوا المجال أمام الأندية الإنجليزية لجلب اللاعبين المغاربة لصفوفها، بعدما ترك صورة جيدة هناك، لما عرف على يوسف من أخلاق عالية وإنضباط كبير داخل الملعب وخارجه، ماجعله يستمر في العطاء بمجال كرة القدم لسنوات طويلة. العودة للبطولة القطرية بعد تجربة كوفنتري، قرر يوسف شيبو العودة إلى البطولة القطرية، لكن هذه المرة من بوابة السد الذي خاض معه موسما واحدا، قبل مجاورة الوكرة ، حيث لعب مع فريق الموج الأزرق لموسم واحد، قبل أن يقرر الإعتزال تاركا المجال، للاعبين الشباب لأخد مكانتهم، وبالأخص مع المنتخب المغربي، الذي خاض معه نهائيات كأس إفريقيا 2006 بمصر، قبل أن يقرر الإختفاء ، وهو الذي كان من أبرز نجوم “أسود الأطلس”، الذين أثبتوا علو كعبهم خلال نهائيات كأس العالم بفرنسا 1998، حيث شكل إلى جانب الطاهر لخلج ثنائيا منسجما في خط الوسط ، في الوقت الذي مزج يوسف بين الأداء القتالي قدرته على إبعاد الخطر بكل هدوء ، ماجعل محبوب الجماهير لقدرته على صد هجمات الخصوم، مقابل قيادته لحملات مرتدة ماميزت طريقة لعبه، وهو الذي ترك الكرة وراودته فكرة إنشاء أكاديمية لكرة القدم من الطراز العالمي بمدينة القنيطرة، غير أن حلمه ظل معلقا بعدما وجد الكثير من العراقيل من سلطات القنيطرة. التحليل الرياضي في التلفزيون بعدما إعتزل يوسف شيبو لعب كرة القدم، تفرغ لمجال التحليل الرياضي التلفزيوني ،مستفيدا من الخبرة التي راكمها ليشغل داخل قناة “الرياضية” المغربية، قبل أن يطير لأبو ظبي الرياضية، ليواصل فيها تحليل مجربات الدوري الإنجليزي الممتاز، بحكم لعبه السابق في إنجلترا، لكن شهرة يوسف في بلاطوهات التلفزيون زادت، مع إنضمامه لشبكة قنوات “بي إن سبورتس” من خلال تكليفة بتحليل الدوري الإسباني الذي يشهد متابعة كبيرة من المغاربة، إلى جانب ثلة من أفضل المحللين الرياضيين العرب، يتقدمهم التونسي طارق دياب ومعه المصري محمد أبو تريكة، بالإضافة إلى التونسي نبيل معلول وحاتم الطرابلسي وآخرون.