هو واحد من أفضل المدافعين الذين مروا في تاريخ الرجاء البيضاوي والمنتخب المغربي،نجح في شق مسار إحترافي رائع بأوروبا، بعدما كسب إحترام الكثير من المغاربة ، وليس عشاق النسور فقط خلال فترة لعبه بالبطولة. لاعب مثقف، جمع بين الكرة والتحصيل العلمي، أدمن قراءة الكتب والجرائد وصنع لنفسه مجدا خاصا في مختلف الأندية التي لعب رفقتها، إنطلاقا من الرجاء، لغاية باريس سات جيرمان وتشارلطون ثم باقي أندية قطر التي جاورها وهو يشارف على الإعتزال. نشأة في بيت النسور نشأ طلال القرقوري الذي إزداد في 8 يوليوز 1976، وسط أسرة عاشقة لكرة القدم، لم تترك الإبن الذي تعلق بكرة القدم منذ صغره يفرط في التحصيل العلمي ، فكان من أهم الشروط التي فرضت عليه ، الحرص على الدراسة مع إتباع عشق المستديرة. إستفاد طلال من برنامج رياضة ودراسة، قبل أن يدخل عش النسور، ويفرض نفسه مع كتبية الرجاء في 18 من عمره ، بالموازة مع ذلك تحصل على شهادة البكالوريا مع جيل من اللاعبين شكل منهم الإستثناء حيث كان معظمهم مهتما فقط بإحتراف كرة القدم، قبل أن يضيف الشاب عامين من الدراسة في إحدى المعاهد العليا، ليركز بعدها على كرة القدم بعدما شق مسارا ناجحا مع الفريق الأخضر، الذي إنضم إليه سنة 1995 دون أن يتمكن من القبض على الرسمية داخله، وكحال الكثير من اللاعبين صغار السن، إستفاد طلال من إعارة لإتحاد طنجة لموسم واحد إشتد فيها عوده، قبل أن يعود لبيته الأصلي مطورا من إمكانياته البدنية والتقنية، تحت إشراف البوسني وحيد خاليلوزيتش الذي كان دوما مبهرا بإمكانيات اللاعب. شخصية قوية إشتهر طلال كونه اللاعب المثقف، صاحب الشخصية القوية ، وحتى في الحورات التي كان يدلي بها اللاعب للصحافة، كان الجميع يلمس طابع الجدية في حديث المدافع الذي ظل شامخا في خط دفاع الفريق الأخضر. ظل القرقوري مدمنا على القراءة في وقت الفراغ، جعله يتميز عن باقي لاعبي الرجاء التي عاش معه أزهى الفترات، بنيل لقبي عصبة أبطال إفريقيا سنتي 1997 و1999، وبطولة المغرب لسنوات 1998،1999 و2000، ناهيك عن ظفره بالكأس “الأفروآسيوية” سنة 1998، كلها إنجازات حققها طلال قبل مشاركته في نهائيات كأس العالم للأندية بالبرازيل سنة 2000 ، حيث ترك مع النضور الخضر بصمة واضحة،أذهلوا من خلال شعب ” الصامبا” بأداء أذهلوا به جميع المنافسين، بمن فيهم العملاق الإسباني ريال مدريد. في حديقة الأمراء بعد مسار أكثر من رائع مع الرجاء البيضاوي، توصل طلال بعروض إحترافية في أوروبا والخليج العربي، ليختار الإنضمام لباريس سان جيرمان الفرنسي،الذي واجه في البداية بعض الصعوبات للإنصهار داخله في عالم جديد على إبن الدار البييضاء،مع ممثل العاصمة الفرنسية باريس. إستفاد طلال من إعارة قادته للعب في البطولة اليونانية، إلى جانب أريس سالونيك، وعاد من جديد للعب مع الباريسيين ، لكن سرعان ماتمت إعارته من جديد للعب في البطولة الإنجليزية داخل صفوف سندرلاند ، قبل عودة موفقة مع باريس سان جيرمان ،حيث أشرف على تدريبه مدربه السابق في الرجاء البوسني خاليلوزيتش، بعدما عانى في مرحلة سابقة مع الفرنسي لويس فيرنانديز الذي كان يفضل عليه اللاعبين هاينزي وبوكيتينو ، قبل أن ينتقم طلال لنفسه بتألق جديد مع ” بي إس جي”،ضمن له مكانا رسميا في تشكيلة أسود الأطلس. تجربة تشارلطون بعد تجربة تأرجح فيها مردوده بين مد وجزر، رفقة باريس سان جيرمان قرر طلال القرقوري، الإلتحاق بموجب عقد حر صوب تشارلطون الإنجليزي،الذي خاض معه موسما أولا من المستوى العالي ،مسجلا خمسة أهداف رغم أنه لاعب مدافع،لكنه عانى في ثاني موسم له مع فريقه الإنجليزي من شبح الإصابة التي أقلقه كثيرا ماجعله يطلب بإعارة صوب الغرافة القطري من أجل إستعادة جاهزيته أكثر ، وضبط إيقاعه ليقرر بعد ذلك الإستمرار في اللعب في البطولة القطرية ، حيث إختار الإستمرار مع نادي قطر لثلاثة مواسم ، قبل الإنتقال فيما بعد صوب أم صلال ،ليقرر بعد ذلك اللاعب إعتزال كرة القدم ، تاركا من خلفه سنوات من العطاء كسب من خلالها إحترام الجماهير المغربية، التي كانت دوما معجبة بطريقة لعبه وبأهدافه التي إعتمد فيها غالبا على التسديد من بعيد. في عرين الأسود إلتحق طلال بعرين أسود الأطلس في ريعان شبابه،تحت إشراف البولوني هنريك كاسبيرزاك، وغاب بعدها عن صفوف المنتخب المغربي، لغاية حضور زكي بادو الذي إعتمد عليه إلى جانب نورالدين نيبت وعبد السلام وادو، ليشكل طلال مع زميليه الثالوث القوي لدفاع المغرب. حضر طلال ضمن الجيل الذي بلغ نهائي كأس إفريقيا للأمم 2004 بتونس، وظل مرتبطا بصفوف المنتخب المغربي حيث شارك مع الراحل هنري ميشيل في كأس إفريقيا بغانا سنة 2008، وبعد بسنة قرر ترك الجمل بما حمل ،ومغادرة المنتخب المغربي بعد 53 مباراة دولية، سجل منها خمسة أهداف، ليركز بعد ذلك على مجال التدريب لذي يستهويه أكثر ، بعدما نال فيه شواهد عليا معترف بها على الصعيد العالمي.