هو واحد من لاعبي الجيل الذهبي، الذين طبعوا تاريخ كرة القدم المغربية بحضور قوي رفقة أسود الأطلس، ومع الكوكب المراكشي الفريق الذي تربى بين أحضانه، قبل أن يحلق عاليا، في مساء التألق بأوروبا. خاض الطاهر، المحراث الذهبي، أول تجربة في البطولة البرتغالية رفقة فريق ليريا، قبل أن يلتحق بالعملاق بنفيكا، ومنه إنتقل إلى اللعب في إنجلترا مع ساوثهامبون ثم شارلتون رافضا اللعب في الخليح العربي، ليقرر بعدها الإعتزال بعد مسيرة أكثر من ناجحة في عالم كرة القدم. من حي القصبة للكوكب كسائر أقرانه في مدينة مراكش، تعلق الطاهر لخلج بكرة القدم منذ صغره سنه،لكنه تميز على الكثيرين بطول قامته وقوته البدنية، التي جعلته يتفوق في الدوريات الرمضانية التي كان يخوضها في حي القصبة بالمدينة الحمراء، قبل أن تكبر طموحات اللاعب ويطلب من والده تمكينه من اللعب مع الكوكب المراكشي فريق المدينة الأول. إنخرط الطاهر في تداريب الكوكب، لكنه سرعان ما حرق المراحل، ليصعد في بعد سنوات قليلة للفريق الأول، تحت إشراف المدرب البرازيلي ليجد الشاب نفسه إلى جانب لاعبين كان يقام لهم ويقعد، ولهم إسم كبير في البطولة الوطنية كجنينة، شليحة ، قيدي وبياض. ومنذ أن أحكم الطاهر بزمام الأمور داخل الكوكب، ظل دائم الحضور كأساسي ،في الفترة مابين 1987 لغاية 1994، حيث تحسن مستواه التقني والتكتيكي، عاما بعد آخر، في الوقت الذي صنع لنفسه إسما خاصا بالبطولة، رافضا أن يغادر الكوكب بعد العروض التي كانت تطرق بابه كل سنة من قبل الجيش الملكي، والرجاء الوداد، في الوقت الذي كان الطاهر يركز على هدف واحد، هو الإحتراف بأوروبا ولاشيء غيره حيث ظل اللاعب يرفض فكرة اللعب في الخليج العربي. الإحتراف من بوابة ليريا البرتغالي ظل الطاهر لخلج صامدا في وجه العروض التي طرقت بابه، إلى أن حقق حلمه سنة 1994، بإلتحاقه بصفوف ليريا البرتغالي الذي شق مسار النجاح معه، في خط الوسط ،ليثير إعجاب النقاد الرياضيين. ظل الطاهر في أول تجربة له بالبرتغال، يشتغل في صمت من أجل رفع تحدي النجاح في أوروبا، وبعد موسمين خطف فيهما الأنظار، جاء مسؤولو العملاق بنفيكا يسألون عنه، ويظهرون رغبتهم في التعاقد معه ، ليلتحق بهم ويجاور لاعبين كبار ، كنجم برشلونة السابق ديكو ، نونو غوميز وجواو بنيتو، ويتدرب تحت إشراف أسماء كبيرة كالألماني يوب هينكس والبرتغالي مانويل خوصي، وفي آخر موسم له رفقة نسور العاصمة البرتغالية ، تم منحه شرف قيادة الفريق بعد سنوات من التألق رفقته ظلت الصحافة البرتغالية تثني عليها، وعلى الدور الذي لعبه رفقة الفريق، لتحقيق الإشعاع المحلي والقاري. إنجلترا تنادي بعد تألق دام 6 سنوات في البطولة البرتغالية، إلتحق الطاهر لخلج بالبطولة الإنجليزية، بعدما أعجب ساوثهابتون بإمكانياته، فعرضوا عليه الإنتقال لصفوفهم صيف 2000، ليخوض معهم 3 سنوات ناجحة، راكم فيها من التجربة مايكفي حتى كان دائم الحضور مع المنتخب المغربي الأول. إشتهر الطاهر في بلاد الإنجليز، رفقة فريق ” القديسيين”، بحرصه الشديد على التداريب، حيث كان أول من يصل لمقرها وآخر من يغادر، ناهيك عن إصراره الكبير على التدرب حتى في أوقات الفراغ، وهو ماجعله قادرا على حرث الملاعب بطولها وعرضها، حيث يعتبر من اللاعبين الذين لايغشون بإعتراف كل المدربين الذين تدرب تحت إمرتهم، وأبرزهم الراحل الفرنسي هينري ميشيل ،الذي كان الطاهر من أعز اللاعبين لديه، ويفضله على الكثير من عناصره لإنضباطه الكبير داخل الملعب وخارجه. المحراث الذهبي لقب الطاهر بالمحراث الذهبي، لأنه لعب دورا كبيرا في خط وسط المنتخب المغربي وكان بمثابة السد العالي، الذي يمنع هجومات الخصوم، وكان مونديال 1998 بفرنسا من أفضل المنافسات البارزة التي خاضها وتألق فيها، حيث إنضم ل” أسود الأطلس” وهو يحمل صوب بنفيكا البرتغالي، لينضم لكوكبة من المواهب التي شكلت جيلا ذهبيا للكرة المغربية في نهاية التسعينات ، ويبرز بتمريراته المضبوطة، والتي جعلت منه لاعبا يكسب إحترام الجماهير المغربية ، التي طالما تغنت بإبن مدينة البهحة الذي يعتبر مثالا لأبناء البطولة المغربية، الذين تعذبوا كثيرا في المغرب قبل بلوغ المراد في أوروبا، ليمتعوا بعدها رفقة المنتخب المغربي الذي كان لوقت قريب يفتح بابه كثيرا للممارسين بأرض الوطن. أكاديمية لتفريح المواهب بعد تركه كرة القدم كلاعب رافضا الإحتراف في الخليج العربي، رغم العروض التي توفر عليها، وبعد آخر موسم له في البطولة الإنجليزية رفقة تشارلتون، إعتزل الطاهر الذي يعتبر نخلة باسقة في سماء كرة القدم المغربية، ليقرر بعدها إنشاء أكاديمية لتفريح المواهب في مدينة مراكش، التي ظل الطاهر متعلقا بها، محاولا إلتقاط مواهب المدينة من الضياع، وفسح المجال أمامهم للتكوين الأكاديمي . ورغم عدم تلفي أكاديمية لخلح لأي دعم مالي من جامعة الكرة، إلا أنه كان حريصا على أن تكون متنفسا في وجه أبناء مراكش لصقل مواهبهم، ومساعدة المتألقين منهم على شق مسار ناجح في عالم كرة القدم.