في قلب عاصمة الفوسفاط المنتسبة إلى جهة الشاوية ورديغة، تقع مدينة خريبكة...وخلف المركز التجاري الوحيد بالمدينة، سوق شعبي يطلق عليه اسم "طورينو"، أضحى ملاذ ساكنة المنطقة وزوارها بحثا عن أجهزة وملابس مستعملة بأثمنة تنافسية. موقع "لكم.كوم" زار "طورينو" ليست المدينة الايطالية، لكن موقعا في بلدة الفوسفاط مدينة خريبكة ، ونقل إلى قرائها عن سوق شعبي يعج بالباعة والرواد والزبناء، الروبورطاج التالي: "طورينو" مصدر التسمية؟ عدد من التقاهم موقع "لكم.كوم" في زيارته لهاته البلدة، قالت إن نشأة هذا السوق يعود إلى نحو عشرين وسنة وأكثر، فتسميته بسوق "طورينو" يعزى إلى كون أهالي خريبكة وما جاورها يشكلون يد عاملة مهاجرة كبيرة في مدينة "طورينو" الايطالية، حيث كان مهاجرو المنطقة يجلبون معهم "خردة"أوروبا لبيعها في هذا السوق الشعبي، وذلك يومي الأربعاء والسبت من كل أسبوع، أجهزة إلكترونية، ملابس، حقائب... غير أن هذا السوق الشعبي اليوم يشتغل على مدار الأسبوع، فيه تباع المتلاشيات من الملابس وغيرها، حتى أضحى محجا للساكنة والزوار بحثا عن "الهمزة" كما يقولون. كما ارتبط هذا الاسم، والعهدة على أهالي أولاد عبدون، يرتبط بكون مدينة "طورينو" الايطالية يقطنها أكثر من 30 ألف من أهل الشاوية وضواحي المنطقة، المعروفة بهجرة ساكنتها نحو دولة إيطاليا. سلع وخردة أوروبا بأسعار تنافسية خذ السلعة راهْ باقي جديدةْ» "يالله ألعيالات حوايج الدراري والبنات..ثمن مناسب"... بهاته العبارات ينادي عبد المولى (بائع) من أجل استقطاب الزبناء وبيع معروضاته من المتلاشيات، فئة الرضع بأثمان تتراوح ما بين 5 دراهم و13 درهما، وفئة الفتيات والنساء ما بين 8 دراهم إلى 20 درهما. لا يكل بائع الملابس البالية عبد المولى إلى جانب بائعين أخرين في ترديد عبارات أخرى من قبيل "يالله ألعيالات والرجال الدخول المدرسي جاي..كسيو وليداتكوم فابور..ثمن مناسب لا غلى على مسكين يالله ها الهمزة" ، خاصة ما بين الساعة الرابعة عصرا إلى غاية وقت متأخر من بعد مغرب نفس اليوم، حيث الحركة والاقبال تزامنا مع العطلة السنوية وانخفاض درجة الحرارة وقيضها. جل زوار ومرتادي سوق "طورينو" في خريبكة من السنوة والشابات والأزواج، يبدو من خلال ملامحهم وملابسهم وحتى مركباتهم أنهم ليسوا فقراء ومعوزين فقط باحثين عن "الهمزة والصولد"، بل موظفات وميسورين، يأتون من وادي زم وبني ملال وبن أحمد وسطات وبرشيد والدارالبيضاء خصيصا علهم يطفرون بهمزة داخل هذا السوق ذي الاسم الايطالي. موقع "لكم.كوم" سأل السيدة سناء عن سر ارتيادها لهذا السوق الشعبي؟؟، كان جوابها بسيطا بلغيا في الآن نفسه" أخويا كاين الرخص ولي بغيتي تلاقاه، ماركات ديال "زارا" وبحالها كايتباعو في الدارالبيضاء بثمن ديال 460 درهم لفوق كايكونو هنا مرة مرة بثمن ديال الدراوش بعشرين درهم، كانصبنوهوم ونصلح، شكون لي غادي يكول ليك لبستي الجديد ولا القديم، راني كانعزل بياسة ماشي قديمة بزاف باش تكون باينة بحال إلى راني لابساها من قبل تروي إحدى مرتادات هذا السوق على متن سيارة رباعية الدفع، وهي تودع البائع مستوصية ّإياه "إيلا كان وشي بياسات جداد ما تنساني أخويا". أما السيدة فاطمة، فهي مداومة، حسب تعبيرها، على ارتياد سوق "طورينو" بحثا عن "الهمزة والرخا" تروي لموقع "لكم.كوم" "خاص يكون عندك الصبر، تقلب وتعاود تقلب وتنبش وتهبس وتجي ديما وتسول باش تلاقا شي همازي فهذ السوق بأثمنة خفيفة وظريفة مقارنة معا لي فالسوق العادي، راه الوقت تبدلات وصعابت ومصاريف الدنيا غلات، بنادم كلشي بغا الرها والجودة..الله يكون في العوان". صولد ...تجارة .. وسرقات ونشل إذا كانت مدينة طورينو الايطالية تشتهر بساحة «بورطا بالاص»، التي تعتبر من بين النقط السوداء ليس في المدينة فحسب، وإنما في إيطاليا بأكملها، حيث تسجل المنطقة انتشارا كبيرا لجميع أشكال الجريمة، فإن سوق ّطورينو" في خريبكة يعتبر مرتعا خصبا للأزبال والقاذورات والسرقات والنشل، "خاصك تكون حاضي راسك وحاضي سلعتك، كاين لي جاي يتقضى ويشري، وكاين لي جاي يسرق بياسات وجيوب العيالات حيث هما الكثار في هذا السوق ديال خريبكة" يروي عمر أحد أبناء منطقة أولاد عبدون الذي يتاجر في هاته السلع لمدة تفوق العشر سنوات، ذرت عليه مالا محترما. من زار سوق "طورينو" الخريبكي لا بد أن يظفر بهمزة أو بياسة على حد تعبير أهل المنطقة، لكن عليه أن يكون حذقا وحذرا حتى لا يلذغ من جيبه من قبل بعض قطاع الطرق الذين يتفننون في التسلل إلى جيوب المواطنين في سوق الهمزة، علهم يظفرون هم الآخرين بهمزة أو غنيمة في ساعات الذروة.