"شوف لي أخويا شي موتور ديال ميرسيديس، يكون دوبل في"، "أنا، راه الموطور ديال باليو مشى ليا"، "بشحال أخويا هاذ الموطور؟"، "فين نمشي نقلب على الموطور؟"، "شحال ديال الوقت باش يكون موجود؟". عبارات رددها في سوق المتلاشيات بالدارالبيضاء عشرات المتضررين من الفيضانات، التي اجتاحت أحياء عديدة بالمدينة، مطلع الأسبوع قبل الماضي، وخلفت خسائر في أجهزة العديد من السيارات. وشهد السوق، السبت والأحد الماضيين، اكتظاظا مذهلا بسبب توافد أصحاب سيارات خاصة وسيارات أجرة من أجل اقتناء محركات، أتلفت بسبب المياه، وأكد صاحب محل تجاري أن السوق عرف إقبالا خلال اليومين الأخيرين، ما أدى إلى نفاذ بعض المحركات وأجهزة السيارات من السوق. وقال التاجر ذاته إن الطلب أصبح يفوق العرض، وأن بعض التجار اضطروا للاتصال بموردين في مدن أخرى، بينما فضل آخرون السفر إلى إيطاليا لاقتناء المزيد من المحركات. وارتفع ثمن المحركات بشكل لافت للنظر، إذ ارتفع ثمن المحرك العادي من 7 آلاف درهم إلى 10 آلاف درهم، ومحركات ذات ماركة مسجلة من ألمانيا وإيطاليا وفرنسا والصين تجاوزت مبلغ 20 ألف درهم، بينما ضرب أصحاب سيارات الأجرة أسداسا في أخماس، وعادوا أدراجهم، دون أن يقتنوا شيئا، في انتظار انخفاض الثمن، أوإغراق السوق بمحركات جديدة. وأوضحت مصادر "المغربية" أن السائقين، الذين توجهوا إلى سوق المتلاشيات هم أصحاب سيارات فوجئوا، بعد إلحاق أضرار بسياراتهم ، أن عقد الضمان انتهى، ويستمر ما بين سنة إلى ثلاث سنوات. أحمد الوزاني، أحد المتضررين، قضى يوم الأحد يتجول في مختلف أسواق المتلاشيات ومحلات بيع أجزاء السيارات بالبيضاء، يبحث عن محرك خاص لسيارته، من نوع "مرسيدس"، بعد أن أصابه عطل، بعدما غمرته مياه الأمطار، إلا أنه فوجئ بارتفاع الثمن، ولم يجد بدا من شرائه بثمن تجاوز 10 آلاف درهم. وليس الوزاني المتضرر الوحيد، الذي اقتنى محركا بثمن مرتفع، بل هناك عشرات المتضررين، توافدوا على سوق المتلاشيات واشتروا محركات بأثمنة باهظة، لأنه ليس هناك بديل. وعند مدخل سوق المتلاشيات، اصطف قاصرون بملابس متسخة بمواد الوقود، يرددون عبارات العرض، من قبيل "خاصك موتور؟، خاصك بياسة؟، أجي معايا لداخل، البياس كلو دوبل في، وبثمن مزيان". وأحيانا، يرافق الزبون القاصر إلى محل مشغله، لكن بمجرد ما تطأ قدماه المحل، يعلم أن الأمر كان يتعلق بمصيدة. ويقول خويا بلعالي، أحد المتضررين، "رافقت أحد الأطفال إلى محل تجاري، علني اقتني محركا بثمن بخس، لكنني فوجئت بأن الثمن نفسه لدى المحلات الأخرى في مدخل السوق". وخرج بلعالي من سوق المتلاشيات، وهو يتساءل "واش نزعم ونشري الموتور، ونخلي التريتا ديال الدار؟".