قال الدكتور جمال الدين البورقادي أستاذ أمراض الجهاز التنفسي بكلية الطب بالرباط، إن دواء “الكلوروكين” له مفعول لا بأس به مع آثار جانبية مقبولة. وأشار البورقادي في المؤتمر الافتراضي الأول الموجه لمهني الصحة، والذي نظمته الجمعية المغربية للتواصل الصحي، اليوم السبت، أن دراسة صينية أجريت في عشر مستشفيات أظهرت أن 100 مصاب الذين أخذوا هذا الدواء، تبث أن لهم تحسن أسرع وشفاء وتحليل سلبي أسرع.
وأوضح البروفيسور البورقادي أن هناك دراسة فرنسية أخرى لم تنشر بعد أظهرت أنه من أصل 80 مريضا استعملوا هذا الدواء شفي منهم 78، ومن بينهم مريض يبلغ من العمر 74 عاما. وأبرز البورقادي أن استعمال هذا الدواء أظهر انخفاضا سريعا في الحمل الفيروسي للمرضى في اليوم الثامن من العلاج، حيث أظهرت التحاليل المخبرية أن 93 في المائة منهم لهم تحليل سلبي. وهذا أدى إلى اتفاق الجمعيات العلمية في عديد من الدول على استعماله، ففي الصين يستعمل منذ 20 فبراير لكل حالات كوفيد مع التهاب رئوي، وفي ألمانيا يستعمل لحالات كوفيد المتقدمة أو الحرجة، وفي إيطاليا استعمل مع حالات كوفيد المتقدمة أو الحرجة أو الحالات الخفيفة مع وجود أمراض مزمنة. الأعراض الجانبية للدواء وأكد البروفيسور البورقادي أن هذا الدواء قديم كان يستعمل ضد الملاريا، وله بعض الأعراض الجانبية خاصة على الجهاز الهضمي مثل الإسهال، القيء وألم في البطن، وهذه الأعراض هي الأكثر انتشارا. يضاف إليها تأثيرات على القلب على شكل اضطراب نظم امتداد القطعة QT، وتأثيرات على العين وخاصة الشبكة، نقص السكر في الدم، حساسية على مستوى الجلد، ونقص في الكريات الحمراء أو البيضاء، بالإضافة إلى تفاعلات دوائية عديدة. بعض الأدوية المستعملة في العلاج وأوضح البورقادي أن هناك أدوية أخرى تستعمل في علاج كوفيد 19، منها دواء “Lopinavir/ritonavir”، وهو يستعمل كمضاد لفيروس نقص المناعة، وهناك دراسات سابقة تؤكد بعض إيجابيات استعماله في الفيروسات التاجية الأخرى. وفي دراسة حديثة ل 199 حالة كوفيد أخذت هذا الدواء لم يظهر أي مفعول، وهناك دراستين في طور الإنجاز، وتوصيات للمجمعات العلمية تنصح بالاحتفاظ به في الحالات الحرجة فقط. بالإضافة إلى دواء “Azithromycine” وهو مضاد حيوي من عائلة “الميكروليد”، يقي من التعفنات البكتيرية وله دور مناعي، وهناك دراسة وحيدة حسب البوروفيسور البورقادي تبين أهمية إضافته إلى الكلوروكين، لأنه أظهر أنه في اليوم السادس للعلاج، كل المرضى الذين أخذوا هذين الدوائين لهم حمل فيروسي سلبي بالمقارنة مع 57.1 في المائة من الذين أخذوا الكلوروكين وحده. وأشار نفس البروفيسور أن هناك أدوية أخرى تستعمل في العلاج منها المضادات الحيوية إذا كان هناك شك في تعفن بكتيري، و”الباراسيتامول” عند ارتفاع الحرارة. الفئات المستهدفة وقال البروفيسور البورقادي إن كل الحالات المؤكدة الحاملة للفيروس ممكن أن تأخذ هذا الدواء، ومنها الحالات المشتبه فيها التي تشتكي من أعراض في انتظار التأكيد، والمخالطون مع اختطار كبير للذين يشتكون من أعراض ولديهم أمراض مزمنة. تعريف الشفاء وأكد البورقادي أن الشفاء من كوفيد هو اختفاء أو تحسن جلي للأعراض، مع تحليلين سلبيين للفيروس، يجرى الأول في اليوم التاسع من العلاج، وإذا كان سلبيا يجرى الثاني في اليوم العاشر من العلاج، وإذا كان إيجابيا بعد ثلاثة أيام. هل هناك مكان للدواء الوقائي؟ وأوضح البروفيسور البورقادي أنه ليست هناك دراسات علمية إذا كان هناك دواء وقائي أولا، باستثناء توصيات اللجان العلمية لبعض الدول كالهند وإسبانيا، وهناك توصية للجنة العلمية المغربية لإعطاء الدواء لمهني الصحة المخالطين لمرضى كوفيد المؤكد بدون استعمال وسائل الوقاية المطلوبة. وشدد البورقادي على أن هناك بعض الأدوية التي ينبغي تجنبها مثل، مضادات الالتهاب غير السترويويدية التي لا ينصح باستعمالها لأنها قد تؤدي إلى مضاعفات. اللقاح وتطرق البورقادي أيضا إلى لقاح السل، مشيرا أن بعض الدراسات أظهرت أن حالات الإصابة أو الوفيات بفيروس كوفيد هي أقل في الدول التي تعتمد هذا اللقاح مثل اليابان. وتجرى تجارب حاليا في ثماني دول لتأكيد أو نفي هذه الملاحظات، وعدد من اللقاحات يجرى تطويرها، اثنان منها في المرحلة السريرية والباقي في المرحلة ما قبل السريرية. وختم البورقادي مداخلته بالتأكيد أن أولى تدابير الوقاية هي احترام الاحترازات واحتياطات السلامة والمكوث في المنزل.