تراجع لحسن الداودي وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، عن تصريحاته السابقة التي أعلن فيها عن إلغاء مجانية التعليم العالي في مجموعة من الشعب، وقال اليوم الثلاثاء 31 يوليوز أمام مجلس المستشارين أن "المجانية هي الأصل والأداء هو الاستثناء". وأوضح الداودي ٬ في معرض رده على سؤال شفوي بمجلس المستشارين حول (مجانية التعليم)٬ تقدم به الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية٬ أنه لم يسبق له "بتاتا أن تكلم على إلغاء مجانية التعليم"٬ معتبرا ما تم الترويج له بأنه "تحريف وسطو على كلامه". وأبرز أن ما قاله هو ضرورة مساهمة الأسر الميسورة في تعليم أبنائها ٬ "الشيء الذي لا يعني إلغاء مجانية التعليم". وأضاف أنه تحدث فقط عن المعاهد الخاصة وكلية الطب لأنها تستهلك الجزء الأكبر من الميزانية ٬ مبرزا أن الوزارة رفعت من حجم المنح التي يستفيد منها الطلبة المعوزون من أجل مساعدتهم على إكمال دراساتهم. وأفاد في هذا السياق أن عدد المنح سينتقل من 180 ألف إلى 216 ألف منحة ٬ في حين سينتقل عدد الأسرة إلى 54 ألف لتصل إلى 90 ألف خلال سنة واحدة٬ بينما عدد الوجبات بالمطاعم ستنتقل من 5 مليون إلى 15 مليون وجبة علما أن الوجبة الواحدة تكلف 1,40 درهم. وأفاد الداودي بوجود لجنتين بين قطاع التعليم العالي ووزارة الصحة تنكب على البحث عن سبل الولوج إلى كلية الطب. وقال في هذا الصدد إنه سيعرض أفكار الإصلاح المرتبط بهذا المجال في يناير القادم ٬ مبرزا أن نسبة قليلة فقط (5 أو 10 في المائة) هي التي ستؤدي وليس كل الطلبة مؤكدا أن الأداء سيقتصر على الميسورين فقط والذين سيتم تحديدهم لاحقا. وكان لحسن الداودي قد أعلن في تصريح صحفي، عن قرار حكومة بنكيران إلغاء مجانية الدراسات العليا بالتعليم العالي في إطار قانون المالية المقبل٬ وإنهاء العمل بنظام ترقية الأساتذة بناء على معيار الأقدمية٬ وذلك بغية تحسين جودة التكوين الجامعي، وأثارت هذه التصريحات ردود أفعال قوية في أوساط الطلبة والأساتذة الذين اعتبروا هذا القرار ضرب لحق أبناء الفئات الشعبية في التعليم.