أمر زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر اليوم الثلاثاء أنصاره من أصحاب “القبعات الزرق” بعدم قمع المتظاهرين المناوئين للحكومة والنخبة السياسية الحاكمة. وقال الصدر في تغريدة على حسابه في “تويتر”، اطلعت عليها الأناضول، إن “القبعات الزرق واجبها تأمين المدارس والدوائر الخدمية سلميا، وليس من واجبها الدفاع عني وقمع الأصوات التي تهتف ضدي”.
وأضاف، “أخوتي (القبعات الزرق) واجبكم تمكين القوات الأمنية من بسط الأمن وحماية الثوار وحينئذ ينتهي دوركم”.وعلى خلفية هذا الأمر، انسحب العشرات من أصحاب “القبعات الزرق”(تسمية لأنصار الصدر لارتدائهم قبعات زرقاء اللون لتمييزهم) من ساحة التحرير، معقل المتظاهرين في بغداد، وبقي القليل منهم هناك، وفق ما أفاد مراسل الأناضول. وشن أنصار الصدر، الاثنين، حملة منسقة لتفريق تجمعات المحتجين في مدن وبلدات وسط وجنوبي البلاد بالقوة المفرطة، ما أدى لمقتل متظاهر وإصابة 21 آخرين بجروح، وفق ما أبلغت به الأناضول مصادر طبية وشهود عيان. وأمر الصدر، الأحد، أنصاره من أصحاب “القبعات الزرق” بالعمل مع قوات الأمن على إعادة فتح الطرق والمؤسسات المغلقة من جانب المحتجين.وجاء هذا الموقف بعد رفض المحتجين لتكليف وزير الاتصالات الأسبق، محمد توفيق علاوي، السبت، بتشكيل الحكومة المقبلة، في حين يحظى علاوي بدعم الصدر. ويطالب المحتجون برئيس وزراء مستقل نزيه لم يتقلد مناصب رفيعة سابقًا وبعيد عن التبعية للأحزاب ولدول أخرى، على رأسها إيران، فضلاً عن رحيل ومحاسبة كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم منذ إسقاط نظام صدام حسين، عام 2003. وستخلف الحكومة المقبلة حكومة عادل عبد المهدي، التي أجبرها المحتجون على الاستقالة، في الأول من دجنبر الماضي. ويشهد العراق احتجاجات غير مسبوقة، منذ مطلع أكتوبر الماضي، تخللتها أعمال عنف خلفت أكثر من 600 قتيل، وفق الرئيس العراقي برهم صالح.