عن سن يناهز ال88 عاما، توفي صباح اليوم الخميس 30 يناير 2020، الداعية التطواني محمد بن الأمين بوخبزة، أحد أبرز فقهاء الحركة الإسلامية المغربية، بعد أن نقل قبل أيام إلى إحدى مصحات مدينة تطوان وهو في حالة حرجة حيث اكتشف الأطباء تعطل وظائف جزء مهم من قلبه، ما اضطرهم إلى الاستعانة بالتنفس الاصطناعي، حسب ما أفاد به أحد أفراد عائلته لموقع “لكم”. ومن المنتظر حسب أسرته أن يُشيع جثمان الراحل ظهر غد الجمعة بمقبرة ابن كيران الإسلامية بالحمامة البيضاء، حيث ستنطلق الجنازة من منزله الكائن بحي سيدي طلحة بتطوان.
ويوصف الراحل، بالباحث والمحقق، مشهود له بالإحاطة الواسعة بمحتويات خزائن الكتب العربية الإسلامية قديمها وحديثها، مخطوطها ومطبوعها، حيث كان بيته ومنذ عقود قبلة للباحثين والمحققين، من داخل المغرب وخارجه. ساهم في الصحوة الاسلامية بوشعب بلامين القيادي ب”الحركة من أجل الأمة”، قال في تصريح لموقع “لكم”، إن العلامة الامين بوخبزة من العلماء الذين ساهموا في الصحوة الاسلامية التي شهدتها بلادنا و تميزوا بالاعتدال و الوسطية و الاستقلالية . وأضاف بلامين، هذا المستوى جعل خصوم النهج المعتدل يضايقونه و يلحقونه بالممنوعين من ممارسة دوره التوعوي و التنويري الذي اكتسب به شعبية و قبولا في تطوان وشمال المغرب خاصة وفي المغرب عموما . تطوان تفقد فقيهها من جانبه، اعتبر عبد الله اشبابو في حديث مع موقع “لكم”، أن مدينة تطوان فقدت عالما من علمائها الربانيين ، وداعية من دعاتها المخلصين. وأضاف اشبابو، “كنت أسمع عنه الثناء العطر ممن أعرفهم من أهل المدينة، وخاصة من أخي العزيز ابن أخيه الأستاذ الأمين بوخبزة ، رفيقي في العمل الإسلامي والنشاط السياسي”. وأشار القيادي بحركة التوحيد والإصلاح، “لقد كان يثني عليه الثناء العطر كلما تطرقنا إلى الحديث عن الدعوة والثقافة بتطوان ورجالاتها، ومن خلال ذلك الثناء، علمت أن الفقيد رحمه الله كان من أجل العلماء بالمدينة ودعاتها ومربيها، وله تآليف في مختلف العلوم الدينية والعربية، أوردها أخي الأستاذ الأمين في ترجمته عند مرضه الأخير”. وأشار اشبابو، إلى أن “مساجد تطوان عرفته واعظا، ومدرسا للعلوم الشرعية، وخطيب الجمعة التي قضى فيها سنين من عمره صادعا بالحق ، لا يوارب فيه ولا يداهن ، إلى أن عزله وزير الأوقاف الحالي كما عزل أمثاله من الخطباء، رحمه الله رحمة واسعة ، وجزاه أفضل الجزاء عما قدم بين يديه من صالح الأعمال ، وبوأه أعلى الدرجات في جنة الفردوس. وعزاء لأهله وأهل تطوان في فقدانه إنالله وإنا إليه راجعون “. باحث ومحقق أما أحمد الريسوني رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، فقد كتب على موقعه، أن المغرب والأمة الإسلامية فقدوا هذا اليوم أحد العلماء الأجلاء الأبرار، والزهاد الأخيار، وهو العلامة محمد بن الأمين بوخبزة (أبو أويس)، الذي وافاه الأجل المحتوم بمدينته تطوان، عن عمر ناهز التسعين عاما. وأضاف، “كان الفقيد الكبير – منذ عشرات السنين – قبلة للعلماء والباحثين والمحققين، من المغرب والمشرق، يزورونه وينهلون من علومه، ويتباحثون معه في مختلف القضايا العلمية، وخاصة في مجال المخطوطات”. وختم الريسوني نعيه، “نسأل الله تعالى لفقيدنا الكبير أن يكرم مثواه ويسبغ عليه من رحمته ومغفرته، ويعلي مقامه عنده سبحانه”.