دعا حزب النهج الديمقراطي، سلطات مدينة طنجة، ومصالحها المتعددة بالتدخل العاجل لصون كرامة عمال شركة “أمانور” التي اعتبرها متفرعة عن العملاق الفرنسي الاحتكاري الاستعماري المتعدد الجنسية “فيوليا”. وأكد الحزب اليساري في بيان تلقى “لكم” نسخة منه، على أن التمادي في الجمود والصمت من طرفها، “سيعتبره الحزب بطنجة بمثابة تزكية – وتكريس لممارسات استعمارية – وتفريط في سيادة وطننا أمام شركة أجنبية واحتقارا لعمالنا لصالح جبروت وجشع الرأسمال الأجنبي”.
وأشار بيان حزب النهج، أنه وبالرغم من إنذار السلطات المحلية، وطرق أبوابها مرارا من طرف العمال بمعية ممثليهم النقابيين بالشركة أو في الاتحاد الجهوي لنقابات طنجة للتدخل من اجل حماية العمال وصون حقوقهم المكتسبة، فإنها لا تزال لحد الساعة، تلازم الصمت واللامبالاة اتجاه معاناة العمال وبالخصوص عدم اكتراثها بخروقات الشركة، مع العلم أنها شريكا بل موقعا على عدد من الاتفاقيات التي يتم الإجهاز عليها اليوم من طرف إدارة الشركة. وقال البيان، إن فرع الحزب وهو يتابع هذه التطورات والصراع الاجتماعي الذي يسيطر داخل شركة “أمانور”، معتبرا إياه نتيجة الممارسات الإقطاعية لإدارة هذه الشركة، حيث تواصل توجيه الضربة تلو الأخرى للإجهاز على حقوق العمال وتصفية مكتسباتهم التي طالما ناضلوا وضحوا من اجل الاستفادة منها. وأكدت الوثيقة، أن هناك تقهقر اجتماعي في الأسابيع الأخيرة، كالاقتطاعات غير القانونية من أجور العمال وحرمانهم من منحة التنقل المقدرة ب 750 درهم وأيضا من منحة رأس السنة أو من عطلة رأس السنة بإرغام العمال على العمل خلالها، مبرزة أن “ما زاد الطين بلة في تعفين الوضعية التي يعيشها عمال شركة “أمانور” هو التصعيد الخطير من طرف المدير العام المدعو Jean-Luc Roudier في قمع حرية التعبير والتنظيم النقابيين، حيث لجا وبصفة تعسفية غير مسبوقة إلى طرد المناضل النقابي عبد اللطيف الرازي الكاتب العام لنقابة شركة امانور المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل. وأبرز البيان، إلى أنه “وأمام هذه الأوضاع، وبعد صبر طويل ومسؤولية عالية في محاولات متعددة لإيجاد حلول ملائمة للخروج من الاحتقان، وخاصة بعد الخطوة المتهورة المتجسدة في طرد الكاتب العام لنقابة الشركة، لم يعد بيد العمال إلا الدخول في معركة الدفاع عن النفس بالتوقف عن العمل والدخول في اضراب مفتوح واعتصام متواصل بمقر الشركة, إضافة إلى تخطيط برامج احتجاجية لتحسيس الرأي العام بمدينة طنجة وأيضا لحث السلطات المحلية ومصالحها المعنية بقضايا الشغل إلى الاستفاقة من نومها والقيام بواجبها لحماية حقوقهم ومكتسباتهم المشروعة. وثمن الحزب هذه النضالات وعبر عن اعتزازه بالخطوات التي يخوضها عمال شركة “أمانور”، وممثليهم النقابيين في الدفاع عن حقوقهم القانونية الأصلية او المكتسبة، معبرا عن تضامنه مع نضالاتهم ومساندته لمطالبهم المشروعة، معتبرها بسيطة غير مكلفة بالنظر لما تجنيه شركة “أمانور” من أرباح طائلة على حساب عملهم وعرق جبينهم، مجددا مساندته الغير منقوصة مع المناضل النقابي عبد اللطيف الرازي الكاتب العام المطرود تعسفيا، ملحا على إرجاعه لعمله من دون قيد أو شرط وفي أقرب وقت ممكن. في ذات السياق، أدان الحزب ما وصفه بالتصرفات الإقطاعية التي تنهجها إدارة “أمانور” الحالية اتجاه العمال وخصوصا الممارسات الاستعمارية لمديرها العام، داعية مسؤولي هذه الشركة إلى احترام حقوق العمال ومكتسباتهم، والكف الفوري لخرقهم للحريات النقابية وقمعهم للحق في التعبير والتنظيم النقابي. ودعا حزب النهج، مواطنات ومواطني مدينة طنجة وفي مقدمتهم أعضاء الحزب والمتعاطفين معه، وكذا كافة القوى الديمقراطية والتقدمية والاجتماعية والحية إلى مؤازرة ومساندة اضراب عمال “أمانور” واحتجاجاتهم وبرنامجهم النضالي، وعلى الخصوص تلبية دعوة الاتحاد الجهوي لنقابات طنجة / الاتحاد المغربي للشغل بالحضور والمشاركة المكثفة في الوقفة الاحتجاجية التي سينظمها يوم الأربعاء 29 يناير 2020 بساحة الأمم على الساعة السادسة والنصف مساءا.