بقي شهر واحد وتناديكم لندن... باعتبار لندن أول مدينة تستضيف دورة الأولمبياد ثلاث مرات، فإننا نتطلع قدما للترحيب بقدوم أمم العالم إليها في الأيام والأسابيع المقبلة. إن كل دورة أولمبية - من سيدني وحتى برشلونة وهونغ كونغ - تعكس ميزة فريدة ومميزة للدولة التي تستضيفها. ولندن لن تختلف في ذلك عن غيرها من المدن. من التناوب على حمل الشعلة الأولمبية - حيث يلمس بريطانيون من مختلف مشارب الحياة بعضا من التاريخ الأولمبي، ومرورا بحفل افتتاح الدورة (والذي مازال محاطا بسرية تامة حتى كتابتي لهذا المقال)، وانتهاء بدورة الألعاب البارالمبية التي انطلقت لأول مرة في بلدة ستوك ماندفيل البريطانية عام 1948، ستكون هذه الدورة عرضا بريطانيا تماما مقدما على ساحة دولية جدا. وبالتالي ما الذي ستُبرزه دورة لندن 2012 عن المملكة المتحدة في سنة 2012؟ أولا، سوف تبين بأن بريطانيا تفي بما تعهدت به. فقد حشد قطاع الإنشاءات في بريطانيا كل طاقاته وبذل أفضل ما لديه لتشييد منتزه أولمبي رائع يتضمن القرية الأولمبية التي تقع على بعد دقائق فقط من مقرات الألعاب الرئيسة. وتم إنجاز المنتزه بالموعد المحدد وضمن حدود الميزانية المخصصة، وجرى تشييده بتصاميم على أعلى المستويات حازت على الجوائز، بما في ذلك التزام مبتَكَر بالاستدامة البيئية والتكنولوجيا الخضراء الصديقة للبيئة التي رفعت معايير المشاريع الإنشائية الكبيرة في المملكة المتحدة وخارجها. وثانيا، وفيما يتعلق بمن لم تتح لهم الفرصة من قبل لزيارة المملكة المتحدة، آمل أن تسلط هذه الدورة الأضواء على بريطانيا باعتبارها وجهة رائعة يزورها الناس من أنحاء العالم. والشعلة الأولمبية - التي تقطع حاليا رحلتها الممتدة 8,000 ميل في أنحاء المملكة المتحدة - تعرض معالمنا بشكل لم نعهده من قبل: السواحل الرائعة في جنوب ويلز وشرق إنجلترا، والمناظر والتضاريس الطبيعية الخلابة في ويلز واسكتلندا، وعمق التاريخ والتراث الممتد من ستونهنج جنوبا وحتى جدار هيدريان شمالا. كما أن لدينا مراكز المدن المفعمة بالحياة والنشاط مثل بلفاست وإدنبرة وليدز ونيوكاسل ومانشتر وليفربول. وبكل تأكيد لدى المملكة المتحدة تراث ثقافي - من فرقة البيتلز وحتى شكسبير - ليس هناك ما يضاهيه. لكن لا تزال لندن بالنسبة للكثيرين هي الجاذب الأكبر. فباعتبارها واحدة من أكبر مدن العالم، فإنها تضم كل ما نعتز به: تعدديتنا الثقافية وانفتاحنا، واحترامنا لماضينا، وطموحنا لأجل المستقبل. حيث أن لندن مدينة يتحدث سكانها 200 لغة مختلفة. وفيها باستطاعتك تناول المأكولات التي تتميز بها كل دولة من الدول المشاركة بالأولمبياد، ومشاهدة أبهة مبنى البرلمان وقصر بكنغهام إلى جانب أجواء الصخب والبهجة في حي سوهو وأضواء العروض المسرحية والتسوق في غرب لندن. هذا المزيج من القديم والحديث، التقليدي والمعاصر، سوف يسطع طوال دورتنا الأولمبية. وإلى جانب المنتزه الأولمبي، ستجرى المسابقات في بعض من المقرات التاريخية الأكثر تميزا في بريطانيا: ملعب لوردز للكريكيت، وملاعب ويمبلدون التي تشتهر بدورات التنس، ومنتزه غرينتش الذي يرتبط بتاريخ الملاحة. لندن هي بكل معنى الكلمة عالم بأسره ضمن حدود مدينة. ستكون مزدحمة دون شك، لكنها مليئة بالنشاط والبهجة وتتوافر فيها كل الإمكانات - ما يعتبر الخلفية النموذجية لأفضل ما في العالم من رياضة وثقافة. إن استضافة دورة الألعاب الأولمبية للمرة الثالثة يعتبر شرفا كبيرا لأي بلد. وقد انتظرت لندن وقتا طويلا لتصل لهذه اللحظة، وستكون محط أنظار العالم بأسره. ونحن نأمل بعد شهر أن نرقى لتلك التوقعات - بتقديم عرض رائع ولمحة عن بريطانيا وهي ترتدي أبهى حلتها. --- * نائب رئيس الوزراء البريطاني