قال المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله على خامنئي، في خطبة الجمعة الأولى التي يلقيها منذ ثماني سنوات في مسجد بالعاصمة طهران إن حادث سقوط الطائرة الأوكرانية كان “مأساويا”، مؤكدا أنه يجب اتخاذ تدابير للحيلولة دون تكرار ذلك. وأضاف خامنئي في الخطبة إن الإعلام الأمريكي استغل حادث سقوط الطائرة “للتغطية على اغتيال قاسم سليماني”.
وتابع خامنئي أن الصفعة التي وجهها الحرس الثوري للولايات المتحدة كانت “ضربة لهيبتها واستكبارها”. مضيفا “ن اليوم الذي استهدفت فيه صواريخ حرس الثورة الإيرانية القاعدة الأمريكية “هو أحد أيام الله”. وكشف إن الصاروخ الإيراني الذي ضرب أهدافا أمريكية في العراق أظهر أن بلاده تنعم بدعم إلهي في توجيه “صفعة على وجه” قوة عالمية. كما انتقد خامنئي موقف فرنسا وبريطانيا وألمانيا من بلاده، وقال إنها تخدم مصالح الولاياتالمتحدة، وهددت بإحالة الملف النووي الإيراني لمجلس الأمن. وأضاف خامنئي: “لا يمكن الوثوق في الأطراف الأوروبية الثلاثة في الاتفاق النووي”. وقال خامنئي إن بلاده لا تعارض التفاوض مع أي جهة، إلا الولاياتالمتحدة. مشيرا الى إن الملايين في إيران والآلاف في العراق نعوا سليماني الذي كان القائد الأقوى في جبهة المقاومة بالمنطقة. وأضاف أن اغتيال سليماني كان عارا على الولاياتالمتحدة، التي أظهرت إدارتها طبيعتها العدوانية. كما دعا المرشد الأعلى للثورة، الإيرانيين إلى وحدة الصف الوطني والإقبال بكثافة على الانتخابات المقررة في فبراير، دعما لأركان الجمهورية الإسلامية في مواجهة التحديات. يأتي ذلك في ظل ضغوط داخلية وخارجية تواجهها طهران واندلاع تظاهرات أعقبت اعتراف الجيش الإيراني بأنه أسقط طائرة ركاب بالخطأ أثناء مواجهة مع الولاياتالمتحدة. ويُعدّ إلقاء خطبة الجمعة في العاصمة أمرا ذا دلالة رمزية عادة ما يُستَخدَم في الأوقات التي تسعى فيها السلطة العليا في إيران إلى إيصال رسالة مهمة، بحسب مهدي خلجي، زميل معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى. ويضيف خلجي بأن القادة الإيرانيين دأبوا تاريخيا على ترك هذا الأمر إلى دعاة موالين يمتلكون مهارات خطابية قوية.