فليسامحني كل مغربي يخالفني الرأي لكن حكومتنا "حكومة الحكرة" بامتياز، حكومة استأسدت على الفقراء والضعفاء لتحل أزمتها. حكومة فضلت اللجوء لأبسط الحلول وملء صندوقها من مال الفقراء والمستضعفين، حكومة لم تملك ما يكفي من الجرأة للبحث و لمحاسبة و استرداد الأموال "السايبة". انها الحكومة التي رفعت الشعارات ضد الفساد و"المعقول"، وفي نهاية المطاف كان "المعقول" عبارة عن زيادة "معقولة نيت" في ثمن المحروقات سيؤدي إلى الزيادة في كل شيء (النقل، المواد الأساسية ...). شاءت الأقدار أن تجمعني بالوزير المكلف بالميزانية في أحد البرامج الحوارية، وكان تبرير الوزير الوحيد لهذا القرار هو أن الحكومة لا تريد أن تلمس درهماً من ميزانية الاستثمار لتغطية مصاريف المقاصة. السيد الوزير تحدث عن 2013 و2014 و2015 ونسي أن المغاربة يعيشون اليوم في 2012 في وضعية اجتماعية واقتصادية جد صعبة، في انتظار بصيص الأمل الذي وعدتهم به الحكومة خلال الخمس أشهر الماضية. المغاربة اليوم الذين خابت آمالهم لأن سقف الانتظارات كان كبيراً في نفس حجم الوعود التي أعطيت. المغاربة تعرضوا لأكبر عملية نصب في التاريخ : غادي نديرو ونديرو ونديرو ... وهاحنا زدنا عليكم وخصكم تصبرو معنا .. حيت هادشي فمصلحتكم .. انها حكومة "الحكرة" لأن السيد بنكيران لم يجد جواباً مقنعاً على سؤال الصحافة حول تقاعد الوزراء "السمين" فرد بالقول "هل تريد من وزير سابق أن يقف حارسا للسيارات"، وكأن حارس السيارات ليس مواطناً مغربياً شريفاً يجب أن يتمتع بكامل الحقوق ويدفع ضرائبه ككل المغاربة. لم أفهم النظرة "الحكارة" لرئيس الحكومة لهذه الفئة من المغاربة الذين انتظروا منه حفظ كرامتهم، فإذا به يعتبرهم "عيباً" يجب أن لا يسقط فيه من كان وزيراً. حراس السيارات اليوم وغيرهم من الفئات المستضعفة تنتظر من السيد بنكيران أن يحفظ كرامتهم ويمتعهم بحقوقهم، عوض أن يضرب الأمثلة ويحدثهم عن "البنان" الذي لا يتناولوه إلى في الأعراس. الفقراء اليوم سيدي رئيس الحكومة لا يملكون عشرة دراهم في اليوم في الوقت الذي تتحدث فيه على شاشة التلفاز عن دخلك الذي يقدر بالملايين. البسطاء اليوم من شعب المغرب لا ينتظر صدقة من رئيس الحكومة لأن من حقهم الدستوري العيش بكرامة وإيجاد مدرسة لأولادهم ومستشفى لزوجاتهم وسقف يعيشون تحته دون أن يتعسف عليهم أحد. لرئيس حكومة "الحكرة" أقول ما قاله الله في كتابه "كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون", صدق الله العظيم.