قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مساء اليوم الجمعة، إن السعودية هددت بترحيل 4 ملايين باكستاني من أراضيها، لتمنع باكستان من المشاركة في قمة كوالالمبور. وأشار أردوغان في تصريحات للصحفيين نقلتها وكالة الأنباء التركية “الأناضول” إلى أن باكستان تعرضت لضغوط سعودية قوية، من أجل إثنائها عن المشاركة في القمة الإسلامية في العاصمة الماليزية كوالالمبور.
وتابع الرئيس التركي “مثل هذه المواقف التي تصدر عن السعودية وإمارة أبو ظبي، ليست الأولى من نوعها”. وتحدث أردوغان عن الضغوط السعودية بقوله “السعوديون هددوا بسحب الودائع السعودية من البنك المركزي الباكستاني”. وأردف “كما هددت السعودية أيضا بترحيل 4 ملايين باكستاني يعملون في السعودية واستبدالهم بالعمالة البنغالية”. واستمر الرئيس التركي قائلا “باكستان تعاني من أزمات اقتصادية كبيرة، واضطرت لاتخاذ موقف بعدم المشاركة في القمة الإسلامية، في ظل هذه التهديدات والضغوط”. وقال أردوغان إن الأزمة في واقعها هي “قضية مبدأ في الأساس، على سبيل المثال، السعودية لا تقدم مساعداتها إلى الصومال، لكن الصومال أظهرت موقفا ثابتا على الرغم من الأوضاع الصعبة التي تعاني منها، ولم تذعن لضغوط الرياض من أجل تغيير مواقفها مقابل تلقي المساعدات”. وأردف “أبو ظبي كانت ستقدم هي الأخرى خطوات إيجابية في الصومال، لكنها تراجعت عنها لاحقا، لعدم استجابة الصومال لمطالبها”. وانطلقت قمة “كوالالمبور 2019” الإسلامية المصغرة الأربعاء، في العاصمة الماليزية، ومن المقرر أن تستمر أعمالها حتى السبت 21 دجنبر الجاري. ونقلت صحيفة “ذا نيوز” الباكستانية عن مصادر أن عمران خان قرر التراجع عن المشاركة في قمة كوالالمبور المقرر عقدها في الفترة من 18 إلى 20 دجنبر. وأشارت الصحيفة الباكستانية إلى أن رئيس الوزراء الباكستاني اتخذ هذا القرار، بعد لقائه مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان. وقرر عمران خان أن يوفد وزير خارجية باكستان شاه محمود قريشي إلى ماليزيا لحضور قمة كوالالمبور، المقرر أن يشارك فيها رئيس وزراء ماليزيا، مهاتير محمد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الإيراني حسن روحاني وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني. وبدت الانقسامات في العالم الإسلامي واضحة، إذ لم توفد سوى 20 دولة زعماء أو مندوبين إلى كوالالمبور لحضورها، رغم توجيه دعوات إلى جميع أعضاء منظمة التعاون الإسلامي ال57. ومع رفض العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، الحضور وانسحاب باكستان المتأخر، قال مهاتير إن القمة لا تستهدف أن تضع بديلا لمنظمة التعاون الإسلامي، ولكنها تهدف إلى أن تفهم لماذا صار الإسلام والمسلمون ودولهم “في حالة أزمة وبلا حول ولا قوة وغير جديرين بهذا الدين العظيم”.